جهاد النكاح ونكاح المتعة والإجبار على النكاح

  محيط البوك المقال

  الصفحة الرئيسية » المعلومات العامة

طباعة حفظ

جهاد النكاح ونكاح المتعة والإجبار على النكاح

Article Image

جهاد النكاح ونكاح المتعة والإجبار على النكاح


لكن أخريات فعلن. المؤسسات الإغاثية العاملة في لبنان؛ سواء منها المحلية أو الدولية أو الأممية، كلها استحدثت فروعاً لبلسمة جراح هؤلاء. القصص فظيعة، وبعضها يكاد لا يصدق. ثمة نساء اعتقلن ووضعن في أقبية كما الحيوانات، كن يخرجن بالانتقاء حسب رغبة الضباط والجنود، من أجل التمتع بهن. البعض الآخر نقلن إلى فنادق كبار الضباط للعمل في الخدمات الجنسية، وأكثر هؤلاء أجبرن على التعود على المخدرات حقناً وشماً حتى تسهل السيطرة عليهن. إحدى الفارات تروي أنها أجبرت على النكاح بعدما هُددت بقتل أولادها أمامها، وأخرى تتحدث عن أشد أنواع التعذيب؛ اغتصابها أمام زوجها وأولادها، ورجل يتحدث عن ابنته التي اختُطفت حتى تمكن من معرفة مكانها ودفع المال للضابط المعني لقاء إطلاقها، فإذا به يتفاجأ لدى زيارة الضابط في مكتبه لدفع الفدية أن ابنته نفسها هي التي تقدم القهوة للضيوف (أي لأبيها) بثياب مبتذلة أجبرت على لبسها!. القصص لا تكاد تنتهي في هذا المجال .


ثمة انحطاط فظيع في أخلاقيات جيش النظام وشبيحته؛ دفع المنظمات الدولية لدق ناقوس الخطر أكثر من مرة، سيما في مجال الاعتداء الجنسي على المعتقلات، واستخدام النساء كوسيلة ضغط على الناشطين لتسليم أنفسهم. ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ يوجد راهناً نحو 7000 معتقلة سورية (وثـّقت الشبكة حالة معتقل وزوجته -من حي الرمل الجنوبي في اللاذقية- حيث أجبر رجال المخابرات بقية المعتقلين على اغتصاب الزوجة أمام زوجها). وقبل نحو شهر تناقلت وسائل الإعلام معلومات عن وحدة خاصة من شبيحة النظام؛ مهمتها اغتصاب الأطفال؛ يتكون أعضاؤها من الشواذ جنسياً.


والظاهر أن إعلام النظام السوري أراد تشويه صورة معارضيه بما يقترف من رزايا؛ فاجترح: "جهاد النكاح". بدأت القصة في أيلول 2012 عندما نُسبت فتوى دينية – على تويتر- للشيخ السلفي محمد العريفي؛ يعتبر فيها سعي النساء لخدمة المجاهدين جنسياً جهاداً، لكن العريفي أنكر أن يكون أصدر مثل هذه الفتوى، أو أنه يقرها، مؤكداً أن إعلام النظام السوري هو من نسب إليه هذا الأمر، ومع ذلك فقد روجت قنوات النظام السوري للأمر، وسعت في سبيل تقديم أدلة على حصوله، فقامت بتصوير نساء تونسيات وشيشانيات على أنهن مجاهدات بالنكاح!.


وما لبثت أن أصيبت هذه الحملة بإحراج شديد عندما استقالت الإعلامية التونسية مليكة جباري من قناة الميادين (مدعومة من النظام السوري وإيران) بسبب إجبارها على "فبركة قصة جهاد النكاح من لا شيء". وفي سبيل التعويض عن هذه الفضيحة قدمت الإخبارية السورية في 22/9/2013 اعترافات فتاة قاصر تبلغ من العمر 16 سنة (روان قداح)، تزعم فيها أن والدها قدّمها للمقاتلين لتجاهد بالنكاح معهم بعدما اغتصبها هو شخصياً!.


شكّلت "اعترافات" روان قداح صدمة داخل وخارج سوريا. مبعث الصدمة لم يكن كلام قداح الملقّن، فثمة سوابق كثيرة جداً تقدح في مصداقية الاعترافات السورية المتلفزة، وإنما تجرؤ النظام السوري على إجبار فتاة درعاوية على الطعن بشرفها وشرف عائلتها (والد الفتاة اسمه ميلاد قداح من أوائل الثوار في درعا، والفتاة اختطفت أثناء خروجها من مدرستها قبل عشرة أشهر من ظهورها على الإخبارية السورية).


ومع روان قداح عادت قصة جهاد النكاح إلى الظهور من جديد؛ استغلها وزير تونسي على خلاف مع حزب "النهضة"، فزعم أن تونسيات يشاركن في جهاد النكاح دون أن يعطي دليلاً أو أسماء، واستغلها مندوب سوريا في الأمم المتحدة للتأكيد عن همجية الثوار، فيما قامت حملات تضامن مع روان قداح والمطالبة بإطلاق سراحها، كما سلطت وسائل إعلام الثورة الضوء على الموضوع واستضافت أقارب ووالدة الفتاة، بما يفضح القصة الحقيقية لاختطاف روان وإجبارها على "الاعترافات".



قصص النكاح في سوريا لا تقتصر على الإجبار عليه من قبل النظام، وزعم الجهاد من خلاله في جانب الثوار، إذ ثمة فريق آخر قدم إلى سوريا، حاملاً معه ما يؤمن به في هذا المجال؛ نكاح المتعة.


المعروف أن حملات تجنيد الشبان العراقيين الشيعة للقتال في سوريا على أسس مذهبية، تجري على قدم وساق، منذ مدة ليست بالقليلة، وأن المقاتلين ينضمون إلى: "لواء أبي الفضل العباس" أو "حزب الله- العراق" أو "عصائب أهل الحق"، وهي تشكيلات تضم عراقيين ولبنانيين وخليجيين أيضاً، وهؤلاء كلهم يؤمنون بنكاح المتعة ويمارسونها في بلادهم أصلاً... غير أنه مع تزايد أعداد المقاتلين؛ تطور الموضوع أكثر بدخول النساء على خط "الجهاد"، وتشكيل كتائب نسائية بأسماء مختلفة للتوجه إلى سوريا وتقديم الدعم للمقاتلين هناك؛ طبياً وغذائياً وجنسياً. ليس ثمة تورية في الإعلانات واللافتات المرفوعة في الأحياء الشيعية في بغداد، لجهة ذكر نوعية الخدمات التي ترغب "الزينبيات" في تقديمها، بما فيها نكاح المتعة!.

في الواقع السوري المأساوي؛ باتت أكثر العلاقات حميمية؛ إما وسيلة لكسر معنويات الخصم، وإما وسيلة لتشويه سمعته، وإما جهاداً باسم الدين!

فادي شامية - الجمعة 25 تشرين الأول 2013

 

  تابع أيضا : مواضيع ذات صلة

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


3 + 6 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع