الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير

  محيط البوك المقال

  الصفحة الرئيسية » المقالات الطبية

طباعة حفظ

الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير

Article Image

 الإعجاز التشريعي في تحريم لحم الخنزير


إنّ دين الإسلام هو خاتم هذه الشرائع السماوية وأعظمها. ففاق جميع ما سبقه من شرائع، وبلغ الذروة في كل تشريعاته. وأكد الإسلام على حفظ الضرورات الخمس، وحرص كل الحرص على صحة الإنسان وحمايته من كل ما يضر جسده ويفسد روحه.


لقد بينت النصوص القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، ما يحل وما يحرم من الأطعمة والأشربة. وأكّد الحق جل وعلى في كتابه العزيز، حقيقة أزلية خالدة إلى يوم الدين، مؤداها أنّ كل طيب حلال، وأنّ كل حرام خبيث.


قال المولى تبارك وتعالى في الطيبات: ]يسألونك ماذا أحل لهم، قل أحل لكم الطيبات[ (سورة المائدة : الآية 4.) . وقال أيضاً: ]يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً[ (سورة المؤمنون : الآية 2.). وقال آمراً جميع البشر بأكل الطيب (الحلال) من الأطعمة، ومنفراً إياهم من خلاف ذلك: ]يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنـهّ لكم عدو مبين[ سورة البقرة : الآية 168


وقال تعالى محذراً المؤمنين من الخبائث، ومنفراً أصحاب الطبع السليم منها: ]قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث[ (سورة المائدة : الآية 100). وقال أيضاً: ]ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه[ (سورة البقرة : الآية 268).


وجمع الله تبارك وتعالى الأمرين معاً (الترغيب في الطيبات والتنفير من المحرمات)، في جزء من آية واحدة، فبين -سبحانه- بذلك جانباً من جوانب إعجاز هذا القرآن التي لا تعدّ ولا تحصى، حين قال: ]ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث[ سورة الأعراف: الآية157


بهذه الكلمات الست المعجزات، وضع المشرع سبحانه وتعالى للبشرية جمعاء, قانوناً ثابتاً وميزاناً دقيقاً، يمكّنهم من أن يزِنوا به كل المستجدات التي طرأت بعد زمن الرسول الكريم r وحتى قيام الساعة, ليعرفوا طيبها من خبيثها, ونافعها من ضارها, فيُقبلوا على الطيبات ويبتعدوا عن الخبائث المحرمات، فأكّد بكل وضوح وجلاء أنّ شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.


وسنتناول في هذا البحث بعضاً من الأسباب العديدة التي من أجلها حرم الله تعالى الخنزير، مؤكدين في هذا الصدد أنّ الدراسات المنشورة-على كثرتها-لا تظهر إلاّ نزراً يسيراً من مضار أكل لحم الخنزير، والتعايش مع هذا الحيوان الموغل في القذارة. ونحن على يقين تام بأنّ السنوات القادمة ستكشف للناس مزيداً من جوانب الإعجاز التشريعي في تحريم الخنـزير. لكن مهما بلغ التقدم العلمي, فسيبقى علم البشر قاصراً, وإدراكهم محدوداً, والله هو العليم الحكيم.

د. فهمي مصطفى محمود

قدم البحث في المؤتمر السابع للإعجاز

 

  تابع أيضا : مواضيع ذات صلة

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


7 + 6 =

/300
  محيط البوك روابط ذات صلة

المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع