14 آذار - ووليد جنبلاط

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
14 آذار - ووليد جنبلاط

   الكاتب :

 

 الزوار : 2812   الإضافة : 2009-08-09

 

منذ الارهاصات الأولى، لعب وليد جنبلاط دوراً محورياً في حركة 14 آذار. يقول الرجل مبرراً كل مهادنته السابقة للنظام السوري: "نعم، لقد كذبت على السوريين وخدعتهم طيلة 25 عاماً، لأحافظ على وجودي"!.

"14 آذار" ووليد جنبلاط

فادي شامية

منذ الارهاصات الأولى، لعب وليد جنبلاط دوراً محورياً في حركة 14 آذار. يقول الرجل مبرراً كل مهادنته السابقة للنظام السوري: "نعم، لقد كذبت على السوريين وخدعتهم طيلة 25 عاماً، لأحافظ على وجودي"!.

لم يكن جنبلاط بحاجة إلى محكمة دولية لمعرفة قاتل والده، ولم يكن بحاجة إلى من يبرهن له على طريقة تعامل النظام السوري مع من يختلف معه، وهو كان تلقى تهديداً صريحاً بالقتل في مجلس النواب عام 2000، عندما طالب بإعادة تموضع الجيش السوري، لكنه استمر في محاولة الفكاك من القبضة السورية، وقام بخطوة ممتازة عندما نجح في آب 2001 في مصالحة الجبل الشهيرة بالتعاون مع البطريرك الماروني نصر الله صفير.

يقول جنبلاط: "في صيف 2004 ذهبت إلى الديمان وصافحت البطريرك صفير، بعدما شاع عني التقلب والتغيير من بعض السذج والبسطاء، فقلت له لن أجدد للحود... وفي اليوم الثاني سرعان ما استيقظوا على الصدمة بعدما استدعى بشار الأسد، الرئيس رفيق الحريري، وقال له في تلك الجلسة الشهيرة: جدد للحود إنه أنا.. وإلا. وبدأت المسيرة معكم أيها الرفاق، وبدأ التحدي، ومشينا معاً في مسيرة الأفراح ومسيرة الآلام".

في الرابع عشر من شباط 2005 لمس جنبلاط حرارة الشارع، فأراد الاستفادة من هذه الدينامية الشعبية بإسقاط إميل لحود، لكن حلفاءه المسيحيين تحفظوا كي لا تسجل سابقة إسقاط رئيس الجمهورية في الشارع. وبعد تنظيم "حزب الله" لتظاهرة "شكراً سوريا"، ولدت حركة 14 آذار، وتبوّأ جنبلاط موقع المايسترو -إن صح التعبير- لهذه الحركة.

بكّر جنبلاط في مواجهة عون، فوصفه بـ "تسونامي" بـُعيد عودته إلى لبنان، ثم أكمل الحملة عليه، ما أسهم في خروجه، أو تبرير خروجه من 14 آذار. كما صعّد من لهجته تجاه النظام السوري مستعملاً عبارات غير معهودة في الحياة السياسية، وكأنه أراد إخراج كبت السنين السابقة في لحظات نشوة طال انتظارها. ولا يخفى أن جنبلاط أراد وسعى لتغيير النظام في سوريا، معتمداً على الولايات المتحدة الأميركية، لكنه لم يلمس رغبة لدى المحافظين الجدد في تغيير النظام وإنما سلوكه فقط.

وعلى وقع الاغتيالات المتلاحقة، ومحاولات "حزب الله" تجهيل أو تغطية الفاعل، وصف جنبلاط سلاح "حزب الله" بـ "سلاح الغدر"، وذلك بعد مرحلة طويلة من الدفاع عنه، وتفهم وجوده، حتى بعد قيام ثورة 14 آذار. اعتبر "حزب الله" أن جنبلاط تخطى حدوده كثيراً، لا سيما أنه كان أحد أركان التحالف الرباعي، أي حليفاً لـ"حزب الله" في الانتخابات، فرد الحزب بيان لاذع قال فيه: "لو تجسد الغدر لكان بشخص جنبلاط".

حافظ جنبلاط على وتيرة عالية من التحدي، لدرجة أنه ألقى خطاباً في 12-8-2007 أمام الشباب التقدمي قال فيه: "السلاح الذي يحمي أنظمة الحقد والاستبداد بين بيروت وإيران عبر نظام دمشق ليس مقدساً، ولن يكون كذلك أياً تكن مآثره في مواجهة العدوان الاسرائيلي". وأضاف: "يتأصل الحقد فينا، نعم الحقد... لحظة الدمع ولت مع رفيق... وحذار أن تحاول أية جهة كانت، محلية أم أجنبية، فرداً أم دولة، مقايضة المحكمة على حساب العدالة والسيادة والحرية"، ليختم بالقول: "أقولها بصراحة؛ إنه في اللحظة التي قد ينتابكم أو ينتابنا التردد أو الخوف أو اليأس، نخسر المعركة، وسيلعننا التاريخ، وخائن في صفوفنا، من فريق 14 آذار، الذي قد يفكر على طريقته بالمساومة أو التسوية، وسيُحكم عليه بالإعدام المعنوي والسياسي".

حافظ جنبلاط على مواقفه، ولكن في مسار تصاعدي، منذ 14 شباط 2005 حتى 8 أيار 2008، ولم يكن يتردد بالقول لمن يلتقيه إنه يشعر للمرة الأولى في حياته السياسية- رغم المخاطر- بالارتياح، لأنه يقول ما هو مقتنع به، بلا حاجة إلى مواربة.

سجّل الخامس من آذار موقفاً "جريئاً" للحكومة اللبنانية، بعد الضجة التي أثارها جنبلاط حول كاميرات المراقبة التابعة لـ "حزب الله" قرب المطار، واكتشاف المزيد من خطوط السلكي التابعة للحزب المذكور. هدد جنبلاط الحكومة بالاستقالة إن لم تـُقِل قائد جهاز أمن المطار وتتخذ قرارات بشأن السلكي. كان تأثير جنبلاط على الحكومة واضحاً لدى "حزب الله"، لذا فقد ألقى السيد حسن نصر الله خطاباً نارياً في 8 أيار 2008 وصف فيه الحكومة بأنها حكومة وليد جنبلاط، قائلاً: "هذا القرار هو بمثابة إعلان حرب من قبل حكومة وليد جنبلاط على المقاومة وسلاحها لمصلحة أمريكا وإسرائيل وبالنيابة عنهما".

اندلعت المواجهات في بيروت والجبل، وعلى رغم أن جماعة جنبلاط أبلوا بلاء حسناً، إلا أن الرجل أدرك سريعاً أن لا قـِبل له بمواجهة مسلحة مع "حزب الله"، فطالب الحكومة بالتراجع السريع عن قراراتها، وبادر بالاتصال بالأمير طلال إرسلان والرئيس نبيه بري، واعداً بفتح صفة جديدة.

ذهب جنبلاط إلى الدوحة محبطاً. كان يريد التخلص من هاجس الحرب الأهلية بأي ثمن، وقد عاد إلى بيروت، وبدأ بسلسلة من المواقف المغايرة، والتي تمثلت قمتها في خطابه أمام المؤتمر الاستثنائي لحزبه في 2 آب الجاري عندما قال: "إننا إذ تحالفنا في مرحلة معينة تحت شعار 14 آذار مع مجموعة من الأحزاب والشخصيات، وبحكم الضرورة الموضوعية، التي حكمت البلاد آنذاك، لكن هذا لا يمكن أن يستمر".

أثارت هذه المواقف جدلاً طويلاً بين حلفاء جنبلاط، فاضطر الأخير للتوضيح قائلاً: "لن أتخلى عن وفائي لرفيق الحريري ولصداقتي مع سعد الحريري... ولم أعطل (الحكومة) وسأبقى أحترم إرادة الناخبين، و14 آذار تنوع أحزاب وشخصيات ولكلٍ أدبياته وثقافته". لكن أهم ما قاله جنبلاط في هذا التوضيح هو: "كل ما أفعله وسأفعله كان وسيبقى لمعالجة رواسب السابع من أيار".

مرة جديدة يتحكم الخوف على مصير الجماعة الدرزية بالسلوك السياسي لزعامتها. 25 عاماً من الخوف أثناء الوجود السوري ولّت، ويبدو أن مرحلة جديدة من الخوف قد بدأت، لكن هذه المرة من شريك مسلح في الوطن!.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


4 + 8 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع