ماذا يجري في مروحين؟!

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
ماذا يجري في مروحين؟!

   الكاتب :

 

 الزوار : 3623   الإضافة : 2009-10-14

 

مروحين قرية حدودية في أقصى قضاء صور لجهة الجنوب، تبعد نحو 138 كلم عن العاصمة بيروت· تمثل مروحين- التي يقطنها نحو 1000 شخص- عنواناً فاقعاً للحرمان، إذ ليس فيها بنية تحتية حديثة، ولا طرقات جيدة، ولا وسائل إنتاج زراعي حديثة، ولا مستشفى،

ماذا يجري في مروحين؟!


فادي شامية- الاربعاء,14 تشرين الأول 2009 الموافق 25 شوال 1430 هـ

مروحين قرية حدودية في أقصى قضاء صور لجهة الجنوب، تبعد نحو 138 كلم عن العاصمة بيروت· تمثل مروحين- التي يقطنها نحو 1000 شخص- عنواناً فاقعاً للحرمان، إذ ليس فيها بنية تحتية حديثة، ولا طرقات جيدة، ولا وسائل إنتاج زراعي حديثة، ولا مستشفى، أو أية منشأة اقتصادية، وفضلاً عن ذلك هي أقل قرية جنوبية استفادت من إعادة الإعمار الذي أعقب حرب تموز 2006·

الأهالي مع <المقاومة>

يسهل التقاط العبارات المفعمة بروح المقاومة لدى أهالي مروحين، فقد كانت هذه القرية <السنية>، مع أخواتها القرى السنية في المنطقة (يارين، والضهيرة، والبستان، وأم التوت، والزلوطية) مسرحاً لنشاط المقاومة الفلسطينية أيام <فتح لاند>، وكان أهلها منغمسين تماماً في صلب القتال مع الفلسطينيين، قبل أن تسوء هذه العلاقة بسبب الممارسات الخاطئة للثورة الفلسطينية·

بعد التحرير عام 2000 رفع أهالي القرية أعلام <حزب الله> على بيوتهم وفي شوارع القرية، واعتبروا أنفسهم مدينين لسواعد المقاومين بالعودة إلى ربوع الوطن· ورغم أن القرية لم تكن مسرحاً للنشاط العسكري لـ <حزب الله> بعد ذلك، فإن الأهالي يروون أكثر من حادثة عن إنقاذهم عناصر من <حزب الله> استهدفهم الطيران الحربي الإسرائيلي، أو مساعدتهم عناصر من الحزب المذكور تعرضوا لحوادث معينة، فكان <أهالي القرية أهلهم وحضنهم>·

ساءت علاقة الأهالي مع <حزب الله> فيما بعد نتيجة الكثير من الممارسات الخاطئة بحقهم، كمنع الأهالي من دخول أراضيهم في منطقة جبل بلاط، أو زراعة أشجار في القرية دون موافقتهم، وبما يؤثر على زراعة الدخان (مصدر دخلهم شبه الوحيد)، أو منعهم من التحطيب ومعاقبة المخالفين· ومع ذلك فقد حافظ الأهالي على التمييز بين انتمائهم القومي المقاوم وبين الممارسات الخاطئة التي تحصل معهم، وقد شهدت القرية يوم الأحد الماضي حشداً كبيراً، دعت إليه <الجماعة الإسلامية> نصرةً لفلسطين واستنكاراً لما يجري في الأقصى، وقد شارك معظم أهالي القرية مع الوافدين إليها في هذا النشاط·

إشكالات مع الأهالي

بعد حرب تموز 2006 وتعزيز قوات اليونيفيل في الجنوب، لم يعد لـ <حزب الله> من وجود عسكري ظاهر جنوب نهر الليطاني، كما كان من قبل، وأصبح الموقع المطل على القرية في عهدة الجيش اللبناني بعدما كان يشغله عناصر الحزب المذكور، الأمر الذي اضطر <حزب الله> لاتخاذ أحد المنازل في القرية منطلقاً لنشاطه فيها، ولم يكن ذلك ليثير حفيظة الأهالي في بادىء الأمر، إلى أن حصلت جملة من الاستفزازات، زادها حدة الأجواء المذهبية المحتقنة، فتفجرت مشكلة كبيرة بين الأهالي وعناصر الحزب في 23 تموز الماضي، على خلفية زرع عناصر الحزب في أرض أحد الأهالي (من آل غنام) أنصاباً شجرية دون معرفته ورغماً عنه، وبعدما قام بنزع الأنصاب تعرّض الرجل العجوز للضرب، ما أثار حفيظة الأهالي الذين تعاركوا مع عناصر الحزب وطردوهم (جزء كبير منهم من بعلبك-الهرمل) موقعين بهم عدداً من الجرحى، لكن ما لبثت قوة كبيرة ومسلحة من الحزب أن اجتاحت القرية، وحاولت اعتقال عددٍ من الشبان، فتصدى لهم أهالي القرية جميعاً، وتدخلت قوة من الجيش اللبناني لفض الإشكال، فيما قامت دار الإفتاء في صور بالوساطة، التي توّجت لاحقاً بلقاء حضره قاضي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة، وقيادة <حزب الله>، وممثل مخابرات الجيش، والأهالي، خلال شهر رمضان لإتمام <الصلحة>·

لم يمنع ذلك <الصلح> من وقوع إشكالات لاحقة، فقد تعرّض لاحقاً منزل الشاب محمد غنام (وهو من أهالي مروحين ويقطن في الضاحية الجنوبية لبيروت) للاقتحام، من قبل عناصر <حزب الله> على خلفية الإشكال الذي جرى في الجنوب· وتعرّض منزل إبراهيم غنام في مروحين للتفجير في 29 أيلول الماضي، ما أدى إلى إصابة زوجته بجروح، وتضرر المنزل· كما تعرّض الشاب أحمد موسى غنام للاعتداء عليه، قبل أيام، في 8 تشرين الأول الجاري، بعد خروجه من زيارة قريب له في بلدة المنصوري الجنوبية، حيث كمن له عناصر من <حزب الله>، وأوسعوه ضرباً، نُقل على أثره إلى المستشفى اللبناني الإيطالي في المنطقة·

شكوى ونزوح!

إزاء هذه الممارسات الخاطئة، والخشية من إدخال ذخائر إلى القرية قد تنفجر في أي وقت، - كما حدث مؤخراً في خربة سلم وطير فلسية-، ونتيجة للأوضاع غير السوية في المنطقة، ثمة نزوح لعائلات من مروحين - وغيرها من القرى الحدودية في القطاع الغربي- إلى مناطق أكثر أمناً، علماًً أن المنطقة في الأساس لا تجذب أحداً للبقاء فيها نتيجة الإهمال، لكن ثمة من لا يزال متمسكاً بقريته، شاكياً ما يجري فيها، دون أن يجد نصيراً، حتى ممن هو مولج قانوناً بحماية الناس ومنع التعديات عليهم!·

من الصعب اليوم أن يفصح أحد في القرية عن اسمه لدى حديثه للإعلام خوفاً من الانتقام، ورئيس البلدية القريب من حركة <أمل>، والرافض لما يجري في قريته، يعالج الإشكالات بـ<التي هي أحسن> وبعيداً عن الإعلام، لكن ما يجري في القرية غير قابل للطمس، وكثرة مراجعات الأهالي لقيادة <حزب الله> وزياراتهم للنائب عن صور نواف الموسوي، (جرى آخرها هذا الأسبوع) تنبىء بحجم الاحتقان الشعبي، وبمدى التقصير الرسمي تجاه الجنوب عموماً وهذه القرية <المنسية> وأخواتها خصوصاً


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


8 + 3 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع