شباب مصر وليس إيران ولا نجاد!

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
شباب مصر وليس إيران ولا نجاد!

   الكاتب : news/arabia/4545.jpg

 

 الزوار : 5758   الإضافة : 2011-02-18

 

لا تقِلّ دهشة العالم مما صنعه شباب مصر، عن دهشته من تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بشأن هذه الثورة المجيدة. أحمدي نجاد الذي يذكّر العالم في كل مناسبة بعلاقته بالإمام المهدي (الإمام الإثنا عشر عند الشيعة الإمامية) أبى أن تمر الثورة المصرية دون أن يركب موجتها،

شباب مصر وليس إيران ولا نجاد!

نجاد: ثورة 25 يناير يقودها الأمام المهدي وهي نتيجة الثورة الإيرانية

فادي شامية – شبكة الشفاء - الجمعة,18 شباط 2011 الموافق 15 ربيع الأول 1432 هـ

لا تقِلّ دهشة العالم مما صنعه شباب مصر، عن دهشته من تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بشأن هذه الثورة المجيدة. أحمدي نجاد الذي يذكّر العالم في كل مناسبة بعلاقته بالإمام المهدي (الإمام الإثنا عشر عند الشيعة الإمامية) أبى أن تمر الثورة المصرية دون أن يركب موجتها، فأعلن يوم الجمعة الماضي بأن الثورات التي تجري في المنطقة -ومن ضمنها ثورة 25 يناير- "يقودها الإمام المهدي"، وأنها نتيجة "الثورة الإيرانية" (1979)، وأن "صحوة ضخمة تحصل ويمكن رؤية يد الإمام المهدي فيها".

الدهشة من تصريحات نجاد لا علاقة لها بطبيعة اعتقاده بالإمام المهدي (وهو اعتقاد يختلف عن اعتقاد المسلمين السنة فيه)، فمن حق نجاد أن يعتقد دينياً بما يريد، ولكن الدهشة أن كلام نجاد يخالف الواقع، ويعتدي على الآخرين:

1- ادعى نجاد أن "ثورة 25 يناير" –وقبلها "ثورة الياسمين"- هما نتيجة الثورة الإيرانية، فيما الواقع أن الثوار، ولا سيما الشباب الذين حركوا الاحتجاجات، لا علاقة لهم بفكر الإمام الخميني، ولا يعتبرونه قدوة لهم، ولا يطمحون لقيام نظام شبيه بالنظام الذي أنتجته الثورة الإيرانية، فضلاً عن أنهم جميعهم لا يؤمنون بالعقيدة الشيعية، وتالياً هم لا يؤمنون بوجود إمام موجود "يدبر شؤون العالم" كما صرّح نجاد، ("الإمام المهدي يدير العالم ونحن نرى يده المدبرة في شئون البلاد كافة")، ولا هم يؤمنون بنظرية ولاية الفقيه، وإذا كان من ملهم قريب لهؤلاء فهم إخوانهم في تونس، وليس ثورة مضى عليها أكثر من ثلاثين عاماً، تشوّهت فيها صورتها كثيراً.

2- من المفارقات اللافتة التي تجعل كلام نجاد مدهشاً حقاً، أنه في الوقت الذي كان يربط فيه الثورة المصرية المجيدة بثورة الإمام الخميني، صدر من ميدان التحرير ردان قاسيان؛ الرد الأول من خطيب الجمعة في ميدان التحرير – وقد نقلت الفضائيات لا سيما الجزيرة والعربية خطبته مباشرة - حيث أعلن: "نقول لأميركا وإيران وحزب الله دعوا ثورة مصر لشباب مصر، وكفّوا نصائحكم عنا". والرد الثاني صدر من شباب الثورة الذين أهدوا ثورتهم إلى "الثورة الخضراء" في إيران!.

3- غداة وصف السيد علي خامنئي ثورة مصر بأنها ثورة إسلامية، وبداية لـ"شرق أوسط إسلامي جديد"، راهن حلفاء إيران في المنطقة، على استمالة "الإخوان المسلمين"، أكبر الجماعات المصرية، لكنهم ما لبثوا أن صُدموا عندما أعلنت الجماعة أنها لا تعتبر الثورة في مصر ثورة إسلامية (بمعنى أن شعارها إسلامي)، في رد غير مباشر على السيد الخامئني. والحقيقة أن الذين يظنون أن الإسلاميين يرتبطون جملةً بإيران، وأن أي حكم إسلامي سيكون حليفاً -أو ذراعاً- لها يخطئون كثيراً، وهم لا يعرفون بالتحديد من هم "الإخوان المسلمون" في مصر، وما هو فكرهم، وما هو تاريخهم، وكم هم حريصون على عدم الارتباط بأحد رغم ما قاسوه (صادف يوم انتصار الثورة في مصر مع يوم استشهاد مؤسس الجماعة حسن البنا).

4- بدلاً من أن تلقى تصريحات السيدين؛ خامنئي ونصر الله ترحيباً، كما كان يأمل الرجلين، فقد رآها المتظاهرون مواقف لا تخدم ثورتهم، وقد أعلنوا عن ذلك على شاشات التلفزة في حينه –عدا القنوات التي تمولها إيران طبعاً، حيث أُظهر العكس-، والأهم أن هذه التصريحات تركت استياءً لدى عموم المصريين، حتى أن المغني الشعبي شعبان عبد الرحيم- الذي دأب الإعلام العربي التابع لإيران- على اتخاذه مؤشراً على النبض المصري الرافض للصلح مع "إسرائيل" (أغنيته الشهيرة: أنا أكره إسرائيل)، قرر تسجيل أغنية لتمجيد الثورة ورفض مواقف خامنئي ونصر الله: تحت عنوان: محروسة يا مصر.

5- في لقاء جمع شباب مصر الذين حرّكوا الثورة، على إحدى القنوات المصرية الرسمية، في الليلة التي أعلن فيها الرئيس حسني مبارك التنحي، كشف هؤلاء عن وجود بعض المجموعات الصغيرة، التي دخلت إلى ميدان التحرير، تحت حجة مناصرة الثورة، وأن "أكثر هؤلاء شيعة غير مصريين، مرتبطين بالخارج"... ولئلا يربط أحدٌ هؤلاء بالثورة، تبرّأ الشباب منهم، تحت عنوان أن "لهم مطالب فئوية"، وطالبوا الجيش بـ"إخراجهم من ميدان التحرير بالقوة"!.

ما سبق يعني أن المحاكاة الحقيقية لما جرى في مصر يتمثل بما جرى يوم الاثنين 14/2/2011 ويوم الأربعاء 16/2/2011 في إيران، حيث انتقلت روح الثورة من مصر إلى إيران وليس العكس، فأعاد "الإصلاحيون" شبابهم وخرجوا بمظاهرات تطالب بالإصلاح!.

العجيب، أن نجاد الذي يتحدث عن صحوة الشعوب، جاء بانتخابات مشكوك في صدقيتها (إن لم نقل مزورة) تماماً كالانتخابات التشريعية المصرية التي فجّرت الغضب، فضلاً عن أنه في مدعوم من كبار ضباط الباسيج، الذين يتحكمون بالسلطة والاقتصاد، تماماً كما كان رجال أعمال "الحزب الوطني" في مصر، كما أن نظامه يقمع الحريات في إيران أشد بكثير مما كان عليه الحال في مصر (حتى "الفايسبوك" محظور في إيران)، والأهم أن الرئيس مبارك رضخ بعد ثمانية عشر يوماً لإرادة الشعب، فيما نجاد قمع الثورة الخضراء بوحشية، ولا أخلاقية لافتة (وصلت إلى حد اغتصاب الرجال في المعتقلات)، ثم عاد إلى السيرة نفسها، عندما رفض إعطاء تصريح لتظاهراتٍ تنظمها المعارضة، لتأييد الثورة في تونس ومصر، وقد وضع الباسيج الزعيمين مهدي كروبي ومير حسين موسوي رهن الإقامة الجبرية، لكن التظاهرات خرجت رغم القمع والتعتيم الإعلامي الشديد، وحصلت مواجهات، وقُتل وجُرح مواطنون إيرانيون، وصفهم قائد ميليشيا "الباسيج" محمد رضا نجدي بـ "عملاء خونة"، وبأنهم يمثلون "حزب الشيطان"!، فكيف لمن كان هذا حاله مع شعبه أن يدعي وصلاً بثورة ناصعة ورائعة كثورة 25 يناير؟! من هنا كانت الدهشة من مواقف نجاد، ومن قبله مواقف السيد علي خامنئي، إذ في هذه المواقف اعتداء على مصر، وثوار مصر، وشعب مصر، وسطو على إنجازات ثورة يأمل من نتائجها العرب والمسلمون كثيراً.

الدهشة لا تقف عند هذا الحد، فاستناداً إلى أن مواقف الولي الفقيه لا بد أن تُحترم من قبل أتباعه، فقد قامت بعض القنوات الفضائية في بغداد وبيروت بربط غير موضوعي بين ثورة الإمام الخميني وبين ثورة 25 يناير، أو بين حرب تموز 2006 وبين الثورتين التونسية والمصرية، على ما أعلن السيد حسن نصر الله، متجاهلاً ربطاً أكثر منطقية –إذا كان يجب الربط- هو ربط ما جرى في القاهرة وتونس عام 2011، بما سبق أن جرى في بيروت عام 2005، عندما انتفض اللبنانيون على النظام الأمني الذي كان مسيطراً يومها. وعلى أي حال، قبل أن يحاضر رموز النظام الإيراني وأتباعهم العرب في الحرية، عليهم أولاً أن يفكوا أحلافهم مع أشد الأنظمة قمعية في العالم (عربية وغير عربية)، وأن يفرجوا لنا عن صورة تلفزيونية واحدة عن تظاهرات المعارضة عندهم، لا أن تبقى الصور مقتصرة على ما تنقله الهواتف المحمولة. (الموضوعية لدى القنوات العربية المدعومة من إيران تقتضي أن تغطى الاحتجاجات في البحرين كل الوقت، وأن تغيب الاحتجاجات في إيران كل الوقت، مع أن سكان البحرين كلهم لا يعادلون سكان حي واحد في طهران).

ما سبق لا يعني أن تأييد إيران (وضمناً "حزب الله") ودول العالم وأحراره لشباب مصر أمر مذموم. على العكس من ذلك، هو مطلوب بل هو واجب، لكن الفارق بين التأييد والسطو، وبين الدعم والاستحواذ، وبين الاحترام والخداع... كبير جداً، وهو لا يليق بدولة ترفع شعار الإسلام ولا بحزب يرتبط اسمه بالله.

ستبقى "ثورة 25 يناير" حدث فارق في التاريخ، فهي ثورة بلا قائد، وثوار سبقوا الأحزاب، وشباب صغار غير "مؤدلجين"، سلاحهم "الفايسبوك"، صنعوا ما يقترب من المستحيل، حتى أنهم لم يصدّقوا –هم- ما صنعت أيديهم، فكان الله –وليس المهدي- هو الذي باركهم، وسدد خطاهم ونصرهم.

*أغنية مصر يا محروسة لشعبان عبد الرحيم:

محروسة يا مصر والله.. سيبك من أى حقود

لا خامنئى ولا نصر الله الجيش المصرى أسود

ثورتنا ثورة شريفة وأطهر منكم

ياريت تشوفوا لكم ليفه تنضف قلبكم

مصر اللى فى أى أزمة ياما وقفت جنبكم

دلوقتى نسيتوا خيرها طب موتوا بغلكم

بطلوا تحريض واتهدوا شعبنا مابيتحرضش

والمصرى محدش أده ومؤدب مبيغلطش


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


8 + 9 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق
  صورة البلوك جديد دليل المواقع