« الثورة السورية: قصة البداية! »






الثورة السورية: قصة البداية!



فادي شامية- خاص بيروت أوبزرفر



منذ أن شمت تونس نسيم الحرية، وبانت علائم انتقال أريج ثورتها المجيدة إلى بلدان عربية أخرى؛ قلق الزعماء العرب، الذين يمسكون بحكم مشابه لتونس، من أن يحل بهم مصير مشابه لبن علي. "الدفاعات النفسية" لهؤلاء كانت تقول لا داعي للقلق؛ فـ "مصر ليست تونس" (وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط)، و"ليبيا ليس مصر أو تونس" (سيف الإسلام القذافي)، وصولاً إلى تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد باطمئنان مصطنع؛ أن "الوضع في سوريا مختلف"، إلى الحد الذي سمح فيه الأسد لنفسه أن يعطي الدروس والحِكَم للدول العربية الأخرى، بقوله: "إذا لم تكن ترى الحاجة للإصلاح قبل ما جرى في مصر وتونس، فقد فاتك الوقت أن تقوم بأية إصلاحات" (مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في 31/1/2011). لم يكن يعلم الأسد –أو لم يكن راغباً في أن يعلم- أن النصيحة التي وجهها لإخوانه الزعماء العرب تنطبق على نظامه أيضاً، فقد تأخرت الإصلاحات عنده... حتى فات وقتها!. 



 



بدأت التحركات في سوريا ضعيفة، إلى الدرجة التي سمحت للنظام بإنكار حصولها، خصوصاً أن النظام شدد الرقابة على الإنترنت (بدعوى "منع إسرائيل من اختراق الشباب السوري")، ومنع أي تجمع شعبي لدعم الثورة في مصر (تجمع محدود في 29/1 على سبيل المثال)، كما أنشأ صندوقاً للمعونة الاجتماعية، ووزع كميات من المازوت على المواطنين، ورفع من درجة الانتباه الأمني... وبناءً عليه، لم تُسجل أية استجابة جدية للنداءات الموجهة عبر الإنترنت أو بعض القنوات التلفزيونية؛ محدودة الانتشار.



 



ولأن الشارع لم يتحرك؛ فقد صم النظام أذنيه عن النصائح الموجهة إليه من مكونات مضطهدة من شعبه؛ فقد وجه "الإخوان المسلمون" في 17/1/2011 نداءً إلى الرئيس بشار الأسد دعوه فيه إلى "الاتعاظ بالتجربة التونسية والعودة إلى صف الشعب"، وقال المراقب العام الجديد للجماعة محمد الشقفة: "إذا استمر النظام في تجاهله لإرادة الشعب واستمر الفساد والتمييز بين المواطنين، فإننا سوف نحرض الشعب على المطالبة بحقوقه حتى يصل إلى مرحلة العصيان المدني". أتبع ذلك خطاب مفتوح وجهه المعارض السوري الطاهر إبراهيم إلى الرئيس الأسد حذره فيه من مغبة أن ينتهي به الأمر "هارباً من بلده". وفي 1/2/2011 أصدر "الإخوان المسلمون" بيانهم: "الشام على خُطى الحرّية" محددين مطالب الإصلاح بإنهاء حكم الحزب الواحد، وإلغاء قوانين الطوارئ، واستئصال الفساد، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، والسماح بعودة "المهجرين القسريين"، و"إغلاق المنافذ بوجه المشروع الإيرانيّ"، و"تشكيل حكومة وطنية"، و"إجراء انتخاباتٍ حُرّةٍ نزيهة". كما صدر في اليوم التالي نداء مشابه باسم "التجمع الوطني الديمقراطي" في سوريا وجهه الناطق باسم التجمع حسن عبد العظيم. (كما صدر لاحقاً نداء عن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام دعا فيه الأسد إلى تشكيل حكومة انتقالية).



 



لم تمضِ أيام حتى بدأت الأرض تتحرك؛ الناشطة سهير الأتاسي، ومعها ثلة من المعارضين، كانوا رأس الحلبة. (والدها جمال الأتاسي؛ الأمين العام للاتحاد الاشتراكي المعارض، وهي سليلة عائلة الأتاسي التي أعطت سوريا رئيسين للجمهورية. سهير معتقلة اليوم، في سجن دوما بدمشق، وقد دخلت إضراباً عن الطعام اعتباراً من يوم الاثنين 21/3/2011). اعتقل رجال الأمن الأتاسي في دمشق، واقتادوها غير مرة إلى مراكز الشرطة، صُفعت في إحداها من قبل المحقق- على ما روت هي-  لكنها لم تستسلم (من بين هتافات الثائرين في درعا اليوم: "يا أتاسي لا تهتمي.. درعا تقلك همك همي")، كما نشط العمل عبر الفايسبوك، (بعدما تمكن السوريين من الدخول إليه عبر مواقع أخرى، ما اضطر السلطات السورية "منع حجبه" لعدم لجدوى من ذلك)، ووُجهت أولى دعوات الغضب في 5 شباط/ فبراير، لكن المحاولة أُحبطت، واقتصر الأمر على بعض الشعارات على الجدران خارج العاصمة، وتحركات تضامنية قرب عدد من السفارات السورية في الخارج، ما فتح المجال أمام صحيفة الوطن السورية لتقول بصلف: "الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها، ونحن نحرق العالم وأنفسنا وأولادنا ليبقى قائدنا الأسد"!!. وقد أعقب ذلك اعتقالات محدودة (أبرز المعتقلين في شهر شباط كان الإسلامي غسان النجار في حلب -72 عاماً-، وقد أطلق سراحه بعد عدة أيام)، وكلام عن دعوات "مشبوهة" عبر الفايسبوك مصدرها: "أميركا وإسرائيل ولبنان".  



 



في 18/2/2011 انفجر الاحتقان في الشارع السوري غداة تعرض الشاب عماد نسب للضرب على أيدي الشرطة، وعلى الأثر تجمع ما لا يقل عن مئة من تجار سوق الحريقة والدرويشية، وبدؤوا يهتفون: "الشعب السوري ما بينذل"، يومها حضر وزير الداخلية بنفسه لتهدئة الغاضبين.



 



مع نهاية شباط كانت قد سُجلت عدة تجمعات؛ لا ترقى إلى درجة الاهتمام، إلا لكونها النذر الأولى لما ستحمله قادمات الأيام، سيما أن زوار صفحات "الثورة" على الإنترنت كانوا يتزايدون باضطراد، مدعومين بدعوات يوجهها معارضون بارزون في الخارج للإصلاح في سوريا. هذا النشاط في الفضاء الإلكتروني ولّد ما عُرف لاحقاً باسم "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" (الصفحة على الإنترنت موجودة إلى هذه اللحظة وقد شارف عدد مرتاديها على مئة ألف)، وقد اختار الناشطون موعد 15/3/2011 يوماً للغضب.



 



هذه المرة؛ تفجر الغضب فعلاً، ولكن بحجم محدود، في سوق الحميدية في دمشق، تحت شعار: سلمية سلمية؛ الله، سورية، حرية وبس (الشعار التقليدي السابق في التظاهرات: الله، سورية، بشار وبس). ولم تكاد تمر 48 ساعة حتى تجددت التظاهرات في حي الميدان بدمشق، وقد ووجهت بشدة هذه المرة، ما أدى إلى قتيل وعدد من الجرحى، لكن الخرق الأكبر سطّرته قبائل حوران؛ التي انتفضت بالآلاف، وقدمت أربعة من أبنائها في اليوم الأول من أجل الحرية والانعتاق من العبودية.



 



في درعا في قلب حوران أُحرقت مراكز الشرطة، ومركزين للهاتف (تتهم غالبية الشعب السوري سراً أو علناً ابن خالة الرئيس الأسد رامي مخلوف بأنه "سارق أموال الشعب السوري" من خلال تحكمه بالاقتصاد ولا سيما بالهاتف الخلوي)، بالتوازي مع تظاهرات شملت هذه المرة معظم المدن السورية... السلطات اعترفت بوجود تظاهرات، بعد مواظبتها على نفي أي تحركات سابقة- لكنها وصفت المحتجين –على الطريقة القذافية- بـ"المدسوسين والمخربين".



 



التحركات ما زالت نشطة، وقد عمت اليوم محافظة درعا كلها، والمواجهات يومية، وهي مرشحة للتوسع، وما سبق ليس إلا قصة البداية، أما النهاية فلن تخرج عن مسار سنة كونية، يعرف الجميع خاتمتها، مهما تأخر الزمن.



 



 



------- تابع



نموذج من الصرخات على الفايسبوك: ( كتبت لمناسبة تضامن شباب الثورة المصرية مع إخوانهم المعارضين في سوريا)  



معارض سوري



يا إخوتي المصريين كم أحبكم. والله بكيت عند تنحي مبارك، وها أنا ذا أبكي لوقفتكم العربية الأصيلة...  أين أنتم يا أبناء شعبنا - أماتت الكرامة؟ أرحلت العزة؟ انتفضوا.. قوموا مكبرين مهللين لفجر جديد، ألا تخجل أيها السوري من خوفك وجبنك؟ ماذا ستقول لولدك عندما سيسألك :



يا والدي لماذا لم تنهض لتحريرنا من العبودية والذل؟ يا والدي كانت فرصتكم لخلاصنا وخلاصكم من الذل والعار ؟ يا والدي أليس لي حق في أن أعيش حياة كريمة ؟ لماذا لم تقم؟ لماذا لم تنتفض ؟ ماذا ستجيبه؟ بأي وجه ستواجهه بالحقيقة؟ - قم من الآن - انتفض - امسح غبار كل تلك السنين. واجه الواقع وانتصر للمظلومين من أبناء شعبك .أنت الآن مسؤول أمام الله وأمام الشعب. وطننا بين أيدينا ينادينا يستصرخ غضبتنا وثورتنا؛ أما من مجيب. والله لقد بدأت أحس بطعم الحرية... بمعنى الوطن... بنشوة الانتصار. والله كلما زاد النظام الطاغي في جبروته وتعسفه أدرك أن نهايته قريبة. أتفاءل بنصر الله - أشعر به - أراه من بعيد .( إن مع العسر يسرا) -( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) لن يخذلنا رب العزة - ثقوا بنصر الله - هذه فرصتنا فلنتشجع ولنستيقظ من غفلتنا -لاكتب اسمك يا بلادي عالشمس المابتغيب... لا مالي ولا ولادي على حبك ما في حبيب.



------



من هتافات ثوار درعا:



يا أتاسي لا تهتمي.. درعا تقلك همك همي



يا بشار يا خسيس.. دم السوري مو رخيص



يا بشار يا عكروت.. دم السوري ما بيموت



يا بشار يا حرامي.. ارحل ارحل أنت ورامي



يا بشار يا جبان.. ارحل ارحل لإيران



-----------------------



الاثنين, 21 آذار 2011 - الحمصي يتهم النظام السوري باستخدام مرتزقة من حزب الله لقمع المتظاهرين: اتهم النائب السوري السابق المعارض مأمون الحمصي عبر مداخلة على قناة العربية أن النظام السوري يستعين بالمرتزقة لقمع المظاهرات، إذ كشف أن آلاف العناصر من حزب الله دخلوا مسجد بني أمية الكبير في دمشق وضربوا المتظاهرين بالعصي والسكاكين وجرت إشتباكات بينهم وبين هذه العناصر مما أدى إلى وقوع إصابات بين الطرفين. وقال الحمصي أن الطبيب المعالج للجرحى والمصابين في مستشفى المجتهد في دمشق أفاد أن بعض المصابين كانوا من الجنسية اللبنانية بالإشارة إلى عناصر "حزب الله".



------------



أسماء المعتقلات السوريات العشر المضربات عن الطعام: سهير جمال الأتاسي، سيرين خوري، ربا اللبواني، ليلى اللبواني، دانة إبراهيم الجوابرة، فهيمة صالح أوسي (هيرفين)، نسرين خالد حسن، وفاء محمد اللحام، وناهد بدوية، صبا حسن. أما تهمة هؤلاء فهي "النيل من هيبة الدولة وتعكير صفو العلاقة بين عناصر الأمة".



 



-----



آخر الأخبار- صباح الأربعاء 23/3/2011



-       مجزرة وحشية في درعا لدى اقتحام الأمن السوري المسجد العمري



-       القوات المهاجمة كانت من سرايا الدفاع التابعة لماهر الأسد



-       أسماء ضحايا المجزرة في الجامع العمري في درعا : الطبيب المسعف علي غصاب المحاميد، وكل من: طاهر مسالمه, إبراهيم النعسان, محمد أبو العيون، حميد أبو نبوت.



-        حلب تتحرك واعتقالات واسعة تطال حتى القاصرين.



-       المرشد السابق لـ"إخوان سورية" علي صدر الدين البيانوني يقول: إن الوقت تأخر كثيرا في سورية، وهناك انتفاضة شعبية تزأر في الشارع السوري اليوم.



-       أردوغان يقول دعوت الأسد إلى استخلاص الدروس وحذرته من تظاهرات معارضة ودعوته إلى الإصلاح.



-       عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) حسين الموسوي يقول: كل مواطن سوري حر يعلم أن حافظ وبشار الأسد جسدا كل معاني الحرية والكرامة للإنسان العربي



-       معلومات عن تحويل آل الأسد ما يفوق 6 مليارات دولار إلى بنوك في أوروبا وأميركا الجنوبية تحسباً لأي إطاحة بالنظام للتوسع في هذا الخبر انظر:



» تاريخ النشر: 2011-03-23
» تاريخ الحفظ: 2024-03-28
» شبكة الشفاء الاسلامية
.:: https://www.ashefaa.com ::.