المحكمة الدولية في البيان الوزاري المرتقب

المحكمة الدولية في البيان الوزاري المرتقب:


 


اللجنة تبحث صيغاً للمخادعة!


فادي شامية –بيروت أوبزرفر -26-6-2011


فيما الحكومة تنكب على ابتكار صيغ لفظية لمقاربة ملف المحكمة الدولية؛ قال أمين عام "حزب الله" في إطلالته الأخيرة (24/6/2011): "موضوع المحكمة منتهي (عندنا) من زمان"!. فإذا عطفنا هذا الكلام على موقف الوزير جبران باسيل: "المحكمة ليست من مقدمة الدستور، وليست لازمة علينا، وليست قرآناً أو إنجيلاً، وبالتالي، فإذا كانت تسبب لنا مشكلات؛ بدونها أفضل". (22/6/2011)، فهذا يعني أن الموقف الحقيقي للحكومة من المحكمة هو الرفض، وتالياً فإما أن يذكر البيان الوزاري ذلك معللاً، وإما أن يتجاهل البيان المحكمة فلا يأتي على ذكرها بالمرة، وبما أن؛ لا هذا ولا ذاك تريده لجنة صياغة البيان الوزاري، فهذا يعني أن هذه اللجنة عازمة على مخادعة اللبنانيين والعالم فيما تصوغه؛ خصوصاً أن السيد حسن نصر الله قال في كلمته إياها: "إننا فريق واحد في الحكومة، ومتفقون على الخطوط العريضة التي سيعبر عنها البيان الوزاري"!، علماً أن نصر الله بهذا القول تراجع عن تقسيم سابق له لمكونات الحكومة خطّأ فيه القول: "إنّ الأكثرية الجديدة لم تستطع أن تؤلف حكومة" بالقول: "هذا تعبير غير دقيق، فهناك الأكثرية، و(هناك) الرئيس المكلف، و(هناك) ورئيس الجمهورية"!.


 


الآن وقد بات الجميع فريقاً واحداً و"الحمد لله"، يُطرح السؤال الآتي: لماذا تُتعب لجنة الصياغة نفسها في بند المحكمة؟! ألم يكن إسقاط حكومة الحريري من أجل المحكمة؟! وتالياً ألا يعني ذلك أن موقف الحكومة المناقضة للحريري سلبي من المحكمة؟! فلماذا المخادعة إذاً؟ أم أننا سنشهد مسلسلاً مملاً جديداً؛ يخرج بعده أحدهم ليحدثنا عن انتصار باهر بصياغة بيان، "بعدما ظن خصومنا أن لا قدرة لنا على الصياغة"، تماماً كما تحدث السيد نصر الله عن انتصار باهر، وإسقاط كبير لرهان الخصوم بعدم القدرة على تشكيل حكومة، وذلك بعد نحو خمسة أشهر على التكليف... هذا مع الانتباه أنهم فريق واحد (يعني لو كانوا أكثر من فريق فالمصيبة أكبر).


 


لكن أغرب من هذا كله؛ أن السيد نصر الله استهجن في خطابه الأخير المعارضة المبكرة للحكومة بالقول: "نحن أعطينا حكومة الرئيس سعد الحريري عاماً (فترة سماح)، أنتم لستم حاضرين أن تعطوا أسبوعاً واحداً للرئيس نجيب ميقاتي". ووجه الغرابة أن فريق السيد نصر الله كان جزءاً من الحكومة، وبثلث معطل أيضاً، فهل يعارض الإنسان نفسه؟! وتالياً؛ هل يمكن لعاقل أن يمنن الطرف الآخر لأنه لم يعارض نفسه؟!... ألهذا الحد تُمارَس المخادعة السياسية والإعلامية!.


 

: 2011-06-28
طباعة