المجموعات السنية الموالية لـ "حزب الله" في البقاع تتسلح أيضاً

فادي شامية - الخميس,16 كانون الأول 2010 الموافق 10 محرم 1432 هـ

بعد تسليطها الضوء على تسليح "حزب الله" لحلفائه السنة في صيدا وفي طرابلس، تستكمل "اللواء" هذا الملف الخطير، بعرض المعلومات التي حصلت عليها، عن التسلح في القرى السنية في البقاع الأوسط، ما يشير إلى مخطط واضح يتولاه "حزب الله"، لنقل الصراع إلى ملعب الفريق الآخر، فيما لو ساءت الأحوال، وإعطائه عناوين مزيفة، كقناعٍ لحقيقة النزاع المتعلق بالمحكمة الدولية.

اللافت في الأمر أن بعض هذه المعلومات، وربما أكثر منها، موجود لدى عدد من الأجهزة الأمنية، التي تكتفي بمراقبة ما يجري دون أن تتحرك فعلياً، حتى الآن على الأقل.

التسلح وتشكيل المجموعات الموالية لـ "حزب الله" في البقاع

يشهد البقاع وتيرة متسارعة من التسلح وتشكيل المجموعات المسلحة الموالية لـ "حزب الله"، في عدد من البلدات السنية.

وإذا كانت الأنظار تتجه مباشرة لدى طرح هذا الموضوع إلى حزب "الاتحاد"، برئاسة عبد الرحيم مراد، فإن الواقع يشير إلى وجود مجموعات ناشطة، أكثر خطورة تابعة لـ "المرابطون"، بقيادة مصطفى حمدان.

ويتركز نشاط هذه المجموعات في بلدات؛ بر الياس (تشير معلومات أمنية إلى وجود نحو ثمانين عنصراً مسلحاً يدورون في فلك قوى 8 آذار في البلدة وحدها، مع وجود خطة تحرك، واتصالات سرية، بات أحد الأجهزة الأمنية على علم بها)، وبلدات: قب الياس، وتعلبايا، والمرج، وبوارج، وتعلبايا، وسعدنايل، والروضة، ورياق، والكرك، وحوش الحريمة، وصولاً إلى مجدل عنجر.

ويشرف على هذا الأمر بشكل أساس عضو الهيئة القيادية في حزب "المرابطون" بسام عراجي، فيما يتولاه ميدانياً المسؤول الأمني لديه يحيى القطان، ويساعده المدعو م. الديركي (بسام عراجي ويحيى القطان كلاهما كان موقوفاً في قضية مخزن الأسلحة التابع لماجد حمدان شقيق مصطفى حمدان، المكتشف في محلة بربور في بيروت في العام 2005)، وهذا الانتشار العسكري غير الظاهر يمتد إلى شمال البقاع أيضاً إلى بلدة عرسال.

ولا يكتفي بسام عراجي بذلك، ولكن يلجأ إلى تخويف من يقف بوجه نشاطه، بإرسال تقارير مغرضة عنه إلى الجانب السوري، بالتعاون مع المدعو و. زغلول، لوضع الاسم على الحدود، في قائمة غير المرغوب بدخولهم الأراضي السورية.

وإضافة إلى بسام عراجي، ينشط في البقاع حالياً المدعو جميل الميس، ويعاونه (ي) و (م) و (س) و (م) الميس، وهذه مجموعة ترتبط مباشرة بـ "حزب الله"، وتعمل تحت إشراف الدكتور ر. الميس، المرتبط بدوره بالمسؤول في "حزب الله" الحاج خضر زعيتر.

ولا يقتصر عند هذا الحد، فثمة إغراءات مادية ومعنوية كبيرة، لاستقطاب الشباب والعائلات، من قبل المسؤولين المحسوبين على الوزير السابق عبد الرحيم مراد، والاستفادة من أي استياء لدى الأهالي من تيار "المستقبل"، بما في ذلك حل بعض الإشكالات المتعلقة بالعلاقة مع الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية أو السورية.

وفي بلدة الفاعور- قضاء زحلة يتولى المدعو أ. طعيمي (وهو ابن عم مسؤول تيار "المستقبل" في البلدة) تسليح عدد من الشباب تحت عنوان "السرايا اللبنانية للمقاومة"، حيث ينشط العمل في أوساط عائلتي الطعيمي والبشارة.

وتحت العنوان نفسه ينشط الشيخ أحمد القطان، رئيس جمعية "قولنا العمل"، والشيخ ماهر مزهر، عضو تجمع "العلماء المسلمين"، ورئيس "الهيئة السنية لنصرة المقاومة" (الأخير من الناعمة ولديه نشاط في البقاع) للعمل في منطقة زحلة، لا سيما في منطقة المدينة الصناعية، حيث تم تشكيل مجموعة مسلحة كبيرة هناك، بقيادة المدعو ع. علَّو، وهي تشارك مجموعة الفاعور في نشاطها.

ويُلاحظ في هذا المجال كثرة الجمعيات والأُطر المنشأة في الأعوام الأربعة الأخيرة، والتي تُتخَذ ستاراً لعمل المجموعات الموالية لـ "حزب الله"، سواء سياسياً أو إعلامياً أو حتى عسكرياً... ومع أن هذه الأطر ونشاطها معروف لدى الناس في البقاع، إلا أنهم يؤكدون –كما في المناطق الأخرى التي شملتها جولاتنا التحقيقية- أنهم يرحبون بالتنوع السياسي، ويرفضون الانجرار إلى الفتنة، سواء السنية -الشيعية، أو الفتنة المصطنعة بديلاً عنها: أي الفتنة السنية-السنية... ويبقى أن الجميع يضع مسؤولية الأمن لدى الدولة وأجهزتها الأمنية، ويسأل: ما البديل عن حماية الدولة إلا الفوضى؟!