وربما دلت رؤيتهم على حركات الجنود وإرسال البعثات.
وربما دلت على انتشار العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
كما تدل رؤيتهم على الألفة والمحبة والأخوة والمساعدة والسلامة من العداوة والحسد، وزوال الغل من الصدور، لأنهم رضي الله عنهم كانوا على ذلك، فإن كان الرائي فقيراً استغنى لأنهم رضي الله عنهم فتحوا الدول،
وإن كان الرائي غنياً آثر الآخرة على الدنيا وبذل نفسه وماله في مرضاة الله تعالى،
وقد تدل رؤيتهم رضي الله عنهم على الأبنية الشريفة كالمساجد وطهارة النسب والقبائل والعشائر، ويدل إعراضهم عن الرائي أو شتمهم له في المنام على الوقوع فيما شجر بينهم،
وتفضيل بعضهم على بعض، وبغضهم له، وتدل رؤيتهم على التوبة والإقلاع عما سوى الله تعالى، وتدل رؤيتهم رضي الله عنهم على الخير والبركة حسب منازلهم ومقاديرهم المعروفة في سيرهم وطريقتهم.
وربما دلت رؤية كل واحد منهم على ما نزل به وما كان في أيامه من فتنة أو عدل.
ومن رأى: أنه حشر مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ممن يطلب الاستقامة في الدين.
ومن رأى: أحداً من الصحابة فليتأول له بالاشتقاق مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيداً، وربما كان له من سيرته وأفعاله نصيب.
ومن رأى: أحداً منهم حياً أو أن جميعهم أحياء، دلت رؤياه على قوة الدين، ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره.
فإن رأى كأنه صار واحداً منهم تناله شدائد ثم يرزق الظفر،
وإن رآهم في منامه مراراً ضاقت معيشته، أما الأنصار وأبناؤهم وأحفادهم فرؤيتهم في المنام تدل على التوبة والمغفرة،
وتدل رؤية المهاجرين على حسن اليقين والثقة بالله تعالى، والخروج عن الدنيا والزهد فيها، والصدق في القول والعمل.
والله تعالى اعلم