قصة تجعلك لا تخاف من الموت بالعكس تجعلك تعمل لآخرتك وتعطيك أمل برحمة الله سبحانه وتعالى وتهديك الى سبل الخير وطرق النجاة باذن الله .
....نصيحه اقرؤها للنهايه....
قصة هي للعظه والعبره مسنوده على احاديث صحيحه من الكتاب والسنة ، والكاتب صاغها على شكل قصه وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء .
- في إحدى سفراتي لمدينة الرياض حرصت على التوجه للمطار قبل موعد الرحله بساعه ولكن زحمة الطريق ووجود تفتيش جعلني أتأخر عن الرحله بعض الوقت فكنت أسير مسرعا حتى وصلت بوابة مواقف السيارات وأخذت الكرت سريعا وركنت السياره بموقف لا أدري أهو موقف الموظفين أم المسافرين !!
المهم نزلت من السياره مسرعا ومعي حقيبتي بيدي ولاعجب من الاسراع في هذا المكان لأن هذا المنظر مألوف للجميع وبعد دخولي صالة المغادره وصلت لنقطة التفتيش مسرعا أنزلت مافي جيبي وتعديت الحاجز فظهرت إشاره صوتيه تبين أن معي شيء لايسمح بمروره فضجرت وتذكرت ساعتي فأنزلتها وعديت النقطه بسلام وصلت لموظف الخطوط الجوية سريعا وقلت له: أنا مسافر للرياض في رحلة رقم 1411
قال الموظف:
الرحله قفلت، قلت له: يارجل أرجوك لدي موعد لابد أن أحضره هذه الليله،قال: لاتطيل بالكلام الرحله قفلت ولايستطيع أحد السماح لك.. قلت له: حسبي الله عليك.. قال بتعجب: وش دخلني أنا !!
المهم خرجت من عنده ووقفت أنظر للطائره ولا أملك حولا ولا قوة إلا بالله ..
- دارت الأفكار برأسي سريعا: هل ألغي سفري؟
- أم هل أسافر بسيارتي؟؟ أم هل أسافر بسياره خاصه؟
ولكن تمكنت من بالي هذه الفكرة وهي السفر بسيارة خاصه فقررت سريعا التوجه لموقف السيارات ووجدت رجلا معه سياره فارهه (كابريس جديده)
فقلت بكم توصلني للرياض؟!!فقال: بخمسمائة ريال!! حاولت معه كثيرا ولم استطيع أن يخفض لي ألا خمسين ريال
المهم ركبت معه لوحدي وقلت له أهم شيء تسرع لابد أن أصل الرياض هذه الليله ولم أعلم أن نهايتي بعد ساعات… !!
قال لي: أبشر سأطير بك طيران .. وبالفعل كان يسير بسرعه جنونيه لأني وعدته أن وصلنا قبل العشاء فله مني زياده مائة ريال ..
كنت نتجاذب أطراف الحديث مع بعض وسألني عن عملي وعن حالتي الاجتماعيه وكذالك سألته بعض الأسئله لنقطع بها الطريق
وفجأة أتى على بالي والدتي لأتصل عليها وبالفعل أخرجت جوالي وأتصلت عليها وردت علي قالت: وينك يا أبا ساره؟!! قلت لها قصة الطائره وكيف فاتتني الرحله واني الآن استأجرت سياره للسفر..
سكتت قليلا سكوتا لفت انتباهي قالت أمي: أنتبه ياولدي ،الله يكفيك شر مافي الغيب
قلت لها سأتصل بك ياأمي أول ماأصل إن شاء الله... توصين شيء؟
قالت: سلامتك يابعد عمري .
انتهت المكالمه وحسيت بشيء غريب مثل الهم نزل على قلبي وشعرت أن أمرا عجيبا ينتظرني
اتصلت بعدها على زوجتي
زوجتي!!:
بشرني عنك ياعمري كم كيلو مشيتها؟
!قلت : الآن قطعنا مائة وخمسين كيلو؟
..قالت:والله مانبي نفقدك.. البيت بدونك ولاشيء
..قلت الله يبارك فيك إن شاء الله بكره وأنا راجع في رحلة الظهر...اهم شيء انتبهي للاولاد وقبلي سوسو الله يصلحها
..قالت: أبشر والله من يوم طلعت وهي تقول وين بابا وين بابا
..قلت :اعطني إياها
سوسو:بابا وينك؟
قلت: سوسو بعد شوي أجي لكم إن شاء الله. .تبين شيء
..قالت كالعاده: أبي كاكاو
..ضحكت وقلت طيب سوسو هاتي ماما
أخذت الأم الهاتف قلت لها :
توصين شيء
..قالت: سلامة عمرك
- لاأدري لماذا بدا الهم يشتد علي والأفكار تجول بسرعه في مخيلتي لم يقطعها إلا سؤال السائق:
كم عندك من الأولاد؟
قلت: أربعه ولدين وبنتين ..
قال: الله يصلحهم لك؟؟
قلت: آمين وياك
!!نظرت للطريق ثم رفعت رأسي للسماء أنظر لها ونظرت للشمس ولم يبقى على غروبها إلا ساعه
..قلت وأنا أتنهد: يالله رحمتك يارحمن يارحيم ..
تفاجئت بطلب من السائق غريب !! :قال: تسمح لي أشعل السيجاره؟
قلت:ياأخي أنت رجل فاضل وأشعر أن بك خير عظيم كيف ترضى لنفسك ومالك وقبل ذالك تنقص دينك لأجل سيجاره لاتنفعك وإنما!!تضرك؟
!قال: ياابن الحلال ادع لي والله حاولت في رمضان الماضي واللي قبله وماقدرت؟
قلت له:أنت رجل أعطاك الله قوة ماقدرت على السيجاره؟
..استمر التوجيه والنقاش وهو ينصت ومعترف بخطاه وبعدها قال:إن شاء الله ماأشربها بعد اليوم
..قلت له متهللا: الله يثبتنا وإياك على الدين
أذكر أني بعدهاأسندت رأسي على باب السياره أفكر وأفكر ولاأدري ماالذي جعلني أرتعب قليلا.. لا أدري من ماذا ولكن شعرت بقلق شديد في هذه.. الأثناء وفجأة أسمع ضربه شديده في السياره وحصل ارتباك كبير بيننا أنا والسائق وعلمت أن الإطار انفجر
..قلت: خفف السرعه وإنتبه للسيارات
وهولا يتكلم وممسك بزمام السياره وقد ظهر على وجهه القلق.. بعدها انحرفت السياره لليمين بشدة وبدأت بالتقلب ، أنا الهمني الله أن أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله كنت اشعر أني أرفع صوتي بها بأشد قوة
..بعدها شعرت بضربة شديدة أسفل رأسي وشعرت كأنها لذعة نار من شدة حرارتها
..انقلبت السياره عدة مرات إلى أن استقريت خارجها ، حاولت القيام لم أستطع ولم أستطع تحريك أي جزء من جسمي
ألم لم أذق مثله في حياتي أريد أن أتكلم بشيء لم أستطع حتى عيناي كانت مفتوحه ولم أستطع النظر بها سواد في سواد حتى سمعت أقدام كثيرة تقترب منا ..وأسمع أصواتهم يقولون لاتحركونه رأسه ينزف ورجليه مكسورة
..أنا شعرت بتنفسي يضيق ويضيق وشعرت بحرارة بجسمي رهيبه كأنها تبدأ من قدمي وتتحرك نحو رأسي
!!وسمعتهم يقولون: وش صار على السائق
قال شخص_اسمع صوته من بعيد _:ميت لا يتحرك
..
(الحلقه الثانيه:اللقاء بالشيطان قبل نزع الروح وكيفية خروج الروح)
!!شعرت بالألم يشتد علي وشعرت أيضا برهبة الموقف ورهبة ماسيحصل لي كنت أفكر وأقول هل هذه نهايتي؟
!!سبحان الله بعدها بدأ ندم شديد يخالجني على كل لحظه ضاعت من عمري وعلى كل تقصير مر علي
..الآن أنا أمام الأمر الواقع لامفر منه!!!
بدأت أصوات الناس حولي تختفي وبدأ السواد أمام عيني يشتد والآلام كأنها تقطع جسمي بسكاكين.. شعرت كأن شيئا يخنقني ويمنع الهواء عن الوصول..لرئتي،وألم برأسي وبالتحديد مكان الضربة كأنه جمرة تلتهب
وظهر لي في السواد رجل له لحية بيضاء وقال لي: يابني هذه آخر لحظاتك وأنا جئتك ناصحا قبل أن تلاقي ربك فأنا أعرفك رجلا ذكيا تحب الخير وسأوصيك وصية لأن الله أرسلني لك.. قلت له ماالذي تريد؟
قال:قل ليحيا الصليب فهو والله نجاتك وإن أنت آمنت به سأعيدك لأهلك وأولادك وأعيدلك روحك.. قل ذلك بسرعه فلا مجال للتردد والتأخير.. علمت أنه هو الشيطان، فأنا مهما يخالجني الآن من ألم ألا أني واثق بربي ونبيي عليه الصلاة والسلام، قلت له:اخسأعدو الله فقد عشت مسلما وسأموت ..بإذن الله على ذلك
تغير وجهه وقال:اسمع لن تنجو الآن إلا أن تموت نصرانيا أو يهوديا وإلا سأجعل الألم يزداد عليك وأقبض روحك..قلت:الحياة والموت بيد الله وليست بيدك فلن أموت ألا مسلما..تمعر وجهه وقال الشيطان:إن فتني فلم يفتني المئات قبلك ويكفني أني استطعت أن أجعلك تعصي الله كثيرا وتتجرأ..عليه
ونظر لأعلى كأنه رأى شيئا يخاف منه ثم هرب سريعا،تعجبت من سرعة انصرافه واستغربت ماالذي أخافه فماهي ألا لحظه حتى رأيت وجوها غريبه وأجساما عظيمه نزلو وقالو السلام عليكم..قلت عليكم السلام وسكتو ولم يتكلمو بكلمه واحده ومعهم أكفان.. علمت أن هذه النهايه لا محاله فنزل ملك عظيم جدا وقال:ياأيتها النفس المطمئنه اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان..الله شعرت بسعاده لم توصف عندما سمعت هذه الكلمه منه..وقلت أبشر ياملك الله
فسحب روحي وشعرت الآن كأني بين النوم والحقيقه وشعرت كأني أقوم من جسدي وارتفع لأعلى التفت للأسفل ،ورأيت جسدي فإذا الناس مجتمعين...عليه وقد وضعوا غطاء على جسمي كاملا بل سمعت بعضهم يقول إنا لله وإنا إليه راجعون
رأيت الملكين كأنهما يستلماني ويضعاني قي ذلك الكفن بسرعه ويرتفعون بي للسماء كنت التفت يمينا وشمالا وأرى الأفق البعيد ويزداد ارتفاعي وأخترق السحاب وكأني في طائرة حتى رأيت الناس صغارا تحتي ثم أرتفع وأرتفع بسرعه عظيمه حتى رأيت الأرض كلها كأنها كره صغيره ثم قلت للملكين: هل سيدخلني الله الجنه؟
..قالا: هذا علمه عند الله وحده ونحن فقط أرسلنا الله لأخذ روحك معنا ونحن موكلين بالمسلمين فقط
قطع كلامي ملائكه مروا سريعا معهم روح عجيبه شممت رائحة مسك لم أشم مثلها
تعجبت وقلت للملائكه:من هذا،لولا أني أعلم أن محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء لقلت هذه روح نبي؟
..قالا: بل هذه روح شهيد مجاهد من فلسطين قتله قبل قليل اليهود وهو مدافعا عن دينه وبلده ويقال له أبو العبد وجمع الله له بين العباده والجهاد
..قلت: ياليتني مت شهيدا
!! ثم هي لحظات وأرى ملائكه معهم نفس كريهه يخرج منها رائحه كريهه،فسألت من هذا؟
..قالوا: هذا رجل هندوسي من عبدة البقر توفي قبل قليل بإعصار أرسله الله عليهم
...فحمدت الله على نعمة الإسلام
..قلت لهم: والله مهما قرأت عما يحصل الآن فأنا لم أتخيله بهذه الصوره
..قال الملكين: أبشر بخير ولكن اعلم أن الأمر امامك طويلا
قلت متعجبا:كيف؟
..قال الملكين:سترى كل ذلك ولكن أحسن الظن بربك
..مررنا بجماعة كبيرة من الملائكه وسلمنا عليهم
!قالوا:من هذا؟
..قال الملكين:رجل مسلم..حصل له حادث قبل قليل وأمرنا الله أن ننزل لأخذ روحه من ملك الموت
..قالوا: أنعم وأكرم بالمسلمين فهم خير وإلى الخير
قلت للملكين:من هؤلاء؟
..قالا: هؤلاء ملائكه يحرسون السماء ويرسلون الشهب على الشياطين
..قلت:إن خلقهم عظيم
..قالا: بل هناك من هو أعظم منا من الملائكه
قلت :من؟
..قالا:جبريل وحملة العرش،وهم خلق من خلق الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
..قلت:سبحانك يارب ماعبدناك حق عبادتك
..ثم ارتفعنا حتى وصلنا للسماء الدنيا..لا أخفيكم كنت بين الشوق والتعجب لما أرى وبين الخوف والقلق لما سيأتي
..وجدت السماء الدنيا كبيرة ولها أبواب مغلقه وعلى كل باب واقف ملائكه عظام الأجسام
..قال الملكين:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقلت معهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الملائكه :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وقالوا أهلا بملائكه الرحمة ونظروا إليهم وقالوا:لابد أن هذا مسلم؟
..قالا:نعم
(قال الملائكه:تفضلوا فلا تفتح أبواب السماء إلا للمسلمين لأن الله قال عن الكفار:لا تفتح لهم أبواب السماء)
...فدخلنا فرأيت عجبا من العجائب مثل الكعبه عظيمه يطوف عليها ملائكه كثر قلت بسرعه:لابد أن هذا البيت المعمور
تبسم الملكين وقالا:نعم والحمدلله أكثر من أحضرنا من المسلمين يعرفون ذلك.. وهذا بفضل الله ثم بفضل الرجل الصالح نبيكم محمد صلى الله عليه..وسلم الذي لم يترك شيئا إلا وأخبركم به
قلت لهم:كم يدخله يوميا؟
..قالا:سبعون ألف وإذا خرجوا لا يعودون إليه
ثم ارتفعنا بسرعه كبيرة حتى وصلنا للسماء الثانيه وهكذا حتى وصلنا إلى السماء السابعه فإذا هي أعظم سماء ورأيت مثل البحر العظيم فخفض الملائكه رؤوسهم وقالا:اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام..أناشعرت برهبه عظيمه وأخفظت رأسي ودمعت عيني فقال:..العزيز الجبار:اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى
..من شدة الرهبة والخوف والفرح والسرور لم أسطيع الكلام بل قلت سبحانك ماعبدناك حق عبادتك
..نزل بي الملكين مباشرة ومررنا على الملائكه ونسلم على كل من مررنا به
قلت للملكين:هل باﻹمكان أن اعرف ماحصل لجسدي وأهلي؟
..قالا:أماجسدك فستراه وأما أهلك فستصلك اعمالهم التي يهدونها لك لكنك لن تسطيع أن تراهم
..أعادوني للأرض
قلت لهم: بارك الله بكما وجزاكما خير الجزاء ولكن هل أستطيع أن أراكما..قالا:أبق عند جسدك فنحن انتهى عملنا وسيأتيك ملائكه آخرين في قبرك
..مرة أخرى؟..قالا:في يوم القيامه سنقف سويا وذلك يوم مشهود ورأيتهم عندما ذكروا القيامه تغيرت نبرة أصواتهم رهبة
..ثم قالا:وإن كنت من أهل الجنة فسنكون سويا وترانا
قلت لهم:وهل بعدمارأيت وسمعت في دخولي للجنة شك؟
قالا:أمر دخولك الجنة لايملكه إلا الله سبحانه وتعالى وأنت حصل لك الإكرام لأنك مت مسلما..وبقي عرض أعمالك والميزان..تغير وجهي وكدت.. أبكي لأني أتذكر ذنوبا كالجبال
..قالا لي:أحسن الظن بربك وثق أن ربك لا يظلم أحد..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وارتفعا سريعا
نظرت إلى جسدي ممدا ورأيت وجهي شاخصة عيناي ثم انتبهت لصوت بكاء..صوت أعرفه..إنه والدي الحنون ومعه أخي.. سبحان الله أين أنا الآن.. ..نظرت لجسدي فإذا الماء يصب عليه فعلمت أني الآن أغسل
صوت البكاء يضايقني كثيرا وأشعر معه بضيق شديد ولكن عندما اسمع أبي يقول:الله يرحمك الله يرحمك فكأن كلماته ماء باردا يصب علي..ثم يكفن جسدي بكفن أبيض..
قلت في نفسي:ياالله ليتني قدمت جسدي في سبيل الله أموت شهيدا ياليتني لم أترك ساعه إلا بذكر الله أو بصلاة أو بعبادة ياليتني كنت أتصدق ليل نهار ياليتني ياليتني..
كان همي الشديد هو القبر وماسوف يكون به..
سمعت المغسل يقول:هل ستصلون عليه بعد العصر؟
أبي كان يقول وهو يبكي إن شاء الله..
حملوا جسدي وأنا أرى جسدي ولكن لا أستطيع الابتعاد ولا الدخول به..شيء عجيب محير..
أدخلوني مكانا وتركوني لم أشعر به ولكني أجزم أنها ثلاجة الأموات..
كنت أفكر ماالذي سيحصل لي..
قطع تفكيري أصوات كثيرة يقولون هيا احملوه للمسجد..
رفعوني وكنت أسمع أصواتهم وكان أكثر شيء يؤثر بي صوت بكاء أبي كنت أتمنى أن أقول له:يا أبي لاتحزن ماعند الله خير يا أبي أعلم أنك تحبني فلا تبك علي فوالله بكاءك يضيق به صدري ادع لي هذا الذي أريده..
وكنت أسمع أصواتا كثيرة وكنت أميز أصوات أخواني وبكاءهم وكذلك أبناء عمي وأعمامي وسمعت صوت أحد أصحابي وهو يقول كأنه ينبه الناس ليقتدو به:الله يغفر له الله يرحمه كانت كلماته كالماء البارد للظامئ..
وصلوا المسجد وأنزلوني وسمعتهم يصلون وتمنيت بشدة أن أصلي معهم وقلت:ما أسعدكم في دار تستزيدون من الحسنات وأنا قد أوقفت كل أعمالي..
انتهت الصلاة ثم سمعت المؤذن يقول:الصلاة على الرجل يرحمكم الله..
واقترب الإمام وبدأت الصلاة علي في أثناء الصلاة تفاجأت بجمع من الملائكة واحدهم يسأل ملكا آخر عن عدد المصلين وكم منهم موحد لا يشرك بالله شيئا؟!!
عند التكبيرة الثالثة وهي التي بها الدعاء علي رأيت الملائكة يسجلون أشياء كثيرة فعلمت أنهم يحصون أدعية الناس..
يالله كنت أتمنى أن يطيل الإمام بهذه التكبيرة لأني شعرت براحة عجيبة وسعادة وسرور..
ثم كبر الرابعه وسلم..
حملوني لقبري وكان في القبر عجائب وأهوال..
الحلقة الثالثة:
اللقاء بالملكين وعرض الأعمال:
حملوني لقبري وكانوا يسيرون بي سريعا وأسمع دعاء البعض واسترجاعهم وبكاءا كثيرا..وأنا في حالة ارتباك وخوف مما سيحصل لي لأني تذكرت في هذه اللحظات مظالم وذنوبا اقترفتها وساعات غفلات قضيتها،وصبوات تجرأت عليها..الوضع مربك ومرعب وشعرت بانتفاضة من الوجل والخوف،وحينما وصلت لقبري سمعت أصواتا وكلمات كثيرة لمن يريد دفني وأذكر من كلماتهم:من هنا،قربوه للقبر،تعالوا من هنا،لو سمحتوا أفسحو الطريق للجنازة..
ياالله ماكنت أراه وأسمعه في حياتي أسمعه الآن بعد مماتي يحصل لي !!
أدخلوني لقبري بجسدي وروحي وهم لا يشعرون ولايرون إلا جسدي ويقول من يحملني :بسم الله وعلى ملة رسول الله..
وبدأ صف الحجر والطين كنت أريد أن اصرخ وأقول أرجوكم لا تتركوني فلا أدري ما الله صانع بي،وأحيانا يأتيني شعور بالثقة وأن الله لن يضيعني..
بعدها هلو علي التراب وبدأ ظلام شديد وأصوات الناس تختفي وتبتعد ولكن أسمع بوضوح أصوات مشيهم وقرع نعالهم وسمعت أناسا يدعون الله لي وكان دعاؤهم أنسا لي وانشراحا لصدري خاصة أن أحدهم قال بصوت مسموع:اسألوا له الثبات فإنه الآن يسأل..
وفجأة بدا القبر يضيق علي ويضيق حتى شعرت أنه يضغط على كل جسمي وارتعبت وكدت أصرخ بأعلى صوتي ثم اتسع كما كان..
بعد ذلك التفت يمينا وشمالا ترقبا وخوفا مما سيأتي وفجأة لاح لي ملكان بصورة مهيبة جدا أجسادهم عظيمة سود الأجسام زرق العيون طرفهم يلوح كالبرق،وأنيابهم تكاد تصل للأرض وبيد أحدهم مطرقه كبيرة لو ضربت بها مدينة لهدمتها!!
قال لي أحدهما مباشرة:اجلس،فجلست مباشرة،فقال:من ربك؟
-والذي بيده المطرقة يرقبني بنظرة قوية،فقلت مباشرة:ربي الله،كنت أرتجف وأنا أجيب ليس عدم ثقة بالإجابة ولكن أرعبتني صورهم وطريقة سؤالهم..من نبيك؟قلت محمد صلى الله عليه وسلم..
ما دينك؟ قلت:الإسلام..
قالا: الآن نجوت من فتنة القبر قلت لهم:هل أنتما منكر ونكير؟
قالا: نعم ولو لم تجب لضربناك بهذه المطرقة ضربة ستصرخ منها صرخة تسمعك كل الخلائق إلا الثقلان ولو سمعوك لصعقوا من شدة صراخك..ولهويت في الأرض سبعين ذراعا.
قلت:الحمدلله الذي نجاني من هذا وهذا بفضل الله وحده..
ثم انصرفا ولم أشأ أن أكثر الكلام معهما فلم أطمئن إلا بانصرافهما..
بعد انصرافهما مباشرة شعرت بحرارة عجيبة وبدأ جلدي يحتمي خشيت أن تكون فتحت نافذة من جهنم على جسدي من شدة الحرارة،ولكني لا أرى أي شيء سوى حرارة أشعر أنها تخرج من جسدي!!
حضر لي بعد ذلك ملكان وقالا:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قلت:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
قالا:نحن ملائكة أتينا لعرض أعمالك في قبرك وإحصاء الحسنات التي تهدى لك إلى يوم القيامة.
قلت لهما:والله رأيت منذ مت شيئا مهيبا ولم أتوقع أنه بهذه الشدة وهذه الكربة.. ولكن هل تأذنان لي بسؤال؟
قالا:نعم
قلت: هل أنا من أهل الجنة؟وبعد كل هذه الأحداث هل هناك خطورة أن يدخلني الله النار؟
قالا الملكين:أنت مسلم والذي حصل لك لأنك مسلم آمنت بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن دخول الجنة والنار لا يعلمه إلا الله ،ولكن ثق أنك لو شاء الله وأدخلك النار فلن تخلد فيها لأنك موحد!!
بكت عيني وقلت وماذا لو أدخلني الله النار فكم سأمكث فيها!!
قالا:ثق بربك وأعلم أنه كريم..وسنبدأالآن بعرض أعمالك عليك منذ بلغت وإلى آخر نفس لك في حادثك..
وبدؤا بقول استغربته وهو:
سنبدأ بصلاتك لأنها العهد الذي بين المسلم والكافر ولكن لن ترفع لك حسنة واحدة ولن تجازى على أي عمل صالح لأن أعمالك الحسنه الماضية كلها معلقة.
قلت باستغراب: لماذا؟!! وماهو السبب الذي من أجله تم إيقاف كل أعمال الخير التي عملتها بحياتي وهل هناك علاقة بين ذلك وبين حرارة جسمي التي أشعر بها كأن حمى الأرض جمعت لي؟!!
قالا:نعم لذلك علاقة وأنت السبب في ذلك بتساهلك في دين عليك لم تقضيه قبل موتك والآن أنت في خطر شديد؟!!
قلت وأنا أبكي: وكيف؟وهل الدين هو الذي جعل جسدي يحتمي بهذه الشدة قبل عرض الأعمال؟!!
وقطع سؤال بشيء لاح لي بالأفق نورا مشرقا آنس ظلمة قبري وله صوت ومنه تنبعث رائحه زكية لم أشم مثلها في حياتي ولا منذ مماتي..
وقال الضوء:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قلت:عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..من أنت؟
قالت:أنا سورة الملك (تبارك)أتيت لأنافح وأحاج لك عند الله فأنت قد حفظتني وقد أخبركم رسولكم محمد عليه الصلاة والسلام أنني أطلب من الله أن ينجي كل من يحفظني..
قلت:مرحبا بك سورة حفظتك منذ صغري وكنت أتلوك في صلاتي وفي بيتي وأنا الآن في أشد الحاجة لك..
قالت:نعم ولذا أنا هنا وسأطلب من الله أن يفك كربتك لأنك الآن تساهلت بدين كان سببا بتعليق أعمالك وحرارة جسدك!!
قلت:وكيف السبيل للنجاة؟!!
قالت :بأحد ثلاثة أمور..
قلت بسرعه:وماهي؟!!
قالت سورة الملك لي:قبل أن أقول لك سبل النجاة هل كتبت ورقه بها الدين الذين عليك حتى يسددها الورثة عنك؟
عندما سمعت كلمة (الورثة)كانت هذه الكلمة شديدة علي ودمعت عيناي فقد تذكرت أهلي جميعا أمي وأبي وزوجتي وإخوتي وأبنائي ياترى مالذي
حصل لهم من بعدي وكيف هم؟!!أبنتي ساره وإخوانها تذكرت انكسارهم وكيف أصبحوا أيتاما من بعدي من الذي سيرعاهم ومن الذي سيقوم على مصالحهم؟!!تذكرت بنيتي الصغيرة عندما قالت:أريد كاكاو ماذا سيقولون لها - عندما تسأل عني - وكيف سيقولون وكيف ستكون نفسيتها من بعدي!!
زوجتي ماذا عملت من بعدي الآن!!سيقال لها أرملة!!كيف ستتحمل عبء أولادي من بعدي!!
تذكرت وتذكرت وتذكرت ودموعي تنهمر ونشيجي يعلو..
قالت سورة الملك:كأنك تذكرت شيئا؟!!
قلت:نعم تذكرت أهلي وأبنائي ماذا سيعملون من بعدي.
قالت سورة الملك:لهم الله هو الذي خلقهم ورزقهم وهو الذي يتولى أمرهم.
كانت هذه الكلمات بمثابة الماء البارد على الظامئ فقلت في نفسي:بالفعل لهم الله ولماذا القلق!!
استطردت بالفكر قليلا ولم يقطع تفكيري ألا زيادة حرارة جسمي فقلت مباشرة لسورة الملك:بالله عليك هل لي أن أعلم كم الدين الذي علي؟!!
قالت سورة الملك:نعم لقد سألت الملك فأخبرني أنها ألفا وسبعمائة ريال،الألف لصاحب لك يقال له:أبا حسن أما السبعمائة فهي متفرقة..
قلت متعجبا:كيف متفرقة؟!!
قالت سورة الملك:أنت تساهلت بديون صغيرة منذ بلوغك فتراكمت عليك.
فقلت:لمن؟!!
فقالت سورة الملك:خمس ريالات لبائع أغذية قد اشتريت منه طعاما لك ولم يكن معك نقود وعندما طلبها منك قلت له:سأردها لك غدا هذا عندما كان عمرك خمس عشرة سنه
والآخر يعمل في مغسلة الملابس غسل ثوبك وقلت له نفس كلامك السابق وتساهلت حتى نسيته والآخر محل كذا ومحل كذا فعددت محلات أتذكرها واحدا تلو الآخر،ثم قالت:تساهلكم بالديون واستصغاركم لها سبب شقاء الكثير منكم قي قبورهم..
ألم يحذركم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الدين وأخبركم أن الشهيد على جلالة قدرة توقف أعماله بسبب الدين ألم تعلم أن أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم على فضله أوقفه الدين ولم نستطع أن نعمل له شيئا حتى سدد صاحبه الدين!!
قلت برعب:أنا لله وأنا إليه راجعون وكيف الخلاص أرجوك فجسمي سيتقطع ألما وحرارة.
قالت سورة الملك:بأمور ثلاثة.
قلت بعجل:ما هي؟!!
قالت:أما أن يسامحك من عليه الدين.
قلت:الكثير منهم نسي كما نسيت ولا يعلمون بموتي بل ربما الكثير منهم لا يعرفني ونسيني،لكن ما الحل الآخر.
قالت:وإما أن يسدد عنك ورثتك.
قلت:كيف سيعلمون بديني ومشكلتي أني لم أكتب ورقه لحقوق الناس لأن الموت أتاني بغتة ولم أكن أتوقعه أو أحسب له أي حساب!!
قالت سورة الملك :بقي أمر سأحاول لك به ولعله يكون نجاتك وسأخبرك به بعد وقت إن شاء الله والآن سأنصرف..
قلت:أرجوك لا تذهبي فأنا أشعر بوحشة شديدة وظلمة ورهبة إضافة لحرارة جسمي التي تزداد..
قالت سورة الملك:لن أبتعد كثيرا فأنا سأذهب ﻷجل المحاجة عنك والبحث عن حل وبإذن الله ستكون نجاتك.. فأنصرفت..
بقيت وحيدا مستوحشا في ظلمة وهم وغم فألهمت دعاء فقلت:(يامن لا بشيء أبقاه،ولا يستوحش من شيء أفناه،ويا أنيس كل غريب،ارحم في القبر غربتي ،ويا ثاني كل وحيد،آنس في القبر وحدتي) لكني تذكرت أني في دار حساب لا عمل..
ما هي إلا لحظات حتى سمعت صوتا أعرفه إنه أبي الحنون وأسمعه يقول:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت مباشرة بشغف:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بك يا أبي فعلمت أنه لن يسمعني..
ثم سمعته يقول:اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم آنس وحشته ثم سمعته ينشج ويبكي ويقول اللهم أحله اللهم إني راض عنه فأرض عنه وانصرف ..
لاح لي بالظلام -أثناء دعاء والدي-نور عظيم فإذا هو ملك من ملائكه الرحمة يكتب دعاء والدي ولم يكلمني الملك بكلمة واحدة حتى انصرف والدي فبقي قبري منيرا والتفت لي الملك وقال:إن دعاء والدك سيرفع للسماوات العلى وبإذن العلي القدير سيجيبه الله لأن دعاء الوالد لولده مستجاب..
يالله تمنيت أن يطيل أبي الوقوف على قبري ويستمر بالدعاء لي لأن أثر دعائه وجدته في قبري بل وعلى نفسي..
قلت للملك:هل لي أن أسألك سؤالا؟!!
قال:وما هو؟
قلت: منذ متى وأنا ميت وما هو الوقت الآن؟!!
قال:أنت ميت من ثلاثة أيام والآن وقت صلاة الظهر..
تعجبت بشدة وقلت:سبحان الله كل هذه الأحداث في هذه المدة القصيرة؟!
وكل هذه الظلمة التي أجدها في قبري ونحن وقت الظهيرة!!
قال الملك:لا زال الطريق أمامك طويلا أعانك الله عليه..
لم أتمالك نفسي فبكيت وبكيت بكاء لا أذكر بحياتي أني بكيت مثله،وقلت في نفسي:سبحان الله كم كنت غافلا عن مثل هذا اليوم ..
انصرف الملك وهو يقول سيستمر النور في قبرك إلى أن يشاء الله بفضل الله ثم دعاء والدك
كانت زيارة أبي مؤنسة لي وتمنيت أن يزورني كل أقاربي وتمنيت أن يقف على قبري كل أصحابي..
تمنيت أن يسمع والدي صوتي فأقول:يا أبي أرجوك سدد الدين الذي في ذمتي أرجوك تصدق عني أرجوك ادع الله لي.. لكن ما السبيل بأن يسمع صوتي وتذكرت قوله تعالى (وحيل بينهم وبين ما يشتهون)
شعرت بحرارة جسمي كأنها تهدأ ولكنها تزداد أحيانا فظننت أن هذا له علاقة بزيارة والدي ولكن الأمر لم يكن كذلك بل الأمر آخر..
ما هي إلا لحظات حتى لاح لي نور أعرفه إنها سورة الملك قالت:عندي لك بشارتان.
قلت بسرعة:ما هي؟
قالت الأولى:صاحبك الذي يطلبك الألف ريال علم بموتك وتذكر دينك ثم قال: اللهم إني عفوت عنه محتسبا الأجر من الله ولم يطلبها من أهلك
فتهلل وجهي فرحا ثم قلت: الحمد لله ربما هذا سبب أن الحرارة خفت قليلا علي..
وما البشارة الأخرى؟
قالت:لقد سألت الله لك كثيرا لكن حقوق الآدميين مشكلة،وقد أرسل لك ملك موكل بالرؤى والأحلام وهو سيأتي أحد أقاربك في المنام برموز لعلهم يفهمون دينك..
تفاجأت بهذا الخبر فسكت متعجبا..
قالت سورة الملك:من برأيك يأتيه الملك في المنام؟
فكرت بأمي وعلمت أنها لو رأتني بالمنام فستبكي علي ولن تفسرها ففكرت بأقاربي فتذكرت أقرب الناس لي بعد والدي وهي أيضا مهتمة بالرؤى والأحلام.. إنها زوجتي الوفية المحبة لي..
قلت:زوجتي زوجتي هي التي أتمنى أن ترى هذه الرؤيا..
قالت سورة الملك:سأخبر الملك أسأل الله أن يعجل فرجك ويحل كربتك..
انصرفت وبقي قبري به النور الذي أتاني من دعاء والدي فأنتظرت كأني بسجن تمر علي الأوقات لا أعلم شيئا سوى أني أسمع أصواتا وأحيانا قرع نعال فأعلم أن جنائز تدفن قريبا من قبري أسمع أحيانا ضحكات فأتعجب من أناس يضحكون ونحن تحتهم مأسورون!!
ثم مر وقت طويل وفجأة ازدادت حرارة جسمي حتى كدت أصرخ وكأني في تنور فأزداد خوفي ثم بلحظة واحدة الحرارة خفت ثم اختفت وانتهت وشعرت كأني خرجت للهواء لم أصدق ما أنا فيه ما الذي حصل؟!!
ظهر نور سورة الملك بعد ذلك تقول: أبشر بما يسرك..
قلت:والله أنت من يأتي بالخير فما الذي حصل؟!!
قالت:أتى ملك الرؤى والأحلام لزوجتك في منامها فأراها أنك واقف على سلم مهموما وبقي عليك سبع درجات ولا تستطيع أن تصعدها..
فقامت زوجتك مباشرة قبل صلاة الفجر وتذكرت وبكت ثم فتحت كتب تفسير الأحلام فوجدت كلاما كثيرا لكنها شعرت أنك في كربة وفي الصباح اتصلت على امرأة كبيرة بالسن مشهورة بتفسير الأحلام وعندما سألتها زوجتك قالت المرأة: يابنتي زوجك عليه دين ومحبوس في قبره والدين سبعمائة أو سبعة آلاف ريال الله أعلم..
قالت زوجتك: لكن كيف نسددها ولمن؟
قالت المرأة: الله أعلم لكن اسألوا المشائخ..
وبعدها اتصلت زوجتك على زوجة أحد المشائخ وقالت لها:اسألي الشيخ عما لو كان على زوجي دين لا نعلم لمن هو كيف نسدده؟!!
فسألت زوجة الشيخ زوجها وقال:تصدقوا عنه بقيمة الدين لعل الله أن يبرئ ذمته..
وكان لدى زوجتك ذهب بقيمة أربعة آلاف فذهبت سريعا لوالدك وقصت عليه الخبر فرفض أن يأخذ منها الذهب وتكفل بأن يسدد الدين كاملا،فأقسمت زوجتك أن يأخذ والدك الذهب وقالت له:وهل هذا الذهب إلا من زوجي وأنا أتمنى أن أعمل له شيئا بعد موته وأسأل الله أن لا يحرمني منه في الجنة..
عندما رأى والدك إصرارها طيب خاطرها وأخذ الذهب وزاد عليه من المال حتى أوصله عشرة آلاف ونوى الزيادة صدقة عنك وأعطى المبلغ لعائلة مسكينة ففرج الله كربك وجئت لأطمئن عليك..
قلت: ولله الحمد لا أشعر الآن بأي حرارة بجسمي وكأني كنت مربوطا فحلت عقدي.. وهذا بفضل الله ثم فضلك ومحاجتك لي بقضاء ديني..
قالت سورة الملك:الحمدلله الذي أذهب عنك الحزن والآن ستأتيك الملائكة لعرض جميع أعمالك..
قلت لها: وهل بعد هذا علي خطورة؟
قالت:الطريق طويل وربما سنين فأستعد لذلك..
قلت:سنين!!!!!
قالت سورة الملك:كثير ممن يدخل قبره يعذب لأمور تستصغرونها وهي عند الله عظيمة..
قلت:مثل ماذا؟
قالت:كثير من الناس يعذب بسبب عدم التنزه من بوله فيقوم للصلاة ويقف بين يدي الله والنجاسة عليه أو على ملابسه!!
قلت:وهل هذا كثير؟
قالت:أكثر من يعذب بسبب ذلك!!وهناك أيضا أمور يعذب بها الكثير:مثل النميمه وأكل مال الأيتام والسرقة والربا وغيرها كثير..
ثم قالت:هناك من يعذب ليصفى قبل يوم القيامة لأن عذاب جهنم أشد وأنكى وهناك من يعذب وموعده يوم القيامة نار جهنم..
قلت:كيف أنجو من عقوبة الله وكيف السبيل للخلاص من ذلك؟
قالت: عملك الآن منقطع وليس أمامك إلا ثلاثة أمور وهي:إما الدعاء من أبناءك وأهلك لك فهي طلب من الله أن يرحمك،والأمر الآخر:هل لك صدقةجارية تستمر لك بعد موتك!!
قلت:أذكر أحد أصحابي كان يجمع المال لإنشاء مسجد في أحد بلدان المسلمين..
قالت:لعل الله أن يضاعف لك بها الأجر فأكثر الحسنات التي تكون من بناء بيوت الله
قلت:وما الثالث!!
قالت:هل عملت على نشر العلم أوتعليم جاهل لأحكام الإسلام
قلت:لا أعلم وتذكرت مشروع طباعة مصاحف وكتب للغات مختلفة وقلت في نفسي:
ياسبحان الله كم أنا مسرف ومضيع لفرص كثيرة كانت في حياتي!!
كنت أتمنى أن أصرخ بأعلى صوتي وأقول يامعشر الأحياء أنقذوا أنفسكم واستعدوا لما تجدونه بعد موتكم فوالله لو رأيتم ما رأيت لما خرجتم من المساجد ولأنفقتم الأموال في سبيل الله..
قلت لسورة الملك:هل حسناتي الآن تضاعف وهل تأتيني الحسنات في قبري!!
قالت: كل الأموات تأتيهم الحسنات كثيرة في الأيام الأولى لموتهم ثم تقل جدا بعد ذلك..
قلت:هل يعقل أن ينساني أهلي وأبنائي وأصحابي!!لا أصدق أنهم سينسوني بهذه السهولة..
قالت:بل سترى كيف أنه حتى زيارتهم لك في قبرك ستقل وسيمر الشهر والسنة والعشر سنوات ولا يكاد يقف على قبرك أحد!!
بكيت وتأثرت لأني تذكرت كيف أن جدي حينما مات كنا نذهب لقبره كل أسبوع ثم بعد شهر ثم نسيناه!!
تذكرت حينما كنت حيا كيف كنا ننسى الأموات والآن أنا بمكانهم!!
قالت:العاقل من عمل لما بعد موته وجهز داره..
ولكن أقول لك شيئا!!
قلت بحزن:وماهو؟
يتبع : شبكة الشفاء الاسلامية:
قالت:هناك من يدعو لك من غير أهلك ويستغفر لك وهو لا يعرفك..
قلت:كيف هذا؟
قالت:قبل ساعات دعا لك رجل صالح بالهند فقال:اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات فكتب الله له بكل حي وميت وحسنة وأتاك بفضل الله حسنات من دعاءه،وهناك رجل في تركيا تصدق ببناء مسجد وقال اللهم اجعل أجره لأمة محمد صلى الله عليه وسلم الأحياء والأموات،وهناك امرأة عجوز من مصر ذبحت شاة ونوت أجره الأموات المسلمين،وهناك رجل صالح من المغرب اعتمر ودعا لكل المسلمين وهو يطوف وكان مستجاب الدعوة ،وكل هؤلاء وأمثالهم يأتيك من حسناتهم ودعاءهم،بل أن الملائكة يدعون ويستغفرون لك...
بعد سماعي لهذه الكلمات استبشرت وما فرحت منذ مت بمثل هذا الحديث الذي بشرتني به سورة تبارك..
وبعدها استأذنت للذهاب..
شعرت بوحشة بعد ذلك وأحيانا ينشرح صدري وأشعر بأنس وأحيانا يضيق صدري وكأن جبال الأرض عليه..
لم يخبرني أحد ولكني جزمت أن انشراح صدري عبارة عن حسنات تصلني من المسلمين من كل مكان وضيق صدري إنما هي وحشة القبر التي لا توصف..
مرت أيام وأسابيع وشهور ولا أنيس لي إلا بعض الأعمال الصالحة التي تصلني أو زيارة والدي وإخواني وأقاربي وأصحابي التي بدأت تقل تدريجيا!!!
حتى أن أحد أصحابي لم يزرني إلا مرتين فحسب ولم يصلني منه إلا دعوات وصدقة أيام موتي الأولى وبعدها انقطعت..
أكثر ما يصلني باستمرار هو دعاء أمي خاصة فهو والله خير ونيس لي..
بدأت تقل الأعمال التي تصلني وشعرت أني بمرحلة خطر لأني مهتم بشدة لميزان يوم القيامة وكيف سأحاسب على كل صغيرة وكبيرة..
يارب عفوك يا رب رحمتك كنت أدعو بذلك وأكررها لكن هيهات اليوم لا عمل لي..
بدأت الأيام تمر وتمر وكانت ثقيلة كنت أحيانا أبكي ولكن أتذكر رحمة الله فيهون علي الأمر..
سورة الملك انقطعت ولا أدري ما السبب في قبري ظلام دامس لا أعلم ليلي من نهاري
تذكرت بعض المعاصي والذنوب واستعرضتها بحياتي بدأت أمامي بلا خفاء ساعة ساعة ويوما يوما
علمت أن ذنوبي أمثال الجبال ولكن هل سيغفرها الله لي..
كثيرا ما كنت ألوم نفسي وأندب أيامي الخالية.. ألم يمهلني الله ألم يسترني الله ألم يعطني ولم يحرمني،
كم من ذنب عملته بجرأة وكم من صلاة أخرتها وكم من صلاة فجر نمت عنها وكم من طاعة سوفت فيها..
عندما تذكرت كل هذه بكيت واستمر بكائي ولم ينقطع أياما بل إني لم أعرف الوقت ولم أشعر به ولو قلت إني بكيت شهورا لما بالغت..
وفي ساعة من الساعات شع نور عظيم حتى كأن الشمس وضعت فيه وسمعت الملائكة يهنئون بعضهم ويقولون أبشروا بالرحمات..
كنت بين الدهشة والفرح والاستعجال بمعرفة ما حصل حتى أتاني الملك وأخبرني الخبر وقال..
وبعد ذلك شع نور عظيم شمل القبور وانتظرت حتى أرى الخبر فقدم لي ملك وقال لي أبشر أيها المسلم بتنزل الرحمات..
قلت:جزاك الله خيرا، لكن ماسبب ذلك!!
قال الملك:لقد دخل من ساعة شهر رمضان وهذا الشهر فيه المغفرة والرحمات والعتق من النيران وفيه يلتقي ملائكة الأرض بملائكة السماء وفيه ينجو كثير منكم بدعاء المسلمين ويثقل ميزان حسناتكم..
قلت:ما أجل الله وأعلى شأنه وما أعظم كرمه كم من الفرص التي يهبها لمن هو فوق الأرض ومن هو تحت الأرض..
قال الملك:الله عز وجل لا يحب أن يدخل النار أحد ولا يحب أن يعذبكم ولكن تقصيركم وإصراركم على المعاصي ومقابلة نعمه بذنوبكم هي التي تهلككم.
.
.
.
.
هذه القصه نبذة صغيرة جدا لما سنلاقيه بعد الممات فأستفيقوا يامعشر الأحياء
كل شيء سيزول ولن يبقى لنا سوى رحمة خالقنا وحسنات أعمالنا...
القبر ينادي خمس مرات يقول:
أنا بيت الوحدة فأجعل قراءة القرآن لك مؤنسا
أنا بيت الظلمة فنورني بصلاة الليل
أنا بيت التراب فأجعل فراشك العمل الصالح
أنا بيت الأفاعي فأحمل الترياق وهو بسم الله
أنا بيت منكر ونكير فأكثر قول الشهادتين
....
أنشروها فقد تكون سببا في احياء قلوبا ميتا او دخولي واياكم الجنة بإذن الله تعالى ......
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض
(ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
...............
لاتنسونا من صالح دعائكم
اتمنى الخير للجميع اخوكم أبو آيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته