وربما دلت على إدراك ما فات لتكرر حروفها، وتدل على السعي في الزواج.
وربما دلت على الهدى بعد الضلالة، فإن كتبت في المنام بخط جميل نال مشاهدها رزقاً وحظا في صناعته أو علمه، وإن كتبها ميت فهي رحمة من الله تعالى.
وربما دلت كتابتها على الربح في الزرع، وإن محاها بعد كتابتها واختطفها طائر دل على نفاد عمر الرائي وفراغ رزقه، وعلى هذا يقاس من كتب على يديه شيء من القرآن الكريم أو غيره،
فقد قيل إن الحسن بن علي رضي الله عنه رأى في المنام مكتوباً على جبينه: \" والضحى، والليل إذا سجى \". فرفع ذلك إلى سعيد بن المسيب، فقال: يا إبن رسول الله، أوص واستغفر، ففارق الدنيا بعد ليلة، فإن قرأ البسملة في الصلاة، وكان مذهبه ترك البسملة في الصلاة، فبسملته في ذلك دليل على ارتكاب دين لم يحتج إليه.
وربما دل على الميل إلى الأب دون الأم، والأم دون الأب، أو يفضل سنة على فرض أو نفلاً على سنة أو بدعة على مستحب، ويعتبر ما كتبت به في المنام، فإن كانت مكتوبة بالذهب دلت على الرزق والاهتمام بالطاعات أو إصلاح السراء.
وربما دلت على الذكر الجميل والعقبى الحسنة، واعتبر ما كتبت به من الأقلام، فخط الطومار مال طائر، وخط المحقق تحقيق لما يرجوه، وخط المنسوب أحوال متناسبة، وخط النسخ عزل، والخط الوحشي يتضمن شيئاً طائلا، وخط الأشعار يدل على الغفلة والهيام، وخط الريحاني رياء، وخط الغباري مرض في العين،
واعتبر ما كتبت عليه من غير ذلك، فكتابتها بخط التوقيع عز ونصر وكتابتها بخط الوراقة محاكمات، فإن لم يتضح من كتابتها شيء، فهو دليل على التلون في المذهب، أو المعتقد. وأما ما كتبت به من الأقلام الغريبة كالعبراني والسرياني والهندي وما أشبه ذلك فإنه دليل على الدنانير الغريبة والأزواج، والجواري، أو العبيد، أو الألفة مع الغرباء، فإن كتبها بقلم حديد دل على القوة والرزق والثبات في الأمور، وإن كتبها بقلم من فضة، فإن كان كالقلم المعتاد دل على توسط الأحوال، خاصة إن كتبها بقلم ملتو أو ذي عقد، وإن كان القلم مستقيماً حسناً دل على المنصب الجليل، أو العلم والعمل لمن فعله في المنام،
فإن كتبها في كاغد ربما فعل فعلاً حسناً أو اتبع واجباً، وإن كتبها في رق سعى في طلب ميراث، وإن كان في منسوج أحمر أو أصفر أو أبيض نال فرحاً وسروراً، وإن كان في منسوج أخضر نال شهادة عند الله تعالى، وكتابتها بالنور، أو الذهب بشارة، ورؤية النقط والشكل في البسملة في المنام،
فإن دلت البسملة على الزوجة فنقطها وشكلها مالها وجهازها وأولادها وعصمتها، وإن دلت على المال كان ذلك زكاته المفيدة، وإن دلت على الصلاة كان ذلك سننها،
وإن دلت على البلد كان ذلك أهلها وأعيانها من العلماء والفضلاء وأرباب الصنائع من الرعية والمتاجر الرابحة، واعتبرت علامات الإعراب، ورؤيتها في المنام، فعلامة النصب منصب، وعلامة الخفض عزل، وعلامة الرفع علو أو موت أو فراغ عمل، وعلامة الوصل صلة، وعلامة الجزم جزم في الأمور، وعلامة التشديد ضيق في الأمور وعسر، فما دخل على البسملة من هذه العلامات نسبته إلى دين الرائي أو دنياه، وكذلك إن نقص.
وإن رأى البسملة معكوسة الترتيب، كمن يجعل الرحيم تعالى مكان بسم، أو يقدم اسم الجلالة على بسم، ففعل ذلك في المنام دليل على الارتداد عن الدين، أو المذهب، أو أنه يفضل الإماء على الحرائر، أو أنه يضع المعروف في غير أهله، فإن كتبها غيره ومحاها هو بنفسه دل ذلك على نقض العهد، والارتداد عن الإسلام، أو أنه يبخل بما عنده من علم ومال، وإن كان الرائي فعل ذلك في المنام وهو مريض فإنه يشفى، وإن كان عاصياً فينه يتوب. وربما تزوج ورزق أولاداً صالحين أو ربح من التجارة.
ومن رأى: أنه قرأ في منامه بسم الله الرحمن الرحيم، فإن الله تعالى يطرح البركة في ماله.
والله تعالى أعلم