إنها حكمة القدر!

إنها حكمة القدر!

فادي شامية

في الوقت الذي كان فيه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش يخاطب العالم كأنه سيده والمتصرف فيه، في الأول من شهر شباط 2003، وقع حادث خطير للغاية تمثل بتفكك مفاجىء، وتحطم أقدم مكوك فضاء أميركي أثناء رحلة العودة إلى الأرض، ما أدى إلى وفاة رواده السبعة، وضياع جميع المعلومات التي كان من المفترض أن يجلبها المكوك معه.

مهمة كولومبيا كانت تتعلق بالأقمار التجسسية حول العراق، وقد جاء سقوطها في وقت كانت تستعد فيه الإدارة الأميركية لشن عدوانها على هذا البلد، أما روادها السبعة فقد كان من بينهم أول رائد فضاء إسرائيلي، برتبة عقيد، هو ابن أحد الناجين من "الهولوكست"، وأحد المشاركين في حرب العام 1973، والعام 1982 على لبنان، وهو قائد العملية الجوية لتدمير مفاعل تموز العراقي عام 1981. المفارقة الأغرب في ذلك أن المكوك سقط فوق منطقة قريبة من دالاس في تكساس إسمها؛ فلسطين!.

منذ أيام، وبعد ست سنوات ونصف، على وفاة إيلان رامون، رائد الفضاء الإسرائيلي في المكوك كولومبيا، لقي نجله الطيار آساف رامون حتفه في تحطم طائرته من طراز F-16، جنوب الخليل، بعد حصول خلل مفاجىء فيها. إنها حكمة القدر، جلبت رائد الفضاء من خارج الأرض إلى مكان صغير فيه في الولايات المتحدة اسمه فلسطين، فأردته هناك، ثم ألحقت نجله به بعد نحو ست سنوات، فأردته في مكان آخر، اسمه فلسطين أيضاً!.