حادثتا مجدل عنجر وجبل محسن: وجهان لفتنة واحدة!

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
حادثتا مجدل عنجر وجبل محسن: وجهان لفتنة واحدة!

   الكاتب :

 

 الزوار : 2769   الإضافة : 2010-02-07

 

لا تحتاج الخلافات والانقسامات السياسية إلى جهد كبير لاكتشافها، لكن ما هو بحاجة إلى عناية خاصة لاكتشافه، أولئك الطفيليون الذين يعيشون تحت غطاء انقسامات "الكبار"، فيسعّرون نار الفتن لأهداف شخصية،

حادثتا مجدل عنجر وجبل محسن: وجهان لفتنة واحدة!

الاحد 7 شباط 2010

فادي شامية

لا تحتاج الخلافات والانقسامات السياسية إلى جهد كبير لاكتشافها، لكن ما هو بحاجة إلى عناية خاصة لاكتشافه، أولئك الطفيليون الذين يعيشون تحت غطاء انقسامات "الكبار"، فيسعّرون نار الفتن لأهداف شخصية، ومصالح ضيقة. ولعل الوقائع القضائية قد أفرزت لنا مؤخراً مثلين بارزين ومتقابلين؛ الأول في بلدة مجدل عنجر، والثاني في جبل محسن.


في مجدل عنجر مثّل "الشيخ" محمد المجذوب على أهل بلدته، وعموم اللبنانيين، تمثيلية وهمية لاختطاف سياسي مزعوم، فيما الدوافع من وراء "التمثيلية" مالية و"زعامية" (من طلب الزعامة). وقد قضت التمثيلية بأن يترك المجذوب سيارته لتبدو وكأنها شهدت عملية خطف، ويذهب إلى منزل صديقه في بلدة لالا (كمال حندوس)، ويحلق رأسه ولحيته، ثم يرمي نفسه، وهو مكبل اليدين، في أحد سهول بلدته، قبيل صلاة الجمعة 29/1/2010، ليبدو وكأنه قد تعرض للضرب والتعذيب من قبل فريق سياسي ومذهبي آخر، على خلفية مواقفه في السابع من أيار!.


لم تطل التمثيلية كثيراً، فقد كان المجذوب مُخرجاً فاشلاً، وتمكنت "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي بسرعة من تتبع الاتصالات الهاتفية، واكتشاف مكان تواجده، واعتقاله وصديقه متلبسين، ومن ثم اعترافه بفعلته الشنيعة وإحالته إلى النيابة العامة، بعدما ورّط شريحة من الناس بمواقف كادت أن تولد فتنة كبيرة، لولا حكمة العقلاء.


وبالانتقال إلى الشمال، فقد عثر مواطنون في جبل محسن صباح السبت 30/1/ 2010، عن طريق الصدفة، على عبوة جاهزة للتفجير، فأبلغوا الجيش اللبناني المنتشر في هذه المنطقة الحساسة. ومن حسن حظ الناس، وسوء أفعال المجرمين، فقد وُضعت العبوة قرب مكان قريب من كاميرا مراقبة خاصة، الأمر الذي قاد للتعرف على الفاعل.
ولم يمض الليل حتى كانت مخابرات الجيش تلقي القبض على المدعو خضر علي فارس (14 سنة) ليتبين نتيجة التحقيق معه أنه يعمل لحساب "الحزب العربي الديمقراطي"، ومن خلال مجموعة يشغّلها مسؤول منطقة الأميركان في الحزب المذكور أحمد حامات، وبمساعدة والده سليمان، وأن حامات كان يدفع للفتى ورفاقه مبلغ 250.000 ليرة عن كل عبوة يزرعونها، ليبدو أن المستهدف هم العلويون، وأن حرباً مشنونة على رفعت عيد وحزبه، من دون الأخذ بالاعتبار، أرواح الناس الأبرياء التي قد تُزهق، ولا الفتنة التي يولدها مثل هذا العمل. (ادعى عليهم القاضي صقر صقر بجرم "إقدامهم في منطقة جبل محسن على وضع قنبلة قرب أحد المنازل بهدف زرع الرعب بين الناس والقيام بأعمال إرهابية").


ولم تكن هذه هي التمثيلية الأولى التي تجري في المنطقة، ففي 13/8/2009 وقع انفجار في جبل محسن، أوقع ثلاثة جرحى هم؛ سالم حمودة، ومحمود الحسن، والقاصر علي زين العابدين، ليتبين بعد ذلك أن الجرحى هم أنفسهم المنفذون، وأنهم كانوا يحضّرون لوضع هذه العبوات في مكان ما لإشعال فتنة، وعلى هذا الأساس ُأُقفل محل الميكانيك حيث كان يجري تحضير العبوة، وُأُحيل الثلاثة إلى النيابة العامة العسكرية!.


في حادثتي مجدل عنجر وجبل محسن ثمة نـَفَس خبيث يسعى لإيقاع فتنة بين المسلمين، لأهداف ضيقة ورخيصة، ومن دون أدنى اعتبار لأرواح الناس. وإذا كان الله قد وقى اللبنانيين شر الفتنة في الحالتين المذكورتين، فإن ذلك لا يعني أن المخاطر لن تكون قائمة في المستقبل، خصوصاً أن ثمة من يستفيد في تسعير أوار الفتن.


الاستنتاج الأهم في هاتين الحادثتين يتمثل بضرورة التروي، وعدم إطلاق الاتهامات جزافاً، قبل أن تظهر حقائق الأمور، فرُبّ من يصوّر نفسه ضحية، فيجر البلاد والعباد إلى ما لا تـُحمد عقباه.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


6 + 6 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع