تقرير عن خريطة الحركات الاسلامية المسلحة في عين الحلوة

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
تقرير عن خريطة الحركات الاسلامية المسلحة في عين الحلوة

   الكاتب :

 

 الزوار : 3504   الإضافة : 2010-02-26

 

فتح الاشتباك الأخير في عين الحلوة مجالاً للنقاش، حول شعبية ونفوذ الحركات الإسلامية المسلّحة في أكبر المخيمات الفلسطينية، وما إذا كانت قادرة فعلياً على السيطرة على المخيم المذكور، وكسر توازن الرعب الذي قام مؤخراً بينها وبين حركة <فتح>.

تقرير عن خريطة الحركات الاسلامية المسلحة في عين الحلوة
عصبة الانصار الاكبر والاقوى ·· وحماس تنافس فتح بقوة على القرار


فادي شامية
فتح الاشتباك الأخير في عين الحلوة مجالاً للنقاش، حول شعبية ونفوذ الحركات الإسلامية المسلّحة في أكبر المخيمات الفلسطينية، وما إذا كانت قادرة فعلياً على السيطرة على المخيم المذكور، وكسر توازن الرعب الذي قام مؤخراً بينها وبين حركة <فتح>.
التقرير التالي يلقي الضوء على أهم الحركات الإسلامية المسلحة في عين الحلوة، مع الإشارة إلى أن هذه القوى لا تشكّل جسماً واحداً، وأنها متباينة الرؤى والمشارب.

1- الحركة الإسلامية المجاهدة:
هي أقدم الحركات الإسلامية المسلحة في عين الحلوة· تأسست عام 1975، تحت شعار تحرير فلسطين من منطلق إسلامي، وقد برز في الحركة خلال تلك الفترة كل من الشيخ إبراهيم غنيم، والشيخ جمال خطاب، والأخير يتولى حالياً قيادة الحركة، وهو داعية إسلامي معروف، بدأ عمله قبل عقدين تقريباً، ومواقفه أقرب إلى الاعتدال الإسلامي، ونهجه يركز على العمل الدعوي والإعلامي، لذا فهو يحظى باحترام جميع الحركات الإسلامية وغير الإسلامية في المخيم. ويتبع لـ <الحركة الإسلامية المجاهدة>، مجموعة عسكرية (نحو100-150عنصراً)، ولا يُعرف عنها القيام بنشاطات مسلحة خارجه.
لعبت الحركة دوراً فاعلاًً في مقاومة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومع انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وإعادة انتشار الجيش اللبناني في العام 1991 حافظت الحركة على وجودها المسلح، لكنها توجّهت أكثر نحو العمل الدعوي، وحققت انتشاراً في عدد من المخيمات الأخرى.

2- أنصار الله:
تأسس تنظيم <أنصار الله> عام 1989، على يد جمال سليمان، وهو ضابط فلسطيني منشق عن حركة <فتح>، على خلفية وقوف <فتح> إلى جانب حركة <أمل> في صراعها المسلح ضد <حزب الله> في معارك إقليم التفاح في ذلك الوقت. وعقب الانشقاق قامت حركة <فتح> بشن هجوم على مجموعة جمال سليمان في منطقة جبل الحليب داخل مخيم عين الحلوة، وانتهت المعركة بخروج سليمان من المخيم، ليعود بعد حين مع عدد من عناصره مدعوماً من <حزب الله>.
يتبنى تنظيم <أنصار الله> طروحات <حزب الله> السياسية، حيث يعتبر امتداداً له في الوسط الفلسطيني. ويعتبر عديدون أن <أنصار الله> حالياً هو <حزب الله> الفلسطيني. ثمة مظاهر كثيرة لذلك، من بينها إحياء <يوم القدس> الذي أعلنه الإمام الخميني، حيث يُنظَّم عرض عسكري يجوب شوارع المخيم، وتُرفع خلاله شعارات وصور قادة الثورة في إيران، وأمين عام <حزب الله>. ويضم التنظيم حالياً قرابة 100-200 مسلح، يتلقون تمويلهم من <حزب الله>·
لم يتورط تنظيم <أنصار الله> بالاقتتال الداخلي، أو بأيٍ من الأعمال الإرهابية التي تورّط بها غيره، لكنه أبدى تعاطفاً مع المقاومة العراقية، وقد نعى أواخر العام 2003 كُلاً من حسن سليمان ومحمد زيدان، وهما من عناصر التنظيم، والأول هو نجل جمال سليمان، زعيم التنظيم، مع التأكيد على أن الشابين ذهبا إلى العراق بقرار شخصي منهما.
في العام 2004 اتُهم التنظيم بأنه نصب صواريخ لقصف تلفزيون المستقبل، وذلك بناءً على بيان منسوب إلى <أنصار الله> وصل إلى الصحافة، لكن التنظيم أكد في بيان لاحق أن لا صلة له بالموضوع!.
يقول المسؤول العسكري في التنظيم ماهر عويد لصحيفة النهار في 28/10/2007: <الحركة جهادية وتتعاطى مع كل حركة جهادية في لبنان وخارجه··· النشاط داخل المخيم هو نشاط سياسي وعسكري وتربوي واجتماعي··· وقد كان لنا دور كبير عند وقوع الخلاف بين <جند الشام> والجيش حيث جهّزنا حوالى 50 مقاتلاً··· كل التمويل والغطاء الأمني والسياسي من حزب الله على راس السطح، ولا نخجل بذلك. حزب الله يساعدنا لأننا أخذنا قراراً جهادياً في العامين 1989 و1990 والعلاقة بيننا وبين الحزب تعود الى 17 عاماً>.

3- عصبة الأنصار
تعتبر <عصبة الأنصار> اليوم أكبر جماعة إسلامية سنية مسلحة، ليس في عين الحلوة فقط، وإنما في لبنان بأسره.
تأسست العصبة عام 1986 على يد هشام الشريدي، الملقب بأبي عبد الله، وهو قيادي سابق في حركة <فتح>، وقد أظهر أواسط الثمانينيات نزعة إسلامية، فاتخذ من أحد مساجد مخيم عين الحلوة مركزاً لدعوته.
في خريف العام 1991 اغتالت حركة <فتح> مؤسس العصبة هشام الشريدي، فانتُخب عبد الكريم السعدي، <أبو محجن>، قائداً للعصبة، الأمر الذي لم يرُق لنجل هشام الشريدي، عبد الله، فانشق وأسس <عصبة النور>، وقد بقيت العلاقات بين الطرفين جيدة رغم الإحراج الذي كان يسببه الشريدي لـ <عصبة الأنصار>، خصوصاً بعد إقدامه على تصفية عدد من مسؤولي <فتح>، وقد كان أهمهم العميد أمين كايد، المتهم باغتيال هشام الشريدي، والد عبد لله الشريدي.
شهرة العصبة تحققت بعد إقدامها، بالتعاون مع إسلاميين لبنانيين، على اغتيال الشيخ نزار الحلبي، رئيس <جمعية المشاريع الاسلامية> (الأحباش)، وقد استطاعت الدولة اللبنانية توقيف منفّذي عملية الاغتيال وإعدامهم، فيما تعذّر عليها ذلك بخصوص أبي محجن لوجوده داخل المخيم، خصوصاً أن الأخير اختفى عن الأنظار منذ ذلك الحين، ويقال إنه يقود العصبة حالياً من مكان سري، ويقول آخرون إنه بات خارج لبنان. وتتهم بعض الجهات اللبنانية <عصبة الأنصار> بالوقوف وراء عملية اغتيال أربعة قضاة في صيدا عام 1999 تحت قوس المحكمة، لكن العصبة تنفي ذلك.
في 3/1/ 2000 قام أحد ناشطي العصبة بهجوم مسلح على السفارة الروسية في بيروت، احتجاجاً على أحداث الشيشان، وقد نجحت القوى العسكرية والأمنية اللبنانية في قتله. وفي العام 2001 أعلن وزير الإعلام الأردني آنذاك، صالح قلاّب، أن قوات الأمن الأردنية، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، أحبطت هجوماً على السفارات الأردنية والأميركية والبريطانية في لبنان من قبل منتسبين لـ <عصبة الأنصار>، وقد نفت العصبة علاقتها بالموضوع.
وفي شهر كانون الثاني من العام 2006 أوقفت السلطات اللبنانية أربعة فلسطينيين، بعد محاولتهم مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بمركب محمّل بالأسلحة والذخائر، وقد قال مصدر أمني لبناني حينها إن الموقوفين ينتمون إلى <عصبة الأنصار> وإنهم كانوا ينوون تنفيذ عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية من خلال البحر.
وتذيع <عصبة الأنصار> من حين لآخر، عبر مكبرات الصوت داخل مخيم عين الحلوة، بيانات نعي لعناصرها الذين يقاتلون في العراق، وتتقبل <التعازي والتبريكات باستشهادهم>. ومن أبرز أولئك المقاتلين: محمد أحمد الكردي <أبو محمود>، ونضال حسين مصطفى <أبو حذيفة>، وأحمد ياسين <أبو هارون المقدسي>، وأحمد علي عوض <أبوسمرا>، وسمير حسنين <أبوحمزة>، وعمر ديب السعيد، وعماد الحايك، ونضال المصطفى، وغيرهم· وكانت <عصبة الأنصار> قد رثت أبا مصعب الزرقاوي بعد مقتله في العراق، علناً، وبايعت <على مواصلة الجهاد حتى تحرير العراق من الصليبيين>.
يتولى قيادة <عصبة الأنصار> حالياً ثلاثة أشخاص، هم: وفيق عقل <أبو شريف،> وأبو عبيدة، وأبو طارق، والأخير أبرزهم من حيث كونه أحد أشقاء أبو محجن الخمسة· وتعتبر <عصبة الأنصار> قوة عسكرية يحسب لها حساب في عين الحلوة، إذ تضم نحو ألف مسلح، وعدد غير محدد من الأنصار، مع قدرات قتالية عالية· وتدرج وزارة الخارجية الأميركية <عصبة الأنصار> على قائمة الجماعات الإرهابية اعتباراً من العام 2001.
في الأعوام الأخيرة تحوّلت <عصبة الأنصار> إلى قوة مسيطرة ومتعايشة مع الواقع المتعدد الذي يحكم الجميع في المخيم· ولعل هذا الوضع الجديد أسهم في <اعتدال> العصبة وانضباطها ? مقارنة عما كانت عليه في أيامها الأولى-، كما سهّل انتشار الجيش اللبناني في منطقة التعمير الملاصقة للمخيم عام 2007، ومنع <جند الشام> من فتح جبهة جديدة في صيدا لمناصرة <فتح الإسلام> أثناء معارك نهر البارد عام 2008، من ثم إعلان حل تنظيم <جند الشام> ووضع ما تبقّى من عناصره تحت وصاية <عصبة الأنصار> في المخيم· كما قامت <عصبة الأنصار> برفع الغطاء عن بعض من تورط بعمليات أمنية ضد الجيش اللبناني، وتالياً تسليمهم.


4- المجموعات المتفرقة الأخرى:
إلى جانب: <الحركة الإسلامية المجاهدة> و<أنصار الله> و<عصبة الأنصار>، ثمة مجموعات مسلحة صغيرة، أغلبها انتهى وجوده التنظيمي، وقد التحقت معظم عناصر هذه المجموعات بـ <عصبة الأنصار> أو باتوا تحت وصايتها.
أ- عصبة النور: هي مجموعة منشقة عن <عصبة الأنصار> اعتباراً من العام 1991 بقيادة عبد الله نجل هشام الشريدي، مؤسس <عصبة الأنصار>. دخلت <عصبة النور> في عدة مواجهات بينها وبين حركة <فتح>، لا سيما بعد تصفية عبد الله الشريدي للمتهم بقتل والده، العميد أمين كايد.
في 11/7/2002، وعلى إثر تسليم <عصبة الأنصار> لبديع حمادة <أبو عبيدة>، بعد قيامه بقتل ثلاثة عناصر من مخابرات الجيش في صيدا، شهد مخيم عين الحلوة مجموعة من البيانات التي تحمل على <عصبة الأنصار> وتحذّرها من تسليم المزيد من المطلوبين الموجودين في المخيم تحت طائلة تحويل عين الحلوة ولبنان إلى <بركة من الدماء>.
في خريف العام 2003 قامت مجموعة مسلحة من حركة <فتح> بتصفية عبد الله شريدي، الذي لم يمت للتو، ولكنه مات بعد حوالى شهرين.
وبموته انتهى عملياً تنظيم <عصبة النور>، حيث انضم أكثر عناصر هذه العصبة إلى <عصبة الأنصار>.

ب- مجموعة الضنية: هي مجموعة صغيرة من اللبنانيين الفارين من معارك جرود الضنية مع الجيش اللبناني مطلع العام 2000، أو المفرج عنهم بعد ذلك.
انتسب معظم هؤلاء إلى تنظيم <جند الشام>، وعند حل هذا التنظيم تفرّق عناصره، وباتوا تحت وصاية <عصبة الأنصار>.
ت- جند الشام: نشأ التنظيم في العام 2004 في مخيم عين الحلوة، على يد الفلسطينيين: أبي يوسف شرقية، وأسامة الشهابي، وعماد ياسين. وقد اختير الأول أميراً، لكنه واجه صعوبات في ضبط التنظيم، ما دفعه لإعلان تخليه عن الإمارة ببيان مقتضب وُزع في مخيم عين الحلوة في 6-10-2004، ومنذ ذلك الحين يمكن القول إن هذا التنظيم، الذي ضم بضعة عشرات من المسلحين، قد انهار، وتفرّق عناصره إلى عدة مجموعات صغيرة، عاد أكثرهم إلى <عصبة الأنصار>· وكان اسم التنظيم قد استُغل في أكثر من مناسبة، أبرزها محاولة نسبة اغتيال القيادي في <حزب الله> غالب عوالي إليه، في تموز من العام 2004.
وعلى رغم انهياره تنظيمياً فقد قامت عناصر من هذا التنظيم بفتح عدة معارك مع الجيش اللبناني في منطقة التعمير، ومع حركة <فتح> داخل مخيم عين الحلوة، وكانت <عصبة الأنصار> تلزم الحياد في معظم الأحوال، لكنها بالمقابل كانت تحول دون القضاء على عناصر جند الشام، لاعتبارات خاصة بعصبة الانصار، تتعدى حق النصرة إلى الخوف من استفراد المجموعات الإسلامية، وصولاً إلى العصبة نفسها.
آخر معارك <جند الشام> كانت المعركة التي خاضتها ضد الجيش اللبناني، في 18/6/2007 للتخفيف عن <فتح-الإسلام> التي كانت تخوض معارك شرسة ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد في الشمال، الأمر الذي دفع <عصبة الأنصار> وعدداً من القوى الإسلامية، وفصائل منظمة التحرير، لتشكيل قوة فصل والإعلان عن حل مجموعات <جند الشام> نهائياً ووضع قياداتهم تحت الإقامة الجبرية بعهدة <عصبة الأنصار>. وقد أعلن الناطق الرسمي باسم عصبة الأنصار <أبو شريف> أن الجماعة قررت <حل نفسها> وأن 23 من عناصرها انضموا إلى <عصبة الأنصار> فيما وضع الباقون سلاحهم تحت إمرة الفصائل الإسلامية في المخيم·

ث- فتح الإسلام: ظهر تنظيم <فتح- الإسلام> للعلن في 24/10/2006 إثر اشتباك في مخيم البداوي، مع عناصر من اللجنة الأمنية في المخيم المذكور، وقد انتقل عناصر <فتح الإسلام> بعد هذا الاشتباك إلى مخيم نهر البارد، وهناك نما التنظيم بشكل غير طبيعي، وتورّط بمشروع خطير، أدى إلى اصطدامه مع الأجهزة الأمنية للدولة اللبنانية، اعتباراً من 20/5/2007، وقد كانت حصيلة المواجهة تصفية التنظيم وتدمير مخيم نهر البارد. وقد شهدت نهاية هذه المواجهة عملية فرار لعدد من عناصر <فتح الإسلام> فجر 2/9/2007، تمكّن بعضهم من الوصول إلى مخيم عين الحلوة· ويقال اليوم إن هذه المجموعة تأتمر بأوامر عبد الرحمن عوض، خليفة شاكر العبسي، مؤسس التنظيم. وما يزال عبد الرحمن عوض متوارياً عن الأنظار، فيما لا يُعرف على وجه اليقين إن كان يوجد راهناً، مجموعة ترتبط بهذا الرجل في المخيم أم لا.

أما حركتا <حماس> و<الجهاد الإسلامي> فهما حركتان سياسيتان في الوسط الفلسطيني بالأساس، ولا ذراعاً مسلحاً لهما، وفق ما هو معلن، غير أن وجود السلاح الفردي مع عناصر هاتين الحركتين، لا سيما في المخيمات، أمر شبه مؤكد. وتنافس حركة <حماس> بقوة اليوم حركة <فتح> في الحضور الشعبي والسياسي في معظم المخيمات الفلسطينية، وخارجها.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


9 + 6 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع