أجواء حذر في الجنوب

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  أجواء حذر في الجنوب     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2028 |  الإضافة : 2010-03-12

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



ثمة ثقة عالية، في غالبية قرى الجنوب، بكلام السيد حسن نصر الله. الناس يتحدثون عن معادلة توازن الرعب التي رسمها خطاب نصر الله في ذكرى الشهداء القادة. لكن بالوقت عينه لا قناعة بأن احتمالات الحرب قد تراجعت بعد هذا الخطاب؛

انطباعات ميدانية بعد جولة جنوبية عن التخوف من الحرب والتحسب لها:
ثقة عالية بمعادلة توازن الرعب وشكوك من تزايد الاشكالات مع <اليونيفل>

اشكال بنت جبيل في 23 كانون الثاني

فادي شامية الجمعة,12 آذار 2010 الموافق 26 ربيع الاول 1431 هـ

لا طاولة الحوار، ولا التعيينات الإدارية، ولا الموازنة، ولا الانتخابات البلدية تشغل بال الجنوبيين. وحدها احتمالات الحرب ما تزال موضوعاً وحيداً يثير اهتمامهم.

أجواء حذر

التجوّل في قرى وبلدات الجنوب والتحدّث مع الناس يعطي انطباعين مختلفين:

  1. عنفوان وعزم على مواجهة العدو الإسرائيلي في حال اعتدائه.
  2. تخوّف من الحرب وتحسّب لها.


ثمة ثقة عالية، في غالبية قرى الجنوب، بكلام السيد حسن نصر الله. الناس يتحدثون عن معادلة توازن الرعب التي رسمها خطاب نصر الله في ذكرى الشهداء القادة. لكن بالوقت عينه لا قناعة بأن احتمالات الحرب قد تراجعت بعد هذا الخطاب؛ انطلاقاً من إيمان الأهلين بأن "إسرائيل" دولة عدوانية، وبأنها ستعتدي في أي وقت ترى فيه أن الظرف ملائم لها، لكنها هذه المرة ستفكر أكثر، وستدرس بجدية كبيرة القدرات المتعاظمة لـ "المقاومة". وما يؤكد هذه القناعة لدى الجنوبيين عدة مؤشرات:

  1. عودة التهديدات الإسرائيلية، بل ازدياد وتيرتها، رغم ما قيل سابقاً عن تراجعها، بعد خطاب نصر الله في 15 شباط الماضي.
  2. ما يتحدّث عنه كوادر "حزب الله" في الجنوب، من ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة أي عدوان محتمل، فضلاً عن التزام منتسبي "حزب الله" بإجراءات وتوجيهات خلافاً للمعتاد. ( وكانت صحفية الشرق الأوسط تحدثت في 22/1 الماضي عن استنفار شامل قام به "حزب الله" في الجنوب تحسباً لأي طارىء).
  3. النشاط المتزايد لـ "حزب الله" في الجنوب في المناطق المفتوحة (ما يسميه العدو "المحميات الطبيعية" التي عاد إليها الحزب – وفق تقرير نشرته هآرتس مؤخراً) أو المناطق المأهولة (وهي الأصعب لأنها تثير اعتراض جانب من السكان لاعتبارات ذات صلة بالسلامة).
  4. ما نقلته شبكات العملاء المكتشفة من معلومات غير بسيطة للعدو، عن نشاط "حزب الله" الأمني والعسكري، بعد حرب تموز، واقتراب بعضهم من شخصيات حساسة في "حزب الله". (آخر العملاء أوقفته "شعبة" المعلومات في بلدة الخيام قبل أيام، ولا يخفي الجنوبيون دهشتهم من عدد العملاء وحجم نشاطهم).
  5. ما يجري على الطرف الآخر من الحدود، ولا سيما التقارير التي تحدثت الشهر الماضي عن انتقال مئات الأسر اليهودية من المناطق القريبة من حدود لبنان إلى داخل فلسطين المحتلة، والتقرير الألماني الذي تحدث عن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال الجنوب اللبناني (صحيفة الوطن السورية في 10/2/2010).
  6. تصاعد التوتر المتعلق بالملف النووي الإيراني، وإعلان الرئيس أحمدي نجاد نفسه أن "إسرائيل تعد لحرب في الربيع أو الصيف"، وانتقاله المفاجىء إلى دمشق للاجتماع بالرئيس السوري وأمين عام "حزب الله"، رداً على تصاعد التهديدات الإسرائيلية تجاه إيران ولبنان.


أجواء الحذر هذه انعكست على حياة السكان، ترقباً مما هو آتٍ، وحركة ملحوظة في تموين المواد الغذائية، وتراجعاً في حركة الإعمار سيما أن غالبية الناس تفضّل التريث في إقامة المشاريع التجارية أو السكنية.

... وتحرّكات اليونيفيل

يتزامن هذا الواقع مع تزايد في الإشكالات مع قوات اليونيفيل، بدعوى أنها تتعدى صلاحياتها، وذلك كلما اقتربت من الأماكن الآهلة، بحثاً عن سلاح أو نشاط عسكري. ويربط بعض الأهالي – عن حق أو غير حق- بين عمل اليونيفيل وبين المعلومات التي تصل للعدو من جنوب لبنان، وعلى هذا الأساس يتصّدون لها –بتحريض من "حزب الله" وبتدخّل منه في أكثر الأحيان-. وقد شهدت الفترة الأخيرة عدة إشكالات في هذا الإطار، أهمها:

- إشكال في بلدة فرون (قضاء بنت جبيل) بتاريخ 22 كانون ثاني الماضي، وذلك على أثر قيام دورية تابعة للوحدة الإيطالية في اليونيفيل بتصوير إحدى العبّارات في بلدة فرون، في قضاء بنت جبيل، حيث تجمع حولها عدد من الشبان من أهالي البلدة، بينهم عناصر من "حزب الله" وطالبوهم بعدم التصوير وتسليمهم فيلم الكاميرا، ولم ينته الإشكال إلا بعد حضور دورية من مخابرات الجيش لتسلم الفيلم من الوحدة الإيطالية.

- إشكـال فـي مدينة بنـت جبيـل (محلة خلّة المشتى) بتاريخ 23 كانون ثاني الماضي بيـن الأهالـي وجنـود فرنسييـن على خلفية قيام الجنود بتصوير أماكن عبر أجهزة GPS، ما أثار عدداً من الشبان، الذين اشتبكوا بالأيدي مع الجنود وسط إطلاق نار في الهواء من اليونيفيل، ولم ينته الإشكال إلا بعد تدخل الجيش ووحدة إيطالية، وتسلّم الشبان لدفتر تحديد الأماكن الذي كان بحوزة الجنود الفرنسيين وإحراقه أمام أعين القوات الفرنسية. (صورتان عن الإشكال والدفتر المحروق).

- إشكال في بلدة الصوانة ( قضاء مرجعيون) بتاريخ 4 آذار الجاري، وذلك على أثر قيام دورية تابعة للوحدة الفرنسية في اليونيفيل، بالتنسيق مع الجيش اللبناني ورئيس البلدية أحمد مزنر، بالدخول إلى بلدة الصوانة على أثر سماع إطلاق نار، فاعترض عملها عدد من الأهالي طالبين منها مغادرة البلدة، وقد رشقوها بالحجارة، ما أصاب ثلاثة جنود بجروح طفيفة.

- إشكال ثانٍ في مدينة بنت جبيل (محلة شلعبون) بتاريخ 4 آذار الجاري أيضاً بين الوحدة الإيطالية وعدد من السكان، أثناء تصوير الوحدة المذكورة لعدد من الأماكن عبر جهاز " GPS"، ما حدا بالسكان للاعتراض، لكن الوحدة المذكورة تجاهلتهم وتوجهت فوراً إلى مركز الكتيبة الغانية في بلدة رميش الحدودية، فتبعتها مجموعة من السكان إلى هناك للمطالبة بتسلم الأجهزة وآلات التصوير التي كانت بحوزتها، ولم يمض وقت طويل حتى تدّخل الجيش واستلم الـ memory card الخاص بآلة التصوير. (صورتان عن جهاز تحديد المواقع والعبارة التي أثارت إشكالا).

في الجنوب يسهل اكتشاف تعود الأهالي العيش في أجواء الحذر والخطر، إذ لطالما كانت يوميات الجنوب على هذا النحو... بانتظار أن يحمل المستقبل ما هو أفضل.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


1 + 4 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع