الخطاب السياسي لرئيس التنظيم الشعبي الناصري

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  الخطاب السياسي لرئيس التنظيم الشعبي الناصري     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2364 |  الإضافة : 2010-05-20

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



السلبية المدعّمة بـ "الشعبوية" هي السمة الأبرز للأداء السياسي لـ"رئيس التنظيم الشعبي الناصري". وكما تسيطر هذه السمة على الخطاب السياسي والتنموي، وعلى التعاطي مع الآخر، تتجلى أيضاً في مفردات الحملات الانتخابية وأساليبها.

الخطاب السياسي لرئيس "التنظيم الشعبي الناصري" (2)

المؤشرات السلبية في الحملة الانتخابية لأسامة سعد!

فادي شامية

السلبية المدعّمة بـ "الشعبوية" هي السمة الأبرز للأداء السياسي لـ"رئيس التنظيم الشعبي الناصري". وكما تسيطر هذه السمة على الخطاب السياسي والتنموي، وعلى التعاطي مع الآخر، تتجلى أيضاً في مفردات الحملات الانتخابية وأساليبها. وهذا ما نجده واضحاً في الحملة الانتخابية الحالية للدكتور أسامة سعد في صيدا، من خلال ثلاثة مؤشرات سلبية، على الأقل.


1- اعتماد الشتائم
يحتد الخطاب السياسي خلال الحملات الانتخابية، وتشتد العبارات المستخدمة فيه، ويبحث كل فريق عن سقطات الفريق الآخر... وهذا كله "مقبول" في الانتخابات، ويدخل في إطار المنافسة واجتذاب الناخبين، لكن غير المقبول؛ هو اعتماد الشتائم في الخطاب السياسي، سواء في إطلاق التسميات على الآخر، أو في مخاطبته، وهذا ما يكثر راهناً في الخطاب السياسي للنائب السابق أسامة سعد، فهو مثلاً يصر على تسمية تيار "النائبة" بهية الحريري بـ "تيار الحاكم بماله"، بدلاً من "تيار المستقبل"، فيما يسمّي النائب الرئيس فؤاد السنيورة بـ نائب "الويك إند"، فضلاً عن كلام ونعوت أخرى لا يجمل نشرها.


هذا الخطاب استدعى رداً من عضو قيادة "تيار المستقبل" أحمد الحريري أول أمس، بعدما تجاوز الأمر حدود الصبر والتسامح، فوصف "سعادة النائب السابق أسامة سعد" بـ "عميد الشتّامين"، فكأن هذا الوصف غير المسبوق من "تيار المستقبل"- قد أصاب أسامة سعد -الذي درج على شتم خصومه- بصدمة سببّت هستيريا شتائمية، عبّرت عن نفسها ببيان مذيّل بتوقيع "أشبال التنظيم الشعبي الناصري". هذا البيان ليس إلا عينة من الخطاب "الراقي"، الذي يخاطب به أسامة سعد خصومه السياسيين، وأهله الصيداويين... ولو كان حُسن الخُلق يسمح بنشر المزيد من الخطابات، التي تصدر عنه وعن أشباله ومحازبيه، لكانت دهشة القراء أكبر.


وأغرب من ذلك كله، أن النائب السابق أسامة سعد قال بالأمس إن: "بياناتنا موضوعية، لا سباب ولا شتائم فيها، وهي تورد موقفنا وتنتقد سياسات الفريق الآخر على المستوى الوطني أو الاقتصادي أو حتى التنموي"، مضيفاً "خطابنا السياسي موضوعي، وليس غوغائياً، ولا نتعاطى بلغة الشتائم". والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كان كل ما سبق يعتبره أسامة سعد موضوعياً ولا شتائم فيه، فما هي الشتائم إذاً في قاموسه؟!


2- التخويف والتهويل
لعل المؤشر السلبي الثاني، والذي لا يقل أهمية عن لغة الشتائم،هو خطاب التهديد والوعيد، والتهويل والتخويف، الذي لا يعتمده عادة إلا فاقدو الأمل بتأييد الناس لهم. وفي الحقيقة فقد كثّف أسامة سعد من استخدام هذا الأسلوب منذ أن أصبحت الانتخابات أمراً واقعاً (كان قد دعا سابقاً إلى تأجيلها في تصريح شهير له من على منبر الرابية بعد زياته العماد ميشال عون)، وقد أخذ خطب التهديد هذا، بالتصاعد يوماً بعد يوم، ومن المرجح ارتفاع منسوبه أكثر، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي.


وبما أن التهديد، وأخذَ ما يعتبره سعد حقاً له، بالاعتماد على النفس، لا على القانون أو القوى الأمنية، خلافاً لمنطق الدولة، فقد ابتكر سعد نظرية "الديمقراطية الصدامية" لتغطية "عدم سكوته"، وتحت شعار: "ليجرّبونا"!.


وفي الوقت الذي كانت فيه النائب بهية الحريري، والمسؤول السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في الجنوب بسام حمود، كلاً منهما على حدة، يزور محافظ الجنوب، وقادة الأجهزة الأمنية لتأكيد الثقة بها، لطلب فرض الأمن على الجميع! كان سعد يحذّر وزارة الداخلية من أن مناصريه لن يسمحوا بما أسماه تغاضي الوزارة عن المحاسبة والمتابعة!
أما جديد الخطاب التهويلي، فهو البيان الأخير، الصادر عن مكتب النائب السابق أسامة سعد، الذي توعد فيه "كل الراشين والمرتشين" -قاصداً خصومه- مهدداً بالقول: "إن يدنا طويلة... وسننال منهم"!.


3- "الشعبوية" واتهام الخصوم
اتهام الآخرين أسلوب لا يمكن أن يغيب عن الخطاب السياسي لأسامة سعد في أي ظرف من الظروف، وفي الانتخابات يبدو الأمر أكثر إلحاحاً بالنسبة إليه، لأن من لا رصيد من الأعمال الإنمائية عنده، ليس بوسعه أن يخاطب الناس إلا بالتشكيك واتهام الآخرين.


عموماً، وبغض النظر عن صحة ما يتهم به سعد الآخرين -وهو أكثر من أن يُعالج في هذه العجالة-، إلا أن اللافت في معرض الانتخابات البلدية في صيدا؛ إطلاق شعارات لا علاقة للبلدية بها، وهي تتجاوز حقيقة أن البلدية كانت بيد سعد طيلة ست سنوات. وقد وصل الأمر حد الغرابة مع تصريح الناطق باسم اللائحة التي يدعمها سعد عندما قال: "إن البلدية كانت بعهدة هذا الفريق منذ 25 سنة أو أكثر، إلا أنهم في كل مناسبة انتخابية يستخدمون موضوع مكب النفايات للترويج لأنفسهم" مع العلم أن تيار سعد كان قد ربح الانتخابات في العام 2004 بالاستناد إلى وجود مشكلة مكب النفايات، وبناءً على وعد واضح بإزالة المكب من الوجود خلال سنتين، فكان أن مضت ست سنوات دون أن تحل هذه المشكلة!.


ثم عندما يتحدث أسامة سعد عن الدين العام، ومشاكل الماء والكهرباء، والفقر وهجرة الشباب... وغير ذلك من مشاكل يعاني منها البلد عموماً وليس مدينة صيدا فقط، فماذا يقول عملياً للناخب؟! يقول: إن فازت اللائحة التي أدعمها في صيدا، ستحل مشاكل الدين العام والكهرباء والماء وتتوقف الهجرة...هل يمكن لعاقل أن يستوعب هذا الكلام؟!. هذا مع الإشارة إلى أن الوزارات الخدمية المعنية بهذه المشاكل، وعلى رأسها وزارة الطاقة، هي تاريخياً مع حلفاء سعد، وهي كذلك إلى اليوم!.


أما على صعيد التوافق، الذي أفشله فعلياً تعنت النائب أسامة سعد، فإن الأخير، - وفي إطار سياسة الاتهام إياها- يريد أن يقنع الناس أن المرشح محمد السعودي مسؤول عن عدم تحقّقه، فأي مصلحة لرجل جاء من خارج النادي السياسي، وكان قريباً جداً من تيار سعد، في أن يرفض التوافق؟! ومع سعد على وجه التحديد؟! لولا أنه لمس فعلياً أن سعد غير متحمس لهذا التوافق باعتبار أن التوافق يفقده المادة الاتهامية التي يقدمها للناس!


يقول المرشح السعودي عن أسلوب تعامل سعد معه: "لقد فوضوني انتقاء الأسماء التي أريد، وبعد أن فعلت هذا، أعلنوا أنني أسقطت التوافق، ونصبوا لي فخًا، وهذا الأمر أعتبره نوعًا من الخداع من قبلهم". ويخلص السعودي إلى القول: "لم يكونوا راغبين بالتوافق وقد قبلوا في البداية خجلاً مني". (محازبو سعد يشتمون المرشح السعودي اليوم، بعد أن وقف إلى جانبهم على مدى أكثر من عشرين سنة!)


أما لناحية أسلوب التعبير، فيكفي أن ينظر ابن صيدا وزائرها اليوم، إلى جدران المدينة (كانت الشبكة المدرسية لصيدا والجوار برئاسة النائب الحريري قد طلت جدران المدينة وزينتها أخيراً) لكي يرى الشعارات والكتابات المسيئة، كأنْ لا وسائل حضارية للتعبير عن الرأي إلا تشويه جدران المدينة، والاعتداء على الملكيات الخاصة (بعض الشتائم كتبت على جدران دارة الحريري نفسها!)، والأغرب من ذلك أن من يقوم بمحو هذه العبارات، التي لا تليق بأبناء صيدا أصلاً، يتعرض للضرب، وقد حصل هذا الأمر، ليلة أمس، بحضور الدكتور سعد نفسه، ويقال في المدينة إنه شارك شخصياً في الاعتداء!


التنوع جميل في صيدا نعم، لكن "صيدون العظيمة" كما جاء ذكرها في أسفار العهد القديم- تستحق أفضل من هذا المستوى من العمل السياسي.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


8 + 8 =

/300
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق