طرابلس مستهدفة... أمنياً!

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  طرابلس مستهدفة... أمنياً!     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2028 |  الإضافة : 2010-12-06

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



ثمة قناعة؛ باتت راسخة، لدى معظم الطرابلسيين؛ أن مدينتهم مستهدفة سياسياً وإعلامياً واجتماعياً... وأمنياً. تشكل طرابلس -والشمال عموماً- مركز ثقل لقوى 14 آذار، وبالتحديد تيار "المستقبل"، فضلاً عن كونها خزاناً بشرياً سنياً بالدرجة الأولى، وفي ظل الاحتقان السياسي الراهن،

الجيش يوقف مجموعة حاولت زرع الفتنة بين جبل محسن وجواره:

طرابلس مستهدفة... أمنياً!

فادي شامية - الاثنين,6 كانون الأول 2010 الموافق 30 ذو الحجة 1431 هـ

ثمة قناعة؛ باتت راسخة، لدى معظم الطرابلسيين؛ أن مدينتهم مستهدفة سياسياً وإعلامياً واجتماعياً... وأمنياً.

تشكل طرابلس -والشمال عموماً- مركز ثقل لقوى 14 آذار، وبالتحديد تيار "المستقبل"، فضلاً عن كونها خزاناً بشرياً سنياً بالدرجة الأولى، وفي ظل الاحتقان السياسي الراهن، فإن عاصمة الشمال تشهد محاولات مستمرة لاستهدافها، على غير صعيد، أخطرها؛ المجال الأمني، من خلال تشكيل مجموعات مسلحة فيها، تتبع فريق الثامن من آذار، فضلاً عن المحاولات المستمرة لإشعال الفتنة بين أهالي جبل محسن، العلويين -في أغلبهم- مع وجوارهم السني -في غالبه-، سواء في الحالات التي يراد من خلالها توصيل رسائل سياسية معينة، أو في الحالات التي تتطلب تحضير الساحة لما هو أبعد من الرسائل السياسية.

محاولات إشعال الفتنة ما بين جبل محسن وجواره

مع تزايد حماوة الأزمة السياسية في البلاد، تزايدت حماوة التوتر بين جبل محسن وجواره، وهكذا عاد مسلسل قذائف "الإنيرغا" التي تطلق على جبل محسن، والقنابل اليدوية والمؤقتة التي تنفجر أو يُعثر عليها في المناطق المحيطة بجبل محسن.

وكان لافتاً ارتفاع منسوب رمي القذائف بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بصحبة الرئيس سعد الحريري إلى الشمال. وإعلان النائب بدر ونوس (كتلة المستقبل) بأن "القذائف بات معلوماً مصدرها، وبالتالي فإن مطلقها أصبح معروفاً لدى القوى الأمنية، التي عليها واجب الكشف عن هويته وجلبه إلى قفص العدالة"!.

ويتهم غير طرف في طرابلس المجموعات المرتبطة بسمير الحسن (الحسن من أبناء طرابلس لكنه مقيم في الضاحية حالياً ومرتبط بـ "حزب الله")، بتوتير الأجواء بين جبل محسن وجواره، وقد جاءت التوقيفات والتحقيقات الأخيرة التي قام الجيش لتؤكد صحة هذه الاتهامات، فعلى إثر إلقاء رمانة يدوية من على متن دراجة نارية، قرب جامع الناصري في منطقة التبانة، ليل 28/11/2010، وبعد توقيف عدد من المشتبه بهم (زاد عددهم عن عشرين شخصاً معظمهم كان على متن دراجة نارية)، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف الفاعلين: حسان محمود سرور، ومحمد فيصل عبد الله، وكلاهما من محلة التبانة في طرابلس، وقد رميا القنبلة في منطقتهم، بقصد توتير الأجواء بين جبل محسن جواره.

وتشير المعلومات إلى أن الموقوفين سرور وعبد الله يرتبطان بسمير الحسن، المرتبط بدوره بقوى الثامن من آذار، وقد سبق لهما أن أطلقا قذائف "إينيرغا" ما بين التبانة وجبل محسن، بقصد إحداث فتنة!.

... ناشطون ومستثمرون في الفتنة

محاولات إحداث الفتنة لا تقف عند هذا الحد، فثمة من يعمل باستمرار للبناء على حصول أحداث معينة، بهدف الاستثمار السياسي، وفي هذا المجال يمكن الإضاءة على أداء مسؤول العلاقات السياسية في "الحزب الديمقراطي العربي" رفعت علي عيد، الذي ما فتئ يتهم الأجهزة الأمنية، -قاصداً جهازاً بعينه- بالتغطية على مطلقي القذائف (اتهم في وقت سابق "أجهزة مخابرات عربية")، وذلك بهدف تخويف العلويين باستمرار، وظهوره زعيماً مدافعاً عنهم، وصولاً للحديث عن موقع سياسي له، لأن ممثلي العلويين في البرلمان جاؤوا بأصوات السنة، وفق ما يردد عيد باستمرار.
ولا يستبعد متابعون أمنيون تورط مجموعات مرتبطة بعيد نفسه في توتير الأجواء، ويتوقفون أمام مؤشرين:

1- تصريحات عيد التي تتساوق مع حملة إعلامية جارية؛ تحاول تصوير طرابلس كمعقل للتطرف الإسلامي، خلافاً للحقيقة ( تصريحاته إلى الشرق الأوسط الشهر الماضي التي شبّه فيها طرابلس بمدينة قندهار الأفغانية، وحديثه عن تدفق مقاتلين إسلاميين على المدينة!).

2- حركة التسلح الواسعة التي شهدها جبل محسن مؤخراً، بدعوى "الدفاع عن النفس في ظل الأزمة السياسية"، والتي تسرّب بعضها عن طريق البيع إلى أفراد من طرابلس نفسها!.

ويذكّر المتابعون الأمنيون بواقعتين هامتين:

-الواقعة الأولى: في 13/8/2009 عندما وقع انفجار في جبل محسن، أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص، من جبل محسن هم؛ س.ح، م.ح، ع .ز. ع، وتبين لاحقاً أن الجرحى كانوا يحضرون عبوات لزرعها في منطقتهم، بهدف الفتنة، وقد اعترفوا بذلك أمام مخابرات الجيش في الشمال، وبناءً عليه أُحيل الثلاثة إلى النيابة العامة العسكرية!.

- الواقعة الثانية: في 30/1/2010 عندما عثر مواطنون في محلة الأميركان، على عبوة قبل أن تنفجر، في مكان صادف وجود كاميرا مراقبة فيه، ولم يمض الليل حتى كانت مخابرات الجيش تلقي القبض على المدعو خ.ف (14 سنة) ليتبين نتيجة التحقيق معه أنه يعمل مع مجموعة تابعة لعيد، وهي بقيادة أحمد حامات، الذي كان يدفع مبلغ 250.000 ليرة عن كل عبوة. (ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في 4/2/2010 على سليمان حامات، ونجله أحمد حامات والفتى القاصر خ.ف "بجرم إقدامهم في منطقة جبل محسن على وضع قنبلة قرب أحد المنازل بهدف زرع الرعب بين الناس والقيام بأعمال إرهابية").

استهداف أبعد من جبل محسن وجواره!

توتير الأجواء بين جبل محسن وجواره، ليس أخطر ما تتعرض له طرابلس أمنياً، فثمة كثيرون يعتقدون في المدينة أن العمل جارٍ ومنذ مدة طويلة على تحضير أرضية لفتنة سنية-سنية ساحتها طرابلس، بديلاً من الفتنة السنية-الشيعية العامة، من خلال؛ تشكيل، ونشر، و"شراء"، مجموعات عسكرية مرتبطة بـ "حزب الله"، وإغداق السلاح عليها.

وإضافة إلى المجموعات المرتبطة بسمير الحسن والناشطة في غير محلة من طرابلس، لا سيما في الزاهرية، ثمة معلومات عن وجود مجموعات صغيرة مسلحة أخرى (يتراوح حجم كل مجموعة بين 20 و30 شخصاً) ترتبط بمحمود الأسود (طرابلسي يرتبط بـ "حزب الله")، إضافة إلى مسلحين تابعين لأحزاب الثامن من آذار، موجودين أصلاً في طرابلس (حركة "التوحيد"، "الحزب العربي الديمقراطي"، "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، "الجبهة الشعبية – القيادة العامة"، والأخيرة موجودة في مخيم البداوي).

وبحسب تقرير أمني، فإن منفذية طرابلس في "الحزب السوري القومي" تلقت مؤخراً كمية وافرة من السلاح، وأن عملية التوزيع تمت بإشراف أشخاص مرتبطين بالحزب المذكور (ع.ر- م.هـ...).

ولا يقتصر "النشاط" على الحزب "السوري القومي"، فالمجموعات المرتبطة بحركة "التوحيد" شهدت نشاطاً مماثلاً، لا سيما مجموعات محمود البضن (أبو حسن)، الذي يتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني، والأخير لديه مجموعات مسلحة في التبانة والزاهرية ومنطقة الأسواق. ولا يستثنى من هذا "النشاط" الحاج كمال خ، الذي وزّع قطع سلاح الشهر الماضي في وادي نحلة من خلال المدعو ع. س.

التواصل مع المواطنين في طرابلس يعطي مؤشرين أحدهما مقلق والآخر مطمئن؛ فقناعة الناس بأن مدينتهم مستهدفة، يقابله تأكيدهم على درجة عالية من الوعي، بما يمنع من الانزلاق نحو الفتنة، أو حصول الأحداث التي يتمناها من يتربص بالمدينة والوطن شراً.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


3 + 7 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع