الإخوان المسلمون في العالم على أعتاب مرحلة تنظيمية جديدة -2

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  الإخوان المسلمون في العالم على أعتاب مرحلة تنظيمية جديدة -2     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 3559 |  الإضافة : 2009-11-13

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



بعد الحديث عن الأزمة في "مكتب الإرشاد"، وتباين نظرة "الإخوان المسلمين" حول مشكلة الحوثيين في اليمن، ومعضلة "الإخوان" السوريين المزمنة، وخطر انشقاق "إخوان" الأردن، نتابع في سرد أهم المشاكل التي سيواجهها "مكتب الإرشاد" لـ "الإخوان المسلمين"، في دورته التنظيمية الجديدة، وبعد انتخاب مرشد عام جديد.

"الإخوان المسلمون" في العالم على أعتاب مرحلة تنظيمية جديدة:

هموم قـُطرية تثير تباينات! 2/2

فادي شامية

السبت 14 تشرين الثاني 2009

بعد الحديث عن الأزمة في "مكتب الإرشاد"، وتباين نظرة "الإخوان المسلمين" حول مشكلة الحوثيين في اليمن، ومعضلة "الإخوان" السوريين المزمنة، وخطر انشقاق "إخوان" الأردن، نتابع في سرد أهم المشاكل التي سيواجهها "مكتب الإرشاد" لـ "الإخوان المسلمين"، في دورته التنظيمية الجديدة، وبعد انتخاب مرشد عام جديد.

معالجة الانقسامات الإخوانية في الجزائر

يواجه "الإخوان المسلمون" في العالم حيرة في التعاطي مع الملف الجزائري، بعد انقسام "حركة مجتمع السلم-حمس"، وإعلان المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف إعفاء "حمس" من تمثيل "الإخوان" مؤقتاً، ونشوء صراع جزائري محتدم على من يُعتبر ممثلاً لـ "الإخوان" في ذلك البلد.

وكان القيادي الإخواني محفوظ نحناح قد أسس في تسعينيات القرن الماضي، وعلى أثر حل "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" ما أطلق عليه اسم "حركة مجتمع السلم-حمس"، وبعد وفاته تولى رئاسة الحركة أبو جرة سلطاني، وما لبث الخلاف أن دب في الحركة، التي تعتبر أكبر حزب إسلامي في الجزائر، بسبب موقفها من النظام، ما أدى إلى انشطارها إلى نصفين؛ الأول هو "حركة مجتمع السلم" بقيادة أبو جرة سلطاني، والثاني هو "حركة الدعوة والتغيير" بقيادة عبد المجيد مناصرة، وقد عجز "مكتب الإرشاد" على حل الخلاف بين الحركتين، فتكرس الانشقاق.

وثمة سعي اليوم من كلا الحركتين لنيل صفة التمثيل الرسمي لـ "الإخوان المسلمين" في الجزائر، وهذا واضح من الزيارات والاتصالات التي يجريها قياديون من كلا الحركتين بقيادات "الإخوان" حول العالم لحشد التأييد والدعم لتوجهاته. وثمة من يعتقد أن "مكتب الإرشاد" والتنظيم الدولي نفسه منقسم حول الملف الجزائري، بين تيارين يمثل أحدهما القيادي في التنظيم الدولي إبراهيم منير، الذي تربطه علاقة جيدة بعبد المجيد مناصرة، ويمثل التيار الآخر كمال الهلباوي، القيادي السابق في التنظيم الدولي، الذي تربطه علاقات جيدة بأبي جرة سلطاني.

وأمام إصرار كل طرف في الجزائر على موقفه من الآخر، وإعلانه العلاقة مع "مكتب الإرشاد" و"الإخوان" في الخارج، تبقى الحركتان عرضة للتآكل في السياسة والإعلام وعلى المستوى الشعبي، دون أن يقدر أحد من "الإخوان" في الداخل أو الخارج أن يحسم من يمثل "الإخوان" في الجزائر.

معالجة الانقسامات في العراق

ثمة إشكالية حقيقية في مقاربة الملف العراقي لدى "الإخوان المسلمين"، فالخطاب الإخواني عموماً، والأردني والفلسطيني خصوصاً، غارق في عدائه للمشروع الأميركي في المنطقة، ما جعله يُصدم بمشاركة "الحزب الإسلامي العراقي" (إخوان مسلمون) في الحكومة التي أسسها الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر، بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين.

ورغم وجود معارضة عراقية "إخوانية" لهذه المشاركة منذ البداية، وما تلاها من مشاركات في أجهزة الحكم العراقية تحت الاحتلال، إلا أن الملف تفاعل مؤخراً، بما أدى إلى تشظّي "الحزب الإسلامي" بشكل غير مسبوق، بين تيار يرى أن المشاركات المستمرة في نظام الحكم العراقي بعد الاحتلال الأميركي، كان أمراً أملته الظروف، حفاظأ على السنة في العراق، وبين من يرى أن الواجب هو دعم المقاومة العراقية التي تتشكل قوى إسلامية بالدرجة الأولى، يشكل "الإخوان المسلمون" جزءاً كبيراً منه، وبين من يعتبر أن انتهاج المنهج السلمي ومعاداة "القاعدة" لم يكن خياراً صائباً ( تيار المفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد).

تفجّر الخلاف مؤخراص جاء على خلفية موافقة "الحزب الإسلامي" على الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية. إذ على الفور ظهر تنظيم جديد يحمل اسم "الإخوان المسلمون في العراق"، (أو أنه كان موجوداً وجرى تفعيله) وقد قام هذا التنظيم بنقض كل المنهج الذي سار عليه "الحزب الإسلامي" في السابق. وقد أيدت هذا الموقف حركة "حماس-العراق" واعتبرت أنه "أضاف مساحة واسعة للمشروع المقاوم ومؤسساته".

ويعتبر تنظيم "الإخوان المسلمين" في العراق من أقدم التنظيمات "الإخوانية" إذ تأسس عام 1944 باسم جمعية "الأخوة الإسلامية" بقيادة الشيخ محمد محمود الصواف، والشيخ أمجد الزهاوي، ثم تحوّل إلى "الحزب الإسلامي" عام 1960، وبعد استيلاء حزب البعث على السلطة حلّ التنظيم نفسه، إلى أن عاد بقوة قبيل سقوط نظام صدام حسين، بقيادة محسن عبد الحميد، وأسامة التكريتي، وإياد السامرائي، ومحمد أحمد الراشد (عبد المنعم العزي)، وذلك قبل أن يبرز طارق الهاشمي، الذي تولى لاحقاً منصب أمين عام الحزب، وصار نائباً لرئيس الجمهورية، كما انتخب مؤخراً إياد السامرائي، رئيساً لمجلس النواب العراقي.

ومن مظاهر الأزمة الحالية تقديم طارق الهاشي استقالته من الحزب (حل محله أسامة اتكريتي)، وانفراط عقد جبهة التوافق العراقي السنية، التي يعتبر "الإخوان" العراقيون رافعتها الأساس، ما يعني احتمال تغيير المشهد السياسي العراقي في الانتخابات المقررة في 16-1-2010، لأن السنة سيكونون مشتتين وغير مؤثرين في المشهد العام.

امتعاض "الإخوان" الإيرانيين

يقارب عدد المسلمين السنّة في إيران العشرين مليون نسمة، بحسب إحصاءات شبه رسمية، (ينقسمون إلى أكراد وبلوش وتركمان وعرب)، وتحظى جماعة "الدعوة والإصلاح" (إخوان مسلمون) التي تأسست قبل نحو ثلاثين سنة، بحضور كبير لدى سنّة إيران، وعلاقتها في الغالب مقبولة مع النظام القائم في طهران، لكن الجماعة بدأت تعرب في الآونة الأخيرة عن امتعاضها من عدم استغلال الفصائل "الإخوانية" المختلفة لحسن علاقتها بالنظام الإيراني من أجل "تحسين أوضاع السنّة في إيران".

وكانت إحدى الصحف المصرية نشرت عقب الزيارة الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لـ "حماس" خالد مشعل إلى إيران، بيانأ نُسب إلى مراقب الإخوان في إيران عبد الرحمن بيراني، أعلن فيه تجميد "إخوان" إيران عضويتهم في التنظيم الدولي، "نتيجة دعم إخوان مصر وفلسطين للنظام الإيراني الذي ما فتئ يضطهد السنة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية في إيران قبل ما يزيد على ثلاثين عاماً، وما واكب هذا الاضطهاد من حظر بناء المساجد السنية ومنع السنة من ممارسة الحقوق السياسية والعامة في إيران كباقي مكونات الشعب الإيراني".

لكن لم يمض وقت طويل حتى نفت "جماعة الدعوة والإصلاح"، -وليس براني المنسوب البيان إليه- خبر مقاطعة الجماعة للتنظيم الدولي، مشددة على استقلالها والتزامها "بمنهج الوسطية، بعيدةً عن التطرف وإثارة الخلافات". وقد عاد هذا الموضوع إلى التداول الإعلامي من جديد مع تزايد الضغوط الإيرانية على البلوش السنّة، عقب هجمات جماعة "جند الله" السنية، الأمر الذي أحرج "الإخوان" في إيران وفي مصر إزاء ما يجري.

... وحصار غزة

إضافة إلى كل هذه الملفات الدولية الثقيلة، ثمة همّ أساس لدى "الإخوان المسلمين" في العالم، وهو نصرة حركة "حماس" في غزة، بغض النظر عن الخلافات الداخلية بينها وبين "فتح"، إذ لا يوجد خلاف بين الفصائل "الإخوانية" على اعتبار "حماس" فصيلاً إخوانياًً مقاوماً، وأنه لا بد من دعمه بكل الوسائل، وأن ذلك يشكل أولوية لدى "الإخوان المسلمين" في العالم، لارتباط مقاومة "حماس" بالقضية المركزية للأمة؛ وهي قضية فلسطين.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


2 + 1 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع