استعدادات لحربَين على لبنان وغزة في الـ 2010

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
استعدادات لحربَين على لبنان وغزة في الـ 2010

   الكاتب :

 

 الزوار : 3245   الإضافة : 2010-01-04

 

حمل العام 2009 كثيراً من التهديدات الإسرائيلية للبنان، كما "حفل" باعترافات وتسريبات إسرائيلية جديدة حول أعمال عدوانية قام بها جهاز ""الموساد"" أو الجيش الإسرائيلي. وثمة ما ينذر بمخاطر جديدة مصدرها العدوانية المتزايدة في "إسرائيل".

استعدادات لحربَين على لبنان وغزة في الـ 2010
اعترافات إسرائيلية ضمنية باغتيال مغنية.. و"إجراء هنيبعل"

المستقبل - الاثنين 4 كانون الثاني 2010 - العدد 3528 - شؤون لبنانية - صفحة 2

فادي شامية

حمل العام 2009 كثيراً من التهديدات الإسرائيلية للبنان، كما "حفل" باعترافات وتسريبات إسرائيلية جديدة حول أعمال عدوانية قام بها جهاز ""الموساد"" أو الجيش الإسرائيلي. وثمة ما ينذر بمخاطر جديدة مصدرها العدوانية المتزايدة في "إسرائيل".


تكريم مجرم واعتراف ضمني باغتيال مغنية
مع نهاية العام 2009 أعلن عموانئيل روزين، كبير مذيعي القناة الثانية الإسرائيلية، التي تتمتع بأوسع نسبة مشاهدين لدى الإسرائيليين، أن القناة اختارت رئيس جهاز "الموساد" مئير داغان، ليكون رجل العام. عدّد المذيع "الإنجازات" التي استحق داغان بناءً عليها لقبه هذا. قال: "إنه الرجل الذي لم يقدّم في حياته إلا الأمور الطيبة، إنه الشخص الذي اشتهر بقطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم باستخدام سكين ياباني!، إنه الرجل الذي ولد والسكين بين أسنانه!". أضاف: "قام داغان أيضاً بإنجازات سرية... لقد كان وراء تصفية قائد شعبة العمليات في "حزب الله" عماد مغنية، وتقديم المعلومات الاستخبارية التي مكّنت سلاح الجو من قصف المنشأة البحثية في شمال شرق سوريا..".


بطبيعة الحال، لم يقدّم المذيع معلومات تفصيلية عن العمليات السرية هذه، لكنه أشار إلى أن القناة قامت بجمع معلومات عن الشخصيات المرشحة للفوز من داخل قطاعات عملها، ومن الصحافة. وبالنسبة لداغان، فإنها أجرت مقابلات مع زملائه، وكما استقت معلومات أخرى عن داغان مصدرها الرجل نفسه.


وكان داغان خَلَفَ أفرايم هليفي في رئاسة "الموساد"، بناءً لطلب رئيس حكومة العدو السابق أرئيل شارون، وقد عُرف عنه دمويته، وتلذذه بقتل الأسرى الفلسطينيين بعد استسلامهم، عندما كان قائداً لوحدة "ريمونيم" (نال وسام الجسارة بناءً لذلك!)، وقد حظيت العمليات الخارجية لداغان برضا رئيسي الحكومة شارون ومن بعده أولمرت. وفي تقرير في صحيفة "يديعوت أحرونوت" نُشر عن داغان في وقت سابق، قال رونين بريغمان مراسل الشؤون الاستخبارية في الصحيفة، إن داغان هو المسؤول عن تصفية عماد مغنية وتدمير منشأة كيميائية في الأراضي السورية، وتصفية رمزي نهرا (وابن اخته إيلي عيسى الذي قضى معه في العملية عام 2002)، وغالب عوالي (اغتيل في الضاحية عام 2004)، وعلي صالح من "حزب الله" (اغتيل عام 2003)، والأخوين مجذوب من "الجهاد الاسلامي" (اغتيلا في صيدا عام 2006) داخل الأراضي اللبنانية.


اللافت في الأمر أن التصويت لداغان جاء بناءً لتقدير الجمهور له، وهذا يكشف عمق العدوانية والإجرام ليس لدى المجرم المكرّم داغان، وإنما لدى فئات متزايدة من الشعب الإسرائيلي، ما يُنذر بالأسوأ، خصوصاً مع تعاظم قوة اليمين المتطرف. وبخصوص مغنية، يبدو أن الرقابة على هذا الموضوع باتت أقل، بما سمح بتبنٍ إسرائيلي غير مباشر للعملية، رغم أن السلطات السورية لم تعرض المعلومات التي كانت قد وعدت بكشفها حول العملية، لأسباب لا زالت مجهولة.


"إجراء هنيبعل"
في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية مؤخراً، قال الجنرال احتياط غيورا إيلاند، الذي ترأّس لجنة التحقيق في كيفية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط: "لقد وقعت عيوب في تنفيذ إجراء هنيبعل عندما اختطف شليط... لقد مرّ الكثير من الوقت بين إصابة دبابة شاليط، وأوامر تفعيل هذا الإجراء".


و"إجراء هنيبعل" هو إجراء سري متبع في الجيش الإسرائيلي، في الحالات التي لا يمكن فيها إنقاذ أسير، حيث يقضي الإجراء بقتله وآسريه، لأن "الجندي الميت أفضل من الأسير". وبموجب هذا الإجراء فإن "على الجندي تحرير نفسه من خلال قتله لنفسه ولخاطفيه"، وهو إن لم يفعل فسيتولى زملاؤه المهمة!.


وقد بدأ العمل بهذا "الإجراء" في الجيش الإسرائيلي عام 1986، حيث قام ثلاثة من كبار الضباط في قيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل، بـ"اختراع" هذا الإجراء كوسيلة للحد من أسر الجنود. الضباط هم: يوسي بيليد، ويعقوب عميدرور، وغابي أشكنازي. والأخير هو قائد هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي حالياً.


بقي هذا "الإجراء" من أسرار الجيش الإسرائيلي الخفية لحينٍ قريب، وكان من المفترض أن يتوقف العمل بهذا الإجراء مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، لكن ثمة أدلة قوية على استخدامه مؤخراً في حربين؛ الحرب على لبنان في العام 2006، والحرب على غزة في العام 2008. وفي 11 كانون الأول/ ديسمبر 2009 نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالاً كتبه كل من أوري أفنيري، وسارة لينوفيتش، قال فيه الكاتبان إن المؤسسة العسكرية تبنت تطبيق هذا الإجراء في المواجهات القادمة!.


وتبعاً للصحافة العبرية فإنه يُرجح أن يكون هذا الإجراء قد استعمل أثناء حرب غزة مرتين؛ الأولى في اليوم الثالث للغزو البري للقطاع، والثانية في 5 كانون ثاني/ يناير 2009، وفي كلتا الحالتين، قام سلاح الجو الاسرائيلي بقتل أسراه مع الآسرين على ما يبدو. إشارة إلى أن تقارير عسكرية إسرائيلية كانت قد تحدثت عن ثلاثة جنود إسرائيليين لقوا حتفهم أثناء الحرب على غزة بـ"نيران صديقة". وكان الجيش الإسرائيلي قتل، قبل نحو شهر، رجلاً يهودياً مريضاً نفسياً، أثناء محاولته تسلق السياج باتجاه قطاع غزة، وتركه ينزف حتى الموت، خوفاً من أن يتعرض للأسر، ما أعاد النقاش في الصحافة الإسرائيلية حول "إجراء هنيبعل".


باراك يرجّح الحرب ويستعد لها
غير بعيد عن العدوانية المتزايدة لدى الصهاينة، وعن قرار الجيش الإسرائيلي بخوض حروب جديدة، وتفادي وقوع أسرى إلى حد إمكانية قتل الأسير مع آسريه، فإن وزير "الدفاع" الإسرائيلي إيهود باراك رجّح في الثامن والعشرين من الشهر الماضي وقوع حربين مع "حزب الله" و"حماس" في العام 2010. وفي تقرير أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن باراك استعرض الأوجه الأمنية المختلفة لعام 2009، وقال أمام لجنة أمنية: "إن إسرائيل أقوى وأكثر ردعاً، ولكننا نفترض تعاظم قوة حزب الله وأن شوكة حماس قد قويت، وأن حادثاً واحداً قد يثير نزاعاً مع حزب الله أو حماس أو كليهما معاً".
وقد ترافق هذا الترجيح لوقوع الحرب مع استعدادت لا سابق لها على صعيد التدريب والتسليح لدى الجيش الإسرائيلي، واعتماد ميزانية عسكرية وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الدولة العبرية (نحو 15 مليار دولار).


وإضافة إلى التدريبات المستمرة التي تحاكي أسلوب حرب العصابات، والتهديدات الهادفة إلى توفير الأرضية الإعلامية لضرب الدولة اللبنانية والمرافق الخدمية، بحجة أن الحكومة تحتضن "حزب الله"، فقد زوّد الجيش الإسرائيلي نفسه بأسلحة جديدة، على رأسها منظومة صواريخ مضادة للصواريخ الطويلة والقصيرة والمتوسطة المدى أُطلق عليها اسم "القبة الحديدية"، وأنظمة دفاعية وهجومية يتم توجيهها بالليزر لتكون أكثر دقة في إصابة أهدافها، وطائرات جديدة من طراز "ف 35"، وغواصات من طراز "دولفين". مع الإشارة إلى أنه في شهر تشرين الأول الماضي دخل الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى في مناورات مشتركة مع حلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط.


أجواء الحرب هذه والاستعدادات لها، تحظى باهتمام إعلامي متزايد في كبريات الصحف العالمية، ويقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وضع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في هذه الأجواء، أثناء زيارة الأخير لواشنطن في الشهر الماضي، وأن أحد أهم أسباب إسراع الرئيس سليمان في إعادة الحياة إلى طاولة الحوار يعود إلى المخاطر الخارجية التي تحدق بالبلد. فهل تكون هذه المخاطر دافعاً جدّياً لبت "الإستراتجية الدفاعية" بحيث يكون الجميع متفاهماً ومتضامناً لجبه المخاطر؟!.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


1 + 6 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع