أزمة داخلية تعصف بـ الإخوان المسلمين في مصر

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
أزمة داخلية تعصف بـ الإخوان المسلمين في مصر

   الكاتب :

 

 الزوار : 3140   الإضافة : 2010-01-08

 

تعصف أزمة حادة بتنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر هذه الأيام. الأمر لم يعد سراً لكن التفاصيل مثيرة حقاً. في شهر تشرين أول الماضي قدّم المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد مهدي عاكف استقالته من مكتب الإرشاد، على خلفية رفض أمين عام الجماعة محمود عزّت،

"اللواء" تكشف ما يجري داخل التنظيم:

أزمة داخلية تعصف بـ"الإخوان المسلمين" في مصر – الحلقة الأولى: وقائع الأزمة

الجمعة 8 كانون الثاني 2010 الموافق 22 محرم 1431 هـ

فادي شامية

تعصف أزمة حادة بتنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر هذه الأيام. الأمر لم يعد سراً لكن التفاصيل مثيرة حقاً.

في شهر تشرين أول الماضي قدّم المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد مهدي عاكف استقالته من مكتب الإرشاد، على خلفية رفض أمين عام الجماعة محمود عزّت، تصعيد القيادي البارز في الجماعة عصام العريان إلى عضوية مكتب الإرشاد. لم يكن هذا الواقع هو ذروة التأزم، فقد جرت انتخابات مكتب الإرشاد بعد نحو شهرين تقريباً، وسط تباينات واضحة حول طريقة إجرائها، وصلت إلى حد مقاطعة بعض القيادات الإخوانية لها. ولم تؤد نتيجة الانتخابات المفاجئة إلى توقف الجدل بل زادته حدة، سيما مع حصول تطورات دراماتيكية تمثلت بتقديم نائب المرشد العام الدكتور محمد حبيب، استقالته من كل مواقعه في الجماعة.

وكان مجلس شورى الجماعة قد انتخب مكتب الإرشاد دون أن يكون من بين الفائزين الدكتور محمد حبيب (كان أبرز المرشحين لمنصب المرشد)، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (أبرز شخصيات تيار التجديد في الجماعة)، كما لم يكن من بينهم المهندس خيرت الشاطر (النائب الثاني للمرشد) والدكتور محمد علي بشر. بالمقابل أُعلن عن فوز انتخاب أربعة أعضاء جدد هم: الدكتور عصام العريان، (وكان المرشد استقال عند رفض ترفيعه إلى مكتب الإرشاد تلقائياً بعد وفاة عضو مكتب الإرشاد محمد هلال)، والدكتور عبد الرحمن البر، والدكتور مصطفى الغنيمي، والدكتور محمود أبو زيد، فيما خرج من المكتب كل من: الدكتور محمد عبد الله الخطيب المعروف إعلاميا بـ"مفتي الجماعة"، ولاشين أبو شنب، وصبري عرفة.

وعقب إعلان هذه النتيجة سادت حالة من "الانزعاج" في صفوف جيل الشباب عموماً، ودعاة التجديد في الجماعة خصوصاً، وقد ازداد الموقف حدة عندما أعلن الدكتور محمد حبيب أن هذه الانتخابات كانت "انتهاكاً للشرع، وأصول الشورى، ولتقاليد الجماعة وتاريخها، وتجاوزاً لما تنص عليه لائحة الجماعة بشأن الدعوة للانتخابات وطريقة إجرائها". فيما اعتبر عضو مجلس الشورى الدكتور إبراهيم الزعفراني أن "مستقبل الجماعة أصبح ضبابياً بعد سيطرة فريق بعينه على الجماعة"، مؤكداً أن "الجماعة خسرت كثيراً من رصيدها على المستوى الداخلي والشعبي خلال الشهور الماضية"، مشيراً إلى أن "الانتخابات وُجّهت ضد حبيب بالسلب في الفترة الماضية".

ويرجع التباين بين حبيب ومعظم أعضاء مكتب الإرشاد على خلفية موقف حبيب مما يعرف باسم "التيار القطبي" في الجماعة (نسبة إلى سيد قطب)، خصوصاً أنه مع "اعتكاف" المرشد محمد عاكف أصبح حبيب تلقائياً مرشداً بالوكالة. وإذاك تكثّف الجهد على استبعاده في الانتخابات، وسرّعت مجموعة محمود عزت من العمل على انتخابات أعضاء مكتب إرشاد جديد لا يكون حبيب عضواً فيه، فيما اعتبر حبيب أن اللائحة الداخلية تسمح له بقيادة الجماعة نحو ستة أشهر، كافية لتعديل اللائحة الداخلية بما يسمح بتحسين وضع تيار التجديد في الجماعة، لكن الأمور سارت على عكس ما سعى حبيب، إذ وجّه المرشد المستقيل عاكف الدعوة إلى انتخابات جديدة، رغم استقالته، ودون أن يخطر نائبه الدكتور حبيب، الذي فوجىء بالانتخابات، وفق ما صرّح لاحقاً.

وبما أن "الأقدار" شاءت أن ينتخب "الإخوان" مرشدهم في المرات السابقة بعد وفاته، فإن وجود المرشد هذه المرة على قيد الحياة، ورفضه التجديد له، فتح المجال أمام اجتهادات قانونية وتنظيمية، فاعتبر حبيب أن الأمر بهذه الصورة يحمل ترجيحاً لأحد المرشحين (وهذا ثابت)، وأنه "يجب أن تكون هناك لجنة محايدة من "الإخوان" من غير أعضاء مكتب الإرشاد أو مجلس الشورى للقيام بدور الإشراف على عملية التداول الخاصة بتسمية المرشد" وقد تعلّل حبيب بالمادة 14 من اللائحة العامة (التنظيم الدولي). لكن المستشار فتحي لاشين، أصدر بياناً، اعتُبر رداً لائحياً من قبل الجماعة على حبيب، قال فيه: "إن المرشد العام ما زال في مدة ولايته ولم يخل منصبه بعد، وإنه وبحكم صلاحياته واختصاصاته المنصوص عليها في المادة 15 من لائحة القطر المصري، والمادة 12 من اللائحة العامة، له الحق أن يدعو مجلس الشورى المصري للتداول في اختيار من يرشح لمنصب المرشد العام... والنائب الأول للمرشد العام في مصر لا اختصاص له في هذا الشأن في أي حالة من الأحوال".

وعلى أثر هذا الرد أصدر حبيب في 31-12-2009 بياناً جاء فيه: "أرجو أن تتقبلوا اعتذاري لعدم رغبتي في الترشح لموقع المرشد، وأني مستقيل من مواقعي؛ النائب الأول للمرشد الحالي، عضوية مكتب الإرشاد العالمي، عضوية مجلس الشورى العالمي".

بعد استقالة الدكتور محمد حبيب بيومين أعلن عضو مجلس شورى "الإخوان" بمصر الدكتور إبراهيم الزعفراني أنه قدّم طعناً بالانتخابات إلى مجلس شورى الجماعة، رصد فيه عدداً من العيوب والأخطاء التي توجب بطلان الانتخابات برمتها.

وقد أوضح الزعفراني في مذكرته تلك أن مكتب الإرشاد أجرى استفتاءً داخل الجماعة حول أمور متعلقة بالانتخابات، خلافاً لصلاحياته، مؤكداً أنه "لا يوجد رابط لائحي يجعل فرصة اختيار المرشد الجديد هي ذات الفرصة التي يتم فيها التجديد لمكتب الإرشاد". وأشار إلى أنه ترتب على التعجل بإجراء الانتخابات "أن الذين تم اختيارهم للإشراف على الانتخابات -وأنا منهم- لم تترك لنا تلك الإجراءات المتلاحقة أي فرصة للنقاش حول سلامة الإجراءات".

كما كشف الزعفراني عن وجود 19 عضواً من أعضاء مجلس الشورى البالغين 105 أعضاء لم تُؤخذ أصواتهم!، وأن أعضاء مكتب الإرشاد أصبح 18 عضواً، سيضاف إليهما عضوين من المقيمين خارج مصر، ليصبح المجموع 20 عضواً، في مخالفة أيضاً للائحة الداخلية التي تنص على 16 عضواً ينتخبهم مجلس الشورى.

------------

يتشكل المكتب الجديد لجماعة "الإخوان المسلمين" من التالية أسماؤهم وفقًا للترتيب الأبجدي:

1- د.أسامة نصر الدين.2- جمعة أمين عبد العزيز.3- د.رشاد البيومي.4- سعد عصمت الحسيني.5- د.عبد الرحمن البر.6- د.عصام العريان.7- د.محمد بديع. 8- د.محمد سعد الكتاتني.9- د.محمد عبد الرحمن المرسي.10- د.محمد مرسي. 11- د.محمود أبو زيد.12- د. محمود حسين.13- د. محمود عزت. 14- د. محمود غزلان.15- د. محيي حامد.16 - د. مصطفى الغنيمي. ووفقاً للنتائج فإن جولة الإعادة (التي تجري بين الحائزين على أعلى نسبة من الأصوات) أسفرت عن نجاح سعد الحسيني والدكتور مصطفى الغنيمي على حساب أبو الفتوح ومحمد حبيب.

غداً: قراءة في الأزمة


"اللواء" تكشف ما يجري داخل التنظيم:

أزمة داخلية تعصف بـ"الإخوان المسلمين" في مصر –الحلقة الثانية: قراءة في الأزمة

السبت9 كانون الثاني 2010 الموافق 23 محرم 1431 هـ

فادي شامية

بعد أيام قليلة على تقديمه استقالته من مواقعه في تنظيم "الإخوان المسلمين"، كشف الدكتور محمد حبيب، النائب السابق للمرشد العام لـ"الإخوان" أنه بعث برسالة إلى القيادة عن طريق المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد، للرد على ما اعتبره حملة اغتيال معنوي، شنها ضده قيادات بـ"الإخوان" خلال الأيام الماضية. استقالة حبيب في الأسبوع الماضي، وقبلها اعتكاف المرشد محمد مهدي عاكف، مؤشران بارزان على الأزمة الراهنة التي تمر بها جماعة "الإخوان المسملين".

قراءة في وقائع الأزمة

كان من المفترض أن تأتي انتخابات مكتب الإرشاد لتمسح "الهزة" التي حدثت عندما "اعتكف" المرشد العام بسبب رفض مكتب الإرشاد تصعيد الدكتور عصام العريان إلى عضوية المكتب المذكور. لكن ما شاب العملية الانتخابية حوّل الأمر إلى أزمة، يمكن قراءة ما يأتي فيها:

  1. يُحفظ لمرشد "الإخوان المسلمين" محمد مهدي عاكف أنه أعلن من تلقاء نفسه عدم رغبته في التجديد له في قيادة الجماعة (أصبح بذلك أول مرشد عام سابق)، لأنه في العادة فإن حب القيادة الفطري هو الذي يغلب، لدى الإسلاميين ولدى غير الإسلاميين، لكن الرجل الذي كان يميل إلى الموازنة بين المحافظة والتجديد، مع ميل للأولى، تصرف بحدة عندما رفض مكتب الإرشاد رأيه في إحدى المسائل، فاعتكف وآلت القيادة إلى نائبه محمد حبيب. الأخير التقط الفرصة محاولاً إحداث تغيير ما، مستهلاً ذلك بحديث على قناة الجزيرة تحدث فيه عما جرى في مكتب الإرشاد، فاعتبر باقي أعضاء المكتب أن حبيب أراد إحراجهم بإفشائه أموراً لم يعتد "الإخوان" الحديث عنها، (وهو الأمر الذي أزعج عاكف أيضاً)، فكان هذا الاستعجال في الانتخابات، "من وراء ظهر المرشد بالوكالة محمد حبيب"، وهي الانتخابات التي يبدو أن الدكتور محمود عزت قد لعب فيها دوراً توجيهياً لاستبعاد حبيب، رداً على ما فعل.


  1. من المؤكد أن الانتخابات قد تم توقيتها وتوجيهها لصالح فريق على حساب آخر، لكن أحداً في الجماعة لم يتحدث عن تزوير مادي، كما حاول بعض أخصام الجماعة السياسيين والإعلاميين القول، (قال بعض المتضررين من النتيجة داخل "الإخوان": "إننا لا نعرف التزوير لكن الانتخابات كانت موجهة"). ومع ذلك فإن عدم التزوير المادي، لا يعني النزاهة بالتأكيد. وهو أمر سيجر تداعيات سلبية على قوة التنظيم، وعلى الصورة الذهنية للجماعة لدى الجمهور المصري، خصوصاً أن عبد المنعم أبو الفتوح أو محمد حبيب قد أُقصيا، علماً أنهما لم ولن يكونا قادرين -حتى لو انتُخبا في مكتب الإرشاد- على السيطرة على مقاليد الأمور المحسومة لصالح الفريق المحافظ.


  1. من الصعب القول إن الانتخابات الإخوانية الداخلية تمثل صراع أجيال، والأدق القول إنها تمثل صراعاً بين تيارين؛ أحدهما محافظ والآخر تجديدي - وكلاهما يرى أنه يقوم بما هو في مصلحة الجماعة وحفظها-، ذلك أن معظم الذين انتُخبوا لمكتب الإرشاد الجديد أصغر من الوجوه التي خرجت، وباستثناء بعض الرموز كمحمود عزت، ومحمد بديع، فإن النسبة الأكبر في التشكيلة الجديدة في الخمسينيات من العمر، وهو عمر معقول لموقع تخطيطي – غير تنفيذي- كموقع مكتب الإرشاد.


  1. لعبت أجهزة الأمن المصرية دوراً غير مباشر في الانتخابات الداخلية لـ "الإخوان"، فللمرة الأولى لا يتعرض أعضاء الشورى لأية مضايقات أمنية، رغم الكلام الكثير في الإعلام حول مجريات الانتخابات وتوقيتاتها التي كانت مكشوفة. بل إن الأمن المصري قام بإطلاق سراح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قبل أقل من شهر من الانتخابات، ما حرمه من حفظ مقعده في مكتب الإرشاد على اعتبار أن اللائحة المعدلة تنص على حفظ عضوية أعضاء مكتب الإرشاد المعتقلين. هذا في فترة الانتخابات، أما فيما سبقها فقد أدت الحملة الأمنية والسياسية والاقتصادية القوية للأمن المصري على الجماعة ورموزها إلى نمو الأفكار المتشددة فيها، إذ بات السؤال الأكثر شهرة في صفوف الجماعة هو الآتي: ماذا جنت الجماعة من انفتاحها وحصدها 88 مقعداً في البرلمان المصري غير المزيد من وضعها تحت المجهر والاستهداف؟!


  1. لقد سيطر بنتيجة الانتخابات التيار المحافظ (وكثير من رموزه يمكن اعتبارها من الرعيل القطبي) داخل "الإخوان". ولعل في إحكام التيار المتشدد سيطرته على الجماعة ما يؤشر إلى نزعة تشددية متزايدة داخل المجتمع المصري نفسه، فالجماعة في النهاية هي جزء من مجتمعها، تتأثر وتؤثر فيه. بل إن ثمة يعتقد أن قواعد الإسلاميين عموماً تتجه نحو سلفية متزايدة، حتى أن سوادها الأعظم بات أكثر محافظة من قيادات "الإخوان" أنفسهم.


  1. لقد خسرت جماعة "الإخوان المسلمين" كثيراً باستبعاد وجوه التجديد من مكتب الإرشاد، ليس لأن هذه الوجوه مقبولة من معظم شرائح الشعب المصري فحسب، بل لأن التيار التجديدي في الجماعة كان صاحب الفضل في انفتاح الجماعة ومحافظتها على وجودها وقوتها، رغم الضربات الأمنية الكثيرة التي تلقتها، ولولا وجود هذه الشخصيات التجديدية لكانت الجماعة اليوم كما كانت في فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، متقوقعة على نفسها، بلا أي مؤسسات، أو قدرة على مخاطبة الشارع المصري.


توقعات مستقبلية

بغض النظر ما إذا كان سيؤخذ بالطعن بانتخابات مكتب الإرشاد الجديد -الذي قدذمه الدكتور إبراهيم الزعفراني إلى مجلس شورى الجماعة-، أم لا، فإن المرشد العام القادم لـ "الإخوان المسلمين" أياً تكن شخصيته (بدأت عملية الانتخاب ويتوقع الإعلان عن اسم المرشد الجديد في غضون أيام قليلة) فإنه سيرث جسداً مثقلاً بالتحديات، وبنيةً تنظيمية أصابتها جروح الانتخابات الأخيرة، لكن ذلك لا يعني أن "الإخوان" لن يتمكّنوا من تجاوز هذه الأزمة – كما ذهب بعض المحللين لدواعٍ نفسية وسياسية إلى القول- فالجماعة التي يزيد عمرها عن ثمانين سنة كانت قد أصيبت بما هو أقسى من ذلك بكثير، على الصعيد الداخلي والخارجي، وهي اليوم تمثل تياراً موجوداً في نحو ثمانين بلداً في العالم بأسماء مختلفة، يشرف عليها مكتب الإرشاد العالمي.

كما أنه من الصعب الاعتقاد أن الجماعة ستعود إلى التقوقع بعد سيطرة التيار المحافظ بشكل كامل على مكتب الإرشاد، لأن التيار المحافظ - الذي كان وما زال مسيطراً- لم يكن رافضاً للانفتاح، بل على العكس من ذلك تماماً، لكن التجديد في الخطاب، والقدرة على العمل السياسي، ومخاطبة شرائح أخرى ستتضرر بالتأكيد.

ورغم أن كثيرين حاولوا البناء على الأزمة الأخيرة للقول إن الجماعة في مرحلة الأفول، فإن تجذّر الجماعة في المجتمع المصري، لا يسمح بمثل هكذا "نبؤات". ولا يعني ذلك أن ليس ثمة احتمال في أن تتراجع شعبية الجماعة بعد الصورة غير الصحية التي بدت عليها القيادة.

كما أن الصراع، بالرغم من حدّته، قابل للعلاج، لا سيما أن التخاطب والتصاريح الكثيرة لأطراف الأزمة لم تخرج عن المألوف لدى "الإخوان"، وأكثر المتضررين مما حصل؛ الدكتور محمد حبيب، أصدر قبل أيام بياناً قال فيه: "لقد سامحت كل من آذاني وظلمني وخاض في سيرتي"، وبدوره أعلن الأستاذ محمد مهدي عاكف أنه يُكنّ كل تقدير لنائبه حبيب، وأنه لم يتبلّغ بعد باستقالته "نظامياً".

لكن الأزمة الأخيرة شهدت أمراً غير مسبوق، وهو كشف "الإخوان" بأنفسهم عن أدق تفاصيل بنيتهم التنظيمية، لدرجة أنهم نشروا على الموقع الرسمي للجماعة لائحتين تنظيميتين، إحداهما خاصة بمصر والثانية تتعلق بالتنظيم الدولي، وهي سابقة في عمل "الإخوان" منذ نشأتهم، على اعتبار أنها تخالف القاعدة المشهورة لديهم: "علانية الدعوة وسرية التنظيم".

وإذا سارت الأمور في مسارها الطبيعي، فإنه -وفقاً للمادة 14 من اللائحة العالمية- يتوجب على "مكتب الإرشاد العام، بعد استشارة المكاتب التنفيذية في الأقطار، أو المراقبين العامين، أو ثلث أعضاء مجلس الشورى، ترشيح أكثر اثنين قبولاً لدى المكاتب، إذا لم يتم الإجماع على واحد ممن تتوفر فيهم الشروط، وبناءً على ذلك، وبقرار من مكتب الإرشاد العام، يوجه نائب المرشد العام الدعوة إلى مجلس الشورى العام لاجتماع مدته أسبوع كحد أقصى يجري فيه انتخاب المرشد العام الجديد".

وستكون أولى مهام هذا "المرشد الجديد" –بالتأكيد- تضميد الجراح، والتواصل الحار مع القواعد المضطربة... أما وجوه التجديد في الجماعة فسيبقى تأثيرهم واحترامهم موجود لدى قواعد "الإخوان"، ولدى الشارع المصري، وقد يكونون في صدارة الأحداث قريباً.. من يدري!.

------------

نص استقالة الأستاذ محمد حبيب

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والأحباب أعضاء مجلس الشورى بجماعة الإخوان المسلمين – مصر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أرجو أن تتقبلوا اعتذاري لعدم رغبتي في الترشح لموقع المرشد، سائلا المولى تعالى أن يوفقكم إلى ما يحب ويرضى لخدمة الإسلام ورفعة هذه الجماعة المباركة.. تقبلوا وافر تحياتي وودي وتقديري.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ملحوظة:

أنا مستقيل أيضا من مواقعي:

1- النائب الأول للمرشد الحالي. 2- عضوية مكتب الإرشاد العالمي. 3- عضوية مجلس الشورى العالمي.

أخوكم الدكتور محمد السيد حبيب

31 من ديسمبر 2009م

14 من المحرم 1431هـ


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


1 + 6 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق
  صورة البلوك جديد دليل المواقع