هل بمقدور المؤسسات والنُخب الفكرية الحفاظ على القدس؟!

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
هل بمقدور المؤسسات والنُخب الفكرية الحفاظ على القدس؟!

   الكاتب :

 

 الزوار : 2907   الإضافة : 2010-01-13

 

تعقد مؤسسة القدس الدولية، (مرخصة منذ العام 2002 في لبنان)، مؤتمرها السنوي السابع، تحت شعار: <تثبيت في وجه الاقتلاع>، حيث من المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام يتدارس فيها المؤتمرون أوضاع القدس، وكيفية الحفاظ على هويتها العربية الإسلامية، في ظل حملة تهويد متصاعدة للمدينة ومقدساتها

هل بمقدور المؤسسات والنُخب الفكرية الحفاظ على القدس؟!

الاربعاء,13 كانون الثاني 2010 الموافق 27 محرم 1431


فادي شامية:

تعقد مؤسسة القدس الدولية، (مرخصة منذ العام 2002 في لبنان)، مؤتمرها السنوي السابع، تحت شعار: <تثبيت في وجه الاقتلاع>، حيث من المقرر أن تستمر فعاليات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام يتدارس فيها المؤتمرون أوضاع القدس، وكيفية الحفاظ على هويتها العربية الإسلامية، في ظل حملة تهويد متصاعدة للمدينة ومقدساتها· ومن المقرر أن يـُفتتح المؤتمر اليوم الأربعاء في قاعة الأونيسكو في بيروت، برعاية فخامة الرئيس ميشال سليمان، قبل أن ينتقل مجلس أمناء المؤسسة والضيوف (150 عضواً في مجلس الأمناء) إلى فندق السفير لعقد جلسات وندوات مفتوحة، إضافة إلى جلسات إدارية مغلقة·

المناسبة تدعو للتفكير في الوضع المؤلم الذي آلت إليه القدس، بعدما قصّر العرب والمسلمون على مدى نحو 42 عاماً في <نجدتها> (احتـُلت المدينة جزئياً عام 1948، لكنها احتـُلت كاملة، بما في ذلك بلدتها القديمة، التي تقع فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية عام 1967)·

ما يبدو واضحاً أن مشروع التهويد مستمر بلا توقف، في ظل حالة العجز العربي الرسمي -وحتى الشعبي- الراهن· هذا الواقع يدفع المؤسسات الأهلية، والأطر النخبوية لعقد مؤتمرات وندوات لدق ناقوس الخطر، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل يمكن الحفاظ على هوية القدس عبر مؤسسات أهلية، ولو كانت متخصصة، ودولية، وجامعة··· كمؤسسة القدس؟

إجابةً عن هذا السؤال يقول الدكتور محمد أكرم العدلوني، أمين عام مؤسسة القدس الدولية لـ <اللواء>: <طبعاً لا، لكن أحد أهم أهداف مؤسسة القدس الدولية، تفعيل العمل على المحافظة على القدس، كمرحلة أولى، وتهيئة الأرضية لاستعادتها كمرحلة ثانية، ولقد نجحت المؤسسة في هذا المجال، إلى حدٍ ما· ولعل أحد أهم مظاهر هذا النجاح، الإعلان التاريخي الصادر عن ملتقى القدس الدوليّ في اسطنبول، بحضور أكثر من 3000 شخصيّة، من مختلف أنحاء العالم، الذي ثبّت في بنوده العشرة حقّ الفلسطينيّين والعرب والمسلمين في القدس، مهما طال الزمن· وبالرغم من ذلك، فإن المؤسسة تدرك أن الطريق ما يزال طويلاً وأنها بحاجة إلى دعم أكبر، من الشعوب والأحزاب والحكومات، فاستعادة القدس مشروع يقاس بحركة الأمم لا المؤسسات>·

وفيما يتعلق بالمخاطر المرتبطة بالمقدسات يقول العدلوني: <تشكل الحفريات تحت المسجد الأقصى وفي محيطه خطراً حقيقياً على المسجد·

ولقد شهدنا في العامين الماضيين تسارعاً محموماً في أعمال الحفر والتنقيب والبناء، بهدف إنشاء مدينةٍ يهوديّة تحت الأرض، على مختلف جهات المسجد الأقصى· وقد كان أخطر هذه الحفريات في الجهة الجنوبيّة للمسجد، فيما يسمى بالطريق الهيروديانيّ، الذي يربط ساحة البراق بالمدخل الجنوبيّ لما يسمى مدينة داوود···· إن ما يجري تحت الأقصى وفي جواره خطير فعلاً، لدرجة أننا توقعنا في تقرير أصدرناه في الذكرى الأربعين لإحراق الأقصى، أن يعلن الاحتلال عن تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود، كما جرى سابقاً بخصوص المسجد الإبراهيمي في الخليل، وثمة مؤشرات واضحة لهذا التوجه على أكثر من صعيد>·

بطبيعة الحال، لا يترك العدلوني خلال الحوار أي فرصة دون أن يذكر بأن حماية القدس مسؤولية أكبر بكثير من مؤسسة القدس، لكنه يشير إلى أن <ما يهمنا من هذه المؤتمرات والتوعية التي نقوم بها، هو تشكيل رافعة شعبية ورسمية بحجم قضية القدس>· وبرأيه فإن السبيل الأقصر للحفاظ على القدس هو وحدة الأمة، يقول العدلوني: <إن نجاح المواجهة مع دولة الاحتلال الصهيوني يحتاج إلى الوحدة، وكلما ازدادت الخلافات بين مكونات الأمة، ازداد عمر الاحتلال الصهيوني لأرضنا ومقدساتنا· لقد آن لهذا الانقسام الفلسطيني والعربي والإسلامي أن ينتهي· وإننا ندعو في هذا المجال إلى مبادرات طيبة، ومؤتمرات للصلح، لرأب الصدع وإنهاء الانقسام لما له من أثر سلبي على قضية القدس وعموم القضية الفلسطينية>·

بدوره يشير مدير إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس هشام يعقوب إلى أن <إن الدّور الرّئيس للمؤتمر هذا العام هو تفعيل دور العالم العربي والإسلامي في الدّفاع عن القدس والمقدّسات ومساندة إخواننا الصامدين الصّابرين في بيت المقدس· بالإضافة الى تأكيد تضامن الشّعب العربي والإسلامي مع أهلنا هناك··· مؤتمرنا ليس مجرّد شعارات وهتافات، ونحن نأمل من خلاله أيضاً في جمع مبالغ كافية ?على غرار المؤتمرات السابقة- لدعم مشاريع التثبيت في القدس>· أمّا عن الهدف العام الذي يطرحه هذا المؤتمر فهو حسب يعقوب: <إعادة مدينة القدس الى صدارة الاهتمام العربي والإسلامي، في رسالة واضحة هي أن القدس نحميها معاً ونستعيدها معاً>·

ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر مجموعة كبيرة من رجال الدّين والفكر ورجال الأعمال من عدد كبير من دول العالم، وسيكون العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس مجلس أمناء المؤسسة على رأسهم· أما حفل الافتتاح فستحضره شخصيات سياسية هامة، من لبنان وخارجه، لم يُفصح عنها لاعتبارات أمنية على الأرجح·


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


7 + 2 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع