مصطفى حمدان: محاولة جديدة للاختراق!

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  مصطفى حمدان: محاولة جديدة للاختراق!     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 4433 |  الإضافة : 2010-03-27

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



كثيرةٌ هي محاولات الاختراق السابقة. قبل مصطفى حمدان، جرّب "حزب الله" واجهات سنية عديدة، تحت عناوين دينية في الغالب. في البداية حاول الاختراق من خلال "تجمع العلماء المسلمين"، لكن ارتباط التجمع بإيران و"حزب الله" جعله إطاراً غير فعالٍ في الأوساط السنية.

مصطفى حمدان: محاولة جديدة للاختراق!

فادي شامية

كثيرةٌ هي محاولات الاختراق السابقة. قبل مصطفى حمدان، جرّب "حزب الله" واجهات سنية عديدة، تحت عناوين دينية في الغالب. في البداية حاول الاختراق من خلال "تجمع العلماء المسلمين"، لكن ارتباط التجمع بإيران و"حزب الله" جعله إطاراً غير فعالٍ في الأوساط السنية. وبعد اشتداد الأزمة السياسية في البلد أنشأ "حزب الله" أو دعم إنشاء، أطرٍ سنية عديدة مناصرة له، على سبيل المثال لا الحصر: "لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية"، و"مؤتمر إقليم الخروب العربي المقاوم"، و"تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية"، و"تيار الفجر"، و"تيار المقاومة في منطقة العرقوب"، و"جبهة العمل الإسلامي"... والإطار الأخير كان الأكبر كونه يضم أحزاباً وجمعيات إسلامية موجودة سابقاً.

مع وفاة الدكتور فتحي يكن انهارت "جبهة العمل الإسلامي" عملياً، وتبين للحزب المذكور أن هذه الأطر التي أنفق عليها الكثير، لم تعط النتيجة المرجوة منها، وقد تأكد ذلك في أكثر من مناسبة ومحطة، فضلاً عن أنها استثارت الشارع السني، وولّدت حركات مضادة من الطبيعة نفسها (جبهة العمل الإسلامي – الطوارئ مثلاً)، ونتيجة لهذا الواقع فقد اضطر "حزب الله" للتعامل مع "تيار المستقبل" كمرجعية سياسية للطائفة السنية (الأمر الذي أثار -وما يزال- حلفاءه السنة)، كما اضطر للتعامل مع "الجماعة الإسلامية"، كممثل أكبر للإسلاميين السنة (خلافاً للسابق، وقد عقد اجتماعين مع قيادة الجماعة في الأيام الماضية لـ"تنقية الأجواء وتحسين العلاقات").

غير أن محاولات الاختراق لم تتوقف، رغم كل ما يحكى عن مصالحة وتهدئة، ومن يراقب الحركة على الأرض يتلمّس ذلك بوضوح. ففضلاً عن دعمه الحركات والأحزاب والشخصيات السنية المؤيدة له؛ في الشمال، وبيروت، وإقليم الخروب، والبقاع، وصيدا، يجرّب "حزب الله" إطاراً جديداً، بعنوان قومي عروبي، في معاقل "تيار المستقبل"، من خلال العميد مصطفى حمدان، المفرج عنه "لعدم كفاية الدليل" في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

المحاولة الجديدة

بعد إطلاق سراحه، قبل أقل من عام، قدّم مصطفى حمدان استقالته من الجيش اللبناني، وتفرّغ لما يسميه هو إعادة بناء "المرابطون"، بهدفٍ معلن هو "إعادة السنّة إلى تاريخهم العروبي المقاوم"!، مدعياً أنه يحظى بدعم ضمني من خاله مؤسس الحزب؛ إبراهيم قليلات.

في خطابه السياسي يهادن حمدان "تيار المستقبل"، بما يؤمّن له إمكانية العمل، لا سيما في مركز عمله الرئيس؛ الطريق الجديدة، وبالمقابل يشن هجوماً عنيفاً على "القوات اللبنانية"، بمناسبة أو من دون مناسبة، (انسياقاً مع سياسة باتت واضحة عند أكثر من فريق لبناني، تقضي بإبعاد الجناح المسلم – السني- عن المسيحي في فريق 14 آذار، بعد النجاح في إبعاد الجناح الدرزي عن هذا الفريق، بما يؤدي إلى تصفيته).

يجول حمدان هذه الأيام، في مناطق ذات غالبية سنية، ويستقطب عدداً من الأنصار، يمكن تقسيمهم إلى الفئات التالية: قوميون سابقون- مبغضون للحريري و"تيار المستقبل"- ذوو حاجة مصروفون من الشركة الأمنية (Security +)- نفعيون. وبطبيعة الحال فإن خطاب الرجل مع هؤلاء ليس واحداً، انطلاقاً من اختلاف الخلفيات والحاجات.

وقبل مدة قام حمدان بتوزيع عدد من بطاقات "سرايا المقاومة" على مجموعات من أنصاره، بما يتيح لهم امتلاك السلاح ونقله، فضلاً عن تأمينه مخصصات مالية لعدد آخر من المستـَقطبين. ولا يخفى أن الرجل يستفيد أيضاً من كون علاقة أهالي الطريق الجديدة مع قائد الفوج الرابع المنتشر في هذه المنطقة ليست على ما يرام (وبالمناسبة فإن قائد هذا الفوج صامد في موقعه منذ العام 2006 رغم كل المناقلات الأخيرة).

يقول حمدان في مقابلة أجراها معه تلفزيون الجديد مؤخراً: "نحن متوافقون مع حزب الله وطموحنا أن نصبح كحزب الله، وأن نضع صواريخنا من الناقورة حتى شبعا، ومن المؤكد أن حزب الله يسمح لنا بذلك لأنه يعرف موقعنا بالنسبة إليهم".

هل وافق إبراهيم قليلات على "توريث" حمدان؟

في حركته هذه، يدّعي مصطفى حمدان أنه يعمل بمباركة من خاله إبراهيم قليلات، لكن مصدراً قيادياً في "المرابطون"، يؤكد أن "هذا الادعاء غير صحيح"، فيما يؤكد قيادي آخر أن "قليلات هدّد حمدان من مواصلة استعمال اسم المرابطون تحت طائلة إصدار بيان من قليلات نفسه بهذا المعنى". ويذهب بعض قدامى "المرابطون" إلى حد القول: "إن قليلات نفسه سيعود إلى لبنان قريباً لإعادة لمّ شتات التنظيم، -الذي ضرب عسكرياً عام 1985-، بعيداً عن حمدان وارتباطاته". (أصدر قليلات بياناً مؤخراً – بعد نحو 25 سنة من الانكفاء- أكد فيه على الاستمرار "في مسيرة المنهج والصراع والنضال بأبعاده شاملة"، وقد خلا من أية إشارة إلى توريث حمدان حركة "المرابطون").

وكان محمد درغام، رئيس "المرابطون"، قد أصدر بياناً، في وقت سابق ليقول إنه: "في مواكبتنا لتحركات مشبوهة في شارعنا، سجّلنا مناورات كلامية باتجاه مناضلي حركتنا؛ المرابطون، حيث تكررت الاتصالات بهم من فريق عمل تابع للعميد مصطفى حمدان. الاتصالات تمت مع قيادات وكوادر من مختلف المناطق اللبنانية لعرض الإغراءات عليهم". أضاف: "كلنا يعلم أن أخصام المسلمين السنّة في لبنـان يريدون أن يصوروا سنّة العالم العربي كلهم على أنهم خونة أو متخاذلين، بهدف وضع اليدّ على لبنـان وعلى المقاومة الفلسطينية... وكون العميد مصطفى حمدان هو ابن شقيقة مؤسس المرابطون (فإن ذلك) لا يعطيه أية شرعية للكلام باسم المرابطون ولا حتى باسم خاله".

وتنقل شخصية قيادية في "المرابطون" عن الدكتور زياد العجوز، رئيس مجلس قيادة "المرابطون" (الجناح الآخر للحزب المنقسم على نفسه) قوله إنه: "يرفض السماح للمتاجرين أن يرهنوا قرار المرابطون ويضعوها في غير موقعها الحقيقي (في إشارة إلى حمدان)، وأن الأخ إبراهيم قليلات لم يعط حمدان موافقته على ترؤس المرابطون".

هل ينجح حمدان حيث فشل الآخرون؟!

بعيداً عن إشكالية الشرعية التي يفتقدها حمدان داخل "المرابطون" التي يعمل باسمها حالياً، فثمة شكوك كبيرة في نجاح الرجل حيث فشل الآخرون، صحيح أنه يحاول استغلال أية حالة تململ في أوساط "تيار المستقبل"، إلا أن حركته وارتباطاته واضحة لمؤيدي هذا التيار وجمهور العريض، كما أن الفئات التي يستقطبها متعِبَة بطبيعتها، ويمكن أن تنقلب عليه في أية لحظة، إضافة إلى أن منسقي التيار في المناطق، ومن خلال اتصالهم بالناس، مطّلعون على تحركاته، حتى التي يظن أنها مخفية، خصوصاً أن بعض الذين استقطبهم مؤخراً يكثرون من الكلام عن "أحلام الجنرال". ولا يعني ذلك أن حمدان لا يعمل بجدٍ لتكوين قاعدة صلبة، لا سيما أنه يحظى بدعم مادي ومعنوي وإعلامي كبير، من قبل "حزب الله"، وفي هذه النقطة بالتحديد تكمن الخطورة، خصوصاً مع وجود السلاح بأيدي عدد لا بأس به ممن يستقطبهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إذا كان مفهوماً –في السياسة- أن يحاول فريق لبناني تحسين حضوره في ساحة فريق آخر، وإذا كان مبرراً لأجل هذه الغاية، أن يمد هذا الفريق حليفه بالدعم المادي والمعنوي، إلا أن غير المفهوم هو توظيف السلاح، و"المقاومة"، وسراياها، في عملية الاختراق هذه؟. فكيف إذا كانت الأجواء عنوانها؛ التهدئة، والمصالحة، والتوافق؟!


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


4 + 7 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك جديد دليل المواقع