حزب الله حريص على التنوع

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  حزب الله حريص على التنوع     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2423 |  الإضافة : 2010-05-08

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



انسحب "حزب الله" من الانتخابات البلدية في بيروت، تضامناً مع حليفه الاستراتيجي ميشال عون، ورفضاً لعدم تمثيل ما يُسمى "المعارضة السنية" في العاصمة. تضامن "حزب الله" مع "التيار الوطني الحر" مفهوم ومبرر، لكن حديثه عن معارضي الرئيس سعد الحريري من السنة غير مفهوم وغير مبرر،

"حزب الله" حريص على التنوع في بيروت فماذا عن التنوّع في "مناطقه"؟!

فادي شامية

انسحب "حزب الله" من الانتخابات البلدية في بيروت، تضامناً مع حليفه الاستراتيجي ميشال عون، ورفضاً لعدم تمثيل ما يُسمى "المعارضة السنية" في العاصمة.


تضامن "حزب الله" مع "التيار الوطني الحر" مفهوم ومبرر، لكن حديثه عن معارضي الرئيس سعد الحريري من السنة غير مفهوم وغير مبرر، فبغض النظر عن حجم ما يسمى "المعارضة السنية"، وشخصياتها وارتباطاتها، فإن هذا "التباكي" على أحقية تمثيل بعض السنّة المرتبطين بالحزب المذكور، لا يجوز أن يصدر عمن يحتكر التمثيل في مناطقه، ليس فيما خص طائفته فحسب، بل فيما خص طوائف الآخرين أيضاً!.


التنوع الشيعي: أين هو؟!
نعم، من حيث المبدأ، فإن من حق أي فريق سياسي، وضمن أية طائفة، أن يطالب ويسعى لأن يتمثل في أي مستوى انتخابي، بحسب حجمه. هذا هو حقه المشروع، فهل يراعي "حزب الله" هذه الأحقية في "مناطقه"، قبل أن يطالب الآخرين بها؟! ماذا عن التنوع في المناطق الشيعية، بعدما فرض "حزب الله" وحركة "أمل" توافقات فوقية، ألغت عملياً الانتخابات في أكثر من مدينة وبلدة، حتى أن نسبة كبيرة من المجالس البلدية في القرى والمدن ذات الغالبية الشيعية فازت بالتزكية؟!(23 من 70 مجلساً بلدياً في بعلبك -الهرمل وحدها جاء بهم الحزب والحركة بالتزكية، وباقي البلدات نتائجها شبه محسومة).


هل يعقل أن الطائفة الشيعية الولود لم يعد فيها مرشحون سوى من ينتمي لـ "حزب الله" وحركة "أمل"، ألم ينتبه "حزب الله" لوجود خمسة آلاف شخصية شيعية، اجتمعت في أيلول من العام 2007 في حفل إطلاق حركة "الخيار اللبناني"، وعبّرت عن خيارات تخالف توجهاته؟! ألا يحق لهؤلاء أن يتمثلوا في المجالس البلدية الكثيرة، إذا كانوا ممنوعين من التمثل في المجلس النيابي؟!


ماذا عن "لقاء علماء لبنان" في البقاع برئاسة الشيخ عباس الجوهري، وماذا عن "الجبهة الوطنية لإنماء بعلبك والهرمل" برئاسة فادي يونس، وماذا عن "حركة شباب البقاع" بقيادة عماد قزعون؟.


وماذا عن "المجلس الإسلامي العربي" برئاسة العلاّمة محمد علي الحسيني، وماذا عن "التيار الشيعي الحر" برئاسة الشيخ محمد الحاج حسن، وماذا عن "تيار الانتماء اللبناني" بقيادة أحمد الأسعد، وماذا عن الرئيس حسين الحسيني (أصدر بياناً اعتراضياً قبل أيام)، ورياض الأسعد، والنائب السابق باسم السبع، والوزير إبراهيم شمس الدين، والنائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، وغير هؤلاء كثير...؟! ثم ماذا عن المفتي المخلوع السيد علي الأمين، ذلك الرجل الذي أُخرج من بيته ومكتبه ومنصبه، بقوة السلاح لمجرد أنه تجرأ على اتخاذ مواقف غير مرضى عنها؟


قد يقول قائل، هذا صحيح، ولكن حجم هؤلاء جميعاً ليس بالكبير... حسناً فليتمثلوا بحسب حجمهم، وليس كما يريد "حزب الله" تمثيل جماعته من السنّة، بحجم أكبر من حجمهم!، مع العلم أن للسلاح سطوة لا يمكن إنكارها، بدليل أنه في المرات التي يتمرد فيها الناس على خيارات القوة المهيمنة عليهم، يظهر أن حجمهم أكبر مما كان يعتقد؛ ألا يؤشر ما جرى في معركة مخاتير الضاحية الجنوبية (حارة حريك) على ذلك؟ ألا يؤشر إلى مثل هذا المعنى أيضاً، فوز تحالف "المستقبل- الاشتراكي" في بلدة الوردانية ذات الغالبية الشيعية في جبل لبنان الجنوبي، على تحالف "أمل- حزب الله"؟!


فرض المرشحين على الطوائف الأخرى!
لو استثنينا ما سبق كله، وسلّمنا جدلاً مع "حزب الله" بعدم وجود أية قوة تستحق التمثيل ضمن الطائفة الشيعية إلا هو وحركة "أمل"، فماذا عن الطوائف الأخرى؟! ولماذا يصر "حزب الله" -حيثما يكون قادراً- على فرض التمثيل الذي يناسبه على الطوائف الأخرى؟! لماذا يحذف تمثيل المسيحيين كلياً في بلدتي الحصون ومشان (قضاء جبيل) استناداً إلى القدرة العددية؟ وما هي الرسالة التي يوجهها "حزب الله" إلى السنّة عندما يفرض استناداً إلى القوة العددية- على بلدة مختلطة كالجية (15 عضواً: 7 مسيحيون، 5 شيعة، 3 سنة) أسماء المرشحين السنة الثلاثة، خلافاً لميول غالبية سنة البلدة؟!


ماذا عن بلدية صور (21 عضواً) التي رفض "حزب الله"، أن يترك المجال للعائلات السنية فيها، كي تسمّي الأعضاء السنّة الأربعة في اللائحة الائتلافية، متمسكاً بتسمية 3 على الأقل منهم، من قِبله، بالتفاهم مع حركة "أمل"؟!


وماذا عن بلدية بعلبك (21 عضواً) التي تجري الانتخابات فيها يوم الأحد القادم، ألم يستبعد "حزب الله" القوى الأكثر تمثيلاً للسنّة لصالح القوى الأقل تمثيلاً هناك؟! "حزب الله" في بعلبك لم يرفض تمثيل "المستقبل" فحسب، بل رفض تمثيل "الجماعة الإسلامية"، ولو بعضو واحد، ثم وزّع المقاعد السنية السبعة في البلدية على الشكل الآتي: يسمي "حزب الله" مرشحين سنيين، ويسمي "البعث" مرشحين سنيين، وتسمي حركة "أمل" مرشحاً سنياً، ويبقى للأحباش مقعدان اثنان، فهل هذه القوى مجتمعة هي التي تمثل الشارع السني حقيقةً في بعلبك؟ وكيف إذاً لمن يغيّب الأكثرية السنية (لجهة حجم تمثيلها ضمن طائفتها) في بعلبك أن يطالب بتمثيل الأقلية السنية (لجهة حجم تمثيلها ضمن طائفتها) في بيروت؟!


إن أقل ما يقال -والحال هذه-، أن هذا السلوك لا يعزز الوحدة الوطنية، ولا يخدم العيش المشترك.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


3 + 2 =

/300
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق