الأخوان المسلمون وحزب الله

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
الأخوان المسلمون وحزب الله

   الكاتب :

 

 الزوار : 4413   الإضافة : 2011-06-29

 

تخيم الثورة السورية على علاقة حركة "الأخوان المسلمين" عموماً، و"الأخوان" السوريين واللبنانيين خصوصاً بـ "حزب الله" اللبناني، بما يأخذ هذه العلاقة نحو التردي، بسبب إصرار "حزب الله" الوقوف إلى جانب النظام السوري حتى النهاية.

الثورة السورية تخيّم على علاقة "حزب الله" بـ "الأخوان المسلمين"!

فادي شامية

تخيم الثورة السورية على علاقة حركة "الأخوان المسلمين" عموماً، و"الأخوان" السوريين واللبنانيين خصوصاً بـ "حزب الله" اللبناني، بما يأخذ هذه العلاقة نحو التردي، بسبب إصرار "حزب الله" الوقوف إلى جانب النظام السوري حتى النهاية.

"الأخوان المسلمون"

غداة حصول الثورتين التونسية والمصرية، لم يكن ثمة تناقض بين "الأخوان المسلمين" و"حزب الله"، ولو أن "الأخوان" في مصر شعروا في فترة ما، أن ثمة من يريد أن يصبغ ثورة 25 يناير بلون ليس لها، فكان لهم ردهم الخاص الذي نفى عن الثورة الطبيعة الدينية وفق النموذج الإيراني، لكن ذلك لم يؤثر كثيراً على العلاقة مع "حزب الله".

عندما اندلعت ثورة 15 آذار السورية؛ تخلى "حزب الله" عن طروحه القائمة على أساس دعم الحركات الشعبية في الثورة على الظلم والأنظمة الاستبدادية، وأعلن تأييده الكامل للنظام السوري في مواجهة "المؤامرة" التي يتعرض لها.

وكتدعيم لنظرية المؤامرة؛ توسّل الحزب المذكور مناهج عديدة؛ من بينها الإساءة إلى المحتجين والترويج أن تظاهراتهم غير سلمية، وأنهم مرتبطون بالخارج، وأن النظام يقوم بإصلاحات حقيقية. كما اعتمد نهج مهاجمة الأطراف المؤيدة للثورة السورية، مهما كان حجمها أو تاريخ العلاقة معها، فانقلبت علاقته بقطر من الود الكامل إلى الهجوم القاسي، واستبدل طروحه بوجود "تحالف تركي-إيراني سيغير وجه المنطقة" إلى هجوم حاد على تركيا وعلى رجب طيب أردوغان، وصولاً إلى انقلاب علاقته بـ "الأخوان المسلمين" من التفاهم إلى التهجم.

وقد تركزت عناوين تهجم "حزب الله" في وسائله الإعلامية على "الأخوان المسلمين" بعناوين محددة:

- تناغم "الأخوان المسلمين" مع الدور التركي في المنطقة، وهو دور "مشبوه"، وهدفه "تكوين قوة سنية في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة"، وذلك من وجهة نظر الحزب الجديدة.

- ابتعاد "الأخوان" عن "محور المقاومة والممانعة"، وسعيهم لإبرام تفاهم مع "المشروع الأميركي في المنطقة"، تحت عنوان "الإسلام المعتدل". وفي هذا المجال يضع إعلام الحزب تصريحات بعض القياديين في "الأخوان المسلمين" في غير سياقها.

- شعور "الأخوان" أنهم أصبحوا أقرب إلى السلطة، في تونس ومصر وغيرهما، ما يحتم عليهم تعديل خطابهم وتحسين صورتهم، والابتعاد عن إيران و"دورها المقاوم في المنطقة"!.

- العلامة يوسف القرضاوي تحوّل إلى "شيخ في تصرف إمارة قطر، التي تعمل وفق أجندة أمريكية" -وفق الموقف الجديد من قطر- وهو "يثير الفتنة في سوريا، خلافاً للدور الذي يجب أن يضطلع بعه العلماء"!

ومن أغرب ما كتبته وسائل إعلام قريبة من "حزب الله" نقلاً عنه، كدليل على ما سبق كله؛ أن المرشد العام لـ "الأخوان المسلمين" زار لبنان معزياً بوفاة المستشار فيصل مولوي (أمين عام "الجماعة الإسلامية" السابق) "ولم يطلب موعداً للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما أن محمد بديع لم يوجه خلال زيارته أي خطاب خاص أو حتى كلمة شكر إلى المقاومة"!.

"الأخوان"-سوريا

فيما يتعلق بـ "أخوان" سوريا؛ فإن علاقتهم مع "حزب الله" كانت مقطوعة منذ زمن طويل، انسجاماً من "حزب الله" مع موقف النظام السوري من الجماعة، لكن الحزب كان يتجنب مهاجمة جماعة "الأخوان المسلمين" في سوريا، لئلا يؤثر ذلك على علاقته بباقي "الأخوان" في العالم، غير أن هذا الموقف تبدل عندما تبين أن "الأخوان المسلمين" باتوا جزءاً من الثورة السورية على نظام الرئيس بشار الأسد.

وترتكز دعاية "حزب الله" ضد جماعة "الأخوان المسلمين" في سوريا اليوم على الآتي:

- "أخوان" سوريا باتوا "حصان طروادة" أميركي لـ "ضرب محور المقاومة انطلاقاً من إسقاط النظام في دمشق".

- القيادة الحالية لـ "أخوان" سوريا أخذت الجماعة بعيداً وراء الركب الأميركي.

- تركيا تستخدم الجماعة للنيل من سوريا، بدليل استضافة السلطات التركية مراقب عام "الأخوان المسلمين" في سوريا، رياض الشقفة، وعقده عقد مؤتمراً صحافياً في اسطنبول.

وفي إطار الحملة على "أخوان" سوريا، قام إعلام "حزب الله" بترداد مزاعم النظام السوري فيما أُسمي "اعترافات متلفزة" لعناصر من "الأخوان المسلمين" أقروا بـ "القتل والتفجير والتخريب والتآمر على بلدهم". وقد زاد إعلام "حزب الله" من حملته على "الأخوان" السوريين باستضافة مجموعة من الشخصيات التي كالت الاتهامات والشتائم لـ "أخوان" سوريا، ما دفع المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا رياض الشقفة، إلى الرد على السيد حسن نصر الله بالقول: "يدعى الشعبية والمقاومة والحرية ويقف ضد الشعب السوري إلى جانب الديكتاتور بشار الأسد. موقفه غريب عجيب فعلاً" (13/6/2011).

"الجماعة الإسلامية"

في لبنان حرصت "الجماعة الإسلامية" على دوام التواصل مع "حزب الله، للتخفيف من حدة الاحتقان المذهبي من جهة، ولتحقيق المصلحة الوطنية والشرعية من جهة أخرى- وفق ما تعتقد الجماعة أنه الصواب-، ورغم فترات الفتور التي شهدتها العلاقة بين الطرفين في مراحل مختلفة، لا سيما في الفترة التي أعقبت أحداث 7 أيار 2008، إلا أن العلاقة استمرت، حتى اندلعت الثورة السورية. يقول عزام الأيوبي، رئيس المكتب السياسي لـ "الجماعة الإسلامية": "لقد كانت هناك تباينات كثيرة في علاقتنا بحزب الله، لكن العلاقة تراجعت كثيراً بعدما طرأت عليها الثورة السورية، خصوصاً عندما تبنّى الحزب موقف النظام السوري بالكامل، بما فيه الموقف من الأخوان المسلمين والعلامة يوسف القرضاوي... يريد حزب الله ممن يتعاطى معهم تأييداً كاملاً، وفي كل شيء، وهذا ما لا تقبل به الجماعة"!.

والواقع أن الانزعاج في أوساط "الجماعة" بلغ ذروته مؤخراً، عندما بدأ إعلام "حزب الله" يستضيف "الشتّامين" الذين يتطاولون على العلامة يوسف القرضاوي، وعلى جماعة "الأخوان المسلمين" في سوريا، فضلاً عن تحوّل الحزب من تأييد الشعوب في الدول العربية إلى تأييد النظام في سوريا.

وكترجمة لهذا الانزعاج؛ انقطعت العلاقة مع "حزب الله"، وتبادل الطرفان رسائل إعلامية تعبر عن أسباب استياء كل منهما من الآخر.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


8 + 4 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع