إماطة الأذى عن الطريق صدقة

  محيط البوك المادة

القسم الاسلامي علوم القرآن والحديث والفقه
  إماطة الأذى عن الطريق صدقة     
 

الكاتب : علي بن عبد العزيز الشبل    

 
 

 الزوار : 37 |  الإضافة : 2024-04-28

 

علوم القرآن والحديث والفقه


 

قَالَ النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، بسبب شوكٍ أزاحه وأذاعه عن طريق المسلمين، فشكر الله عَزَّ وَجَلَّ له فأدخله الجَنَّة»

 

التنزه وإماطة الأذى


  • ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، بسبب شوكٍ أزاحه وأذاعه عن طريق المسلمين، فشكر الله عَزَّ وَجَلَّ له فأدخله الجَنَّة»، عملٌ يسير، شكر الله لفاعله حَتَّىٰ أثابه الفضل العظيم بأن أدخله جنانه، أتدرون لِمَ؟ لأنَّ جزاء الله عَزَّ وَجَلَّ من جنس عملك أَيُّهَا المُكلّف: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: ، {جَزَاءً وِفَاقًا} [النبأ: 26]، شكر الله له فعله، لمَّا أزاح الأذى عن طريق المسلمين.


• وفي الصحيحين أَيْضًا من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً» ، وفي رواية فيهما: «بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فأعلاها: قول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان» .


والأذى يا عباد الله يكون أذًى حسيًّا بشوكٍ أو بحجرٍ أو بغيره مِمَّا يؤذي النَّاس، يزيله عن طريقهم، فلا يتأذون به.

وأعظم منه يا عباد الله الأذى المعنوي في معصية الله جَلَّ وَعَلَا والمجاهرة بها؛ ولهذا شُرع في ديننا: شعيرة الأمر بالمعروف، وَالنَّهْي عن المنكر.


واعلموا يا عباد الله! أن النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتقوا اللاعنين: الَّذِي يبول في طريق النَّاس، وَالَّذِي يتخلَّى في طريقهم» ؛ كل ذلك عناية من الشَّرِيْعَة بخلقك وأدبك أَيُّهَا المؤمن، في برك وفي حضرك، في تنزهك، وفي محل إقامتك، فلا تؤذي غيرك، فدينك لا يعودك عَلَىٰ الأنانية، ولا عَلَىٰ نفسي نفسي، وَإِنَّمَا: أن تعيش مع إخوانك ومع النَّاس عيشةً هنية بالتواصي عَلَىٰ الخير، والتدافع إليه، والتحاذر والتجافي عن الشر وأهله.


واعلموا يا عباد الله! أن من حرص ديننا علينا: أن هٰذَا نَبِيّنا صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المبيتِ في بطون الأودية. تأتي السيول المنقولة ثُمَّ تهلك الإنسان وأهله وماله ومتاعه؛ كل هٰذَا عناية من الشرع المطهر بك أَيُّهَا المُكلَّف، ولتقوم بهذه الدنيا خليفةً لله عَزَّ وَجَلَّ في أرضه، بنشر الخير وإذاعته، لا بنشر الشر وإذاعته.

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:


وإنَّ مما يغلط النَّاس في هٰذَا غلطًا عظيمًا: أن ينسبون المطر إِلَىٰ المنخفضات الجوية، أو إِلَىٰ الأنواء والأجرام والكواكب السماوية، وَهٰذَا يا عباد الله كفرٌ بمنزِّل الخير والأمطار رب البرية؛ ففي الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الغداة بِالحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ وأقبل علينا بوجهه حمد الله وأثنى عليه ثُمَّ قَالَ: «أتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ» ؟» قلنا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ؛ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، كَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا؛ فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، مُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ» .

وفي صحيح مسلمٍ عن أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أربعٌ من نذور الجاهلية في أمتي لا يتركونهن» ، وفي رواية: «لا يدعونهن: الِاسْتِسْقَاءُ بِالأَنْوَاءِ» أي: نسبة نزول المطر إِلَىٰ النَّجْم الفلاني والبرج الفلاني، فمن قائل: هٰذَا مطر الوسمي، وَهٰذَا مطر المربعانية والشبط، وَهٰذَا مطر العقارب، ينسبها إِلَىٰ هٰذِه المنازل القمر، وَإِلَىٰ هٰذِه النُّجُوم، ومن قائلٍ: هٰذَا مطر منخفض الفلاني، والمرتفع العلاني، والرياح الهابطة، والرياح المرتفعة، ولا ينسب المطر إِلَىٰ المولي به، وَإِلَىٰ من أنعم به، وهو ربنا جَلَّ وَعَلَا.


• «الِاسْتِسْقَاءُ بِالأَنْوَاءِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ» وكذلك يا عباد الله: «الْفَخْرُ بِالْأَحْسَابِ، والطَّعْنُ بالأنساب».


• قَالَ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والنائحات إذا لم تتب؛ تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ» .

فاتقوا الله عباد الله! واشكروا ربكم عَلَىٰ نعمه، فهو الَّذِي أولاكم هٰذِه الخيرات، وهو الَّذِي يُحمد عليها جَلَّ وَعَلَا.

ثُمَّ اعلموا عباد الله! أن أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية.


0 صوت



 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


3 + 6 =

/300
  محيط البوك روابط ذات صلة

المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق