كيف يهدد الحوثيون وحدة اليمن؟!

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
كيف يهدد الحوثيون وحدة اليمن؟!

   الكاتب :

 

 الزوار : 3464   الإضافة : 2009-10-02

 

حركة التمرد الحوثية التي يقودها عبد الملك بدر الدين الحوثي هذه الأيام ـ بعد مقتل والده وشقيقه في المواجهات السابقة ـ، ليست حركة تمرد عادية، بل هي حركة عقائدية مدعومة من إيران، وتهدد وحدة اليمن وانسجام النسيج الديني والاجتماعي فيه. وللإضاءة على خطر الحوثيين، يحسن الإضاءة على تاريخ نشأة الظاهرة الحوثية وجذورها الفكرية.

كيف يهدد الحوثيون وحدة اليمن؟!

المستقبل - الجمعة 2 تشرين الأول 2009 - العدد 3440 - شؤون لبنانية - صفحة 6

فادي شامية

حركة التمرد الحوثية التي يقودها عبد الملك بدر الدين الحوثي هذه الأيام ـ بعد مقتل والده وشقيقه في المواجهات السابقة ـ، ليست حركة تمرد عادية، بل هي حركة عقائدية مدعومة من إيران، وتهدد وحدة اليمن وانسجام النسيج الديني والاجتماعي فيه. وللإضاءة على خطر الحوثيين، يحسن الإضاءة على تاريخ نشأة الظاهرة الحوثية وجذورها الفكرية.


الظاهرة الحوثية
بدأ الاهتمام الإعلامي بالظاهرة الحوثية عندما أعلن حسين الحوثي تمرداً ضد الحكومة اليمنية في محافظة صعدة عام 2004، بدعوى التهميش الاجتماعي والديني، متهماً الرئيس اليمني بالعمالة لأميركا و"إسرائيل". ما أدى لمواجهة قاسية مع الجيش اليمني، قـُتل خلالها حسين الحوثي (في 8/09/2004).


وحسين الحوثي هو نجل بدر الدين الحوثي، أحد أئمة الشيعة الزيدية، ومؤسس المدرسة الحوثية التي تقترب في معتقداتها من الشيعة الإمامية (الإثني عشرية). وكان الحوثي الأب (قـُتل أيضاً في المواجهات مع السلطات اليمنية) قد جمع المسائل التي تتوافق فيها الشيعة الزيدية مع الإمامية في كتاب أسماه "الزيدية في اليمن".


ومن المعروف أن اليمن (23 مليون نسمة) يضم أقلية زيدية تتراوح بين 20 ـ30%، وهي منسجمة تماماً مع الأكثرية السنية، حيث ينتسب الزيديون إلى الإمام زيد بن علي (رضي الله عنهما). وهم قريبون في معتقداتهم وأحكامهم الفقهية من أهل السنة، لدرجة أن الكثيرين في العالم الإسلامي يحسبون العديد من العلماء اليمنيين الكبار أنهم من أهل السنة.


ورغم أن الشيعة الزيدية تؤمن بصحة خلافة الخلفاء الراشدين قبل الإمام علي (كرم الله وجه) انطلاقاً من جواز "إمامة المفضول بوجود الفاضل"، إلا أن بدر الدين الحوثي عارض هذا الاعتقاد، ورفض حجية السنة النبوية، وتبنى نظرية الولي الفقيه، الأمر الذي أدخله في مواجهة مع علماء الشيعة الزيدية في اليمن، فاضطر إلى الرحيل القسري إلى إيران، حيث أقام هناك عدة سنوات، عاد بعدها إلى صعدة، بعد توسط عدد من علماء اليمن مع الرئيس علي عبد الله صالح. (الرئيس علي عبد الله صالح نفسه ينتمي إلى الشيعة الزيدية).
في أواخر الثمانينيات أسس بدر الدين الحوثي "اتحاد الشباب المؤمن" متأثراً بالثورة الإسلامية في إيران. وبعد توحيد اليمن عام 1990 وإطلاق التعددية الحزبية، ظهر "حزب الحق" الذي كان لحسين بدر الدين الحوثي دور في تأسيسه، لكن الأخير تركه عام 1997 وأسس "منتدى الشباب المؤمن" الذي تحوّل إلى "تنظيم الشباب المؤمن" بزعامة حسين الحوثي، بعدما انشق عنه المخالفون لأفكاره، وقد لقي هذا التنظيم دعماً غير معلن من إيران، حيث بدأت تبرز ظاهرة التحول من الشيعة الزيدية السائدة في اليمن إلى الشيعة الإثني عشرية السائدة في إيران.


بعد عدة مواجهات ضارية مع الحوثيين اعتباراً من العام 2004 توسطت قطر لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في صعدة، وقد وقع الاتفاق في شباط/ فبراير 2008 لكن القتال ما لبث أن استؤنف من جديد. وكانت المواجهة الأخيرة (الخامسة) قد اندلعت بعد يوم واحد من إعلان الرئيس اليمني في 10 آب/ أغسطس الماضي يأسه من رغبة الحوثيين بتطبيق اتفاق السلام الذي أبرموه مع صنعاء في الدوحة، وذلك بعد ورود أنباء عن سيطرة عناصر تنظيم الحوثي على عدد من المدارس في صعدة وتحويلها إلى مراكز للتدريب العسكري .


علاقة إيران وأتباعها بالنزاع
في حديثه إلى صحيفة المستقبل (منشور يوم الثلاثاء 15 أيلول 2009) قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي "إن المتمردين الحوثيين يتلقون دعماً من جهات شيعية في إيران وخارج إيران". وقد جاءت تصريحات القربي منسجمة مع تصريحات سابقة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح لصحيفة الحياة (منشور يوم السبت 28ـ3ـ2009) أكد فيها أن الحوثيين حصلوا على دعم وخبرات من عناصر في "حزب الله" اللبناني موضحاً أن "الدعم ربما لا يقدم من حزب الله كحزب أو قيادة، ولكن من عناصر تنتمي إلى هذا الحزب".
من جهتها أظهرت إيران "تعاطفها" الواضح مع الحوثيين، لدرجة أن متظاهرين مؤيدين للحوثي طالبوا بطرد السفير اليمني من طهران وتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة اليمن إلى اسم الحوثي. كما أصدر مجموعة من علماء الدين في إيران بياناً للاحتجاج على "المجازر ضد الشيعة في اليمن"!.


وكانت معلومات استخباراتية ألمانية كشفت النقاب، عن مقتل عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين لبنانيين في صعدة، "جرى تشييع جثامينهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية في الضاحية الجنوبية من بيروت وفي الجنوب". غير أن أياً من المصادر المحايدة لم تؤكد أو تنفي هذه المعلومات.


السلفيون يشهرون سيف المواجهة
بالتوازي مع المواجهة الدائرة بين الجيش اليمني والحوثيين، بدأت تظهر مؤشرات مواجهة قاسية بين السلفيين والحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن. وقد شهد شهر رمضان الماضي اشتباكاً مسلحاً كبيراً في منطقة دمّاج بين الحوثيين وجماعات سلفية على خلفية محاولة جماعة الحوثي منع إقامة صلاة التراويح في مسجد تابع لهذه الجماعة السلفية، فاندلع القتال ليل الثلاثاء 25/8، وأسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى. وكان سبق هذه المواجهة بشهر واحد اشتباك مسلح بين الحوثيين ومجموعة قبلية تابعة لـ "حزب الإصلاح الإسلامي" (إخوان مسلمون) بمحافظة الجوف القريبة من صعدة، وذلك إثر خلاف على مسجد.


وقد جاءت هذه المواجهات في وقت أعلنت فيه جماعات سلفية عدة وقوفها مع الرئيس علي عبد الله صالح في مواجهة المتمردين. وكان الشيخ محمد المهدي (جمعية الحكمة اليمنية) قد قال مؤخراً على هامش "الملتقى السلفي العام" الذي شارك فيه نحو 800 شخصية سلفية: "إن السلفيين سيكونون مستعدين للدفاع بالسلاح عن الوحدة إن اضطروا لذلك".


بالمحصلة ثمة خطر جدي يحدق باليمن، فإضافة إلى تنامي الجماعات السنية ذات الأفكار المتطرفة فيه، تحاول جماعة الحوثي خلخلة النسيج اليمني بشكل غير مسبوق، كما يشهد الجنوب حراكاً انفصالياً لافتاً.


وإذا كان اليمن يعاني من ضغوط أميركية مزعجة وتدخلات فظة لضرب جماعات السلفية الجهادية، فإنه يعاني أيضاً من تدخلات إيرانية خطيرة، باتت تهدد وحدة اليمن، لا سيما بعد تناغم جماعة الحوثي مع الانفصاليين في الجنوب.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


8 + 1 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع