الانتخابات البلدية في الجنوب

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  الانتخابات البلدية في الجنوب     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 3426 |  الإضافة : 2010-05-28

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



يوم الأحد الماضي جرت الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية، وإذا كانت المعركة الانتخابية في كل من: صيدا وجزين، قد احتلت المساحة الأوسع من الاهتمام في هذا اليوم، فإن باقي زوايا المشهد الانتخابي جديرة بالملاحظة أيضاً.

الانتخابات البلدية في الجنوب.. نتائج متوقّعة وخروقات محدودة

فادي شامية

يوم الأحد الماضي جرت الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية، وإذا كانت المعركة الانتخابية في كل من: صيدا وجزين، قد احتلت المساحة الأوسع من الاهتمام في هذا اليوم، فإن باقي زوايا المشهد الانتخابي جديرة بالملاحظة أيضاً.

صيدا ومنطقة العرقوب

الانتخابات في صيدا كانت الأبرز؛ ليس لأن صيدا عاصمة الجنوب فحسب، بل لأن اختبار القوى فيها أخذ أبعاداً أكبر من الانتخابات البلدية؛ حيث دعم لائحة المهندس محمد السعودي كل من «تيار المستقبل» و«الجماعة الإسلامية»، فيما دعم لائحة الأستاذ عبد الرحمن الأنصاري كل من: «التنظيم الشعبي الناصري» و«اللقاء الوطني الديمقراطي» الذي يضم مروحة كبيرة من الأحزاب القومية واليسارية الصغيرة، ومجموعات وشخصيات إسلامية تنتمي إلى فريق الثامن آذار، إضافة إلى دعم الأصوات الشيعية الموزعة بين «أمل» و«حزب الله»، والأصوات المسيحية المؤيدة لـ «التيار الوطني الحر». وإذا كان «تيار المستقبل» قد هدف من المعركة تثبيت المعادلة الجديدة التي أرستها الانتخابات النيابية لصالحه، فإن النائب السابق أسامة سعد كان يأمل بتسجيل خرق أو على الأقل «خسارة مشرفة»، لكن الأمرين لم يتحققا، كما لم تتحقق المفاجآت التي وعد سعد بها، وقد أظهرت النتائج أن شعبيته في تراجع مستمر، حتى عن الانتخابات النيابية الماضية، إذ لم ينل رئيس اللائحة المدعومة منه سوى 9381 صوتاً مقابل 19145 صوتاً نالها رئيس اللائحة المنافسة، وهذا يعني -إذا حسمنا الأصوات التي نالها سعد من حلفائه- أنه لم يعد يمثّل وحده أكثر من ستة آلاف صوت، وهو رقم قريب من حجم الكتلة الناخبة لـ «الجماعة الإسلامية»، التي كانت تُصنّف في المرتبة الثالثة صيداوياً، لغاية الأمس القريب، فيما بات «تيار المستقبل» يمثّل وحده أكثر من ضعفي كتلة أسامة سعد.

وإضافة إلى صيدا، فقد خاض «تيار المستقبل» متحالفاً مع «الجماعة الإسلامية» الانتخابات البلدية، من خلال التوافق أو التنافس، في أكثر من منطقة جنوبية، تكللت جميعها تقريباً بالفوز، ولقد كان أهم هذه المناطق -بعد صيدا- بلدة شبعا الحدودية، التي فازت فيها اللائحة المدعومة من «المستقبل» و«الجماعة» بشكل تام. وينسحب هذا الواقع أيضاً على بلدات القطاع الغربي السنية، وعلى رأسها بلدة يارين.

القرى والبلدات الجنوبية

في المدن والبلدات ذات الغالبية الشيعية في الجنوب، فرض تحالف «أمل- حزب الله» نفسه على الواقع الانتخابي، فحسم عدداً كبيراً من المناطق بلا معارك انتخابية، وقد انسحب بقية المرشحين المستقلين أو المحسوبين على قوى أخرى من تلقاء أنفسهم، أو نتيجة الترغيب، وأحياناً الترهيب. ومهما يكن الأمر، فقد أكد الثنائي «أمل- حزب الله» قوته المطلقة في المناطق الشيعية، لكن ذلك لم يمنع من تسجيل خروقات جديرة بالملاحظة، حيث رفضت عائلات جنوبية كثيرة ما أسمته

«التوافقات الفوقية»، وخاضت معارك انتخابية في مواجهة لوائح «أمل- حزب الله»، وحققت نتائج لافتة، كما في معروب، والقليلة، وزبقين، وصدّيقين، وشمع، والشهابية، وجويا على سبيل المثال لا الحصر.

كما سُجّل تمرّد كبير على قرار حركة «أمل» في بلدة طورا، حيث قام أحد قياديي حركة «أمل» المفصولين –نتيجة التمرد- بتشكيل لائحة مواجهة للائحة الثنائي الشيعي الرسمية، فازت بكامل المقاعد البلدية والاختيارية في البلدة!. فضلاً عن خروقات سجلتها أحزاب شيوعية ويسارية في غير بلدة جنوبية، كما في صريفا، وحولا، والطيبة، والقنطرة، وبلاط، وغيرها.

جزين وقضاء مرجعيون - حاصبيا

لعل المنطقة الثانية في جذب الاهتمام الانتخابي كانت مدينة جزين، باعتبارها تضم كتلة مسيحية كبيرة وصافية، حيث تنافس فيها العماد ميشال عون مع مسيحيي 14 آذار، وعلى رأسهم «القوات اللبنانية»، وحقق نصراً صعباً، أثبت أن مسيحيي 14 آذار أصبحوا يزاحمونه في كل المناطق المسيحية بنسبة النصف تقريباً، فضلاً عن تمكّنهم من التفوّق عليه في عدد من البلدات الهامة، كما في تنورين مثلاً. وهذا الواقع ينسحب على معظم والبلدات المسيحية في الجنوب، ولا سيما في بلدات قضاء مرجعيون.

هذا في المناطق المسيحية، أما درزياً؛ فقد سُجل أكثر من «خروج» على الخيارات السياسية الجديدة للنائب وليد جنبلاط، عبّر عن نفسه بتشكيل لوائح انتخابية مكتملة وغير مكتملة، في قضائي مرجعيون وحاصبيا، كما في راشيا الفخار (حيث فازت لائحة «شباب راشيا» المدعومة من عائلات البلدة كاملة مقابل اللائحة المدعومة «الحزب القومي السوري» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»)، لكن بالعموم فقد سيطرت التحالفات والتوافقات بين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«الحزب الديمقراطي اللبناني»، والنائب السابق فيصل الداوود، مدعّمة بالثنائي الشيعي في القرى المختلطة، فيما تأرجحت العلاقة مع «الحزب القومي» بين التوافق والتنافس بين بلدة وأخرى.

بعد يومين، تحل الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية في محافظة الشمال، ولولا المعارك المتوقعة في الشارع المسيحي، لأمكن القول إن النتائج محسومة سلفاً، بعدما حيّدت المتوافقات المناطق السنية الكبرى عن المعارك القاسية.


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


1 + 4 =

/300
  صورة البلوك ملتقى الشفاء الاسلامي
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق