هل أصبحت الجماعة الإسلامية القوة الثانية في صيدا

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
هل أصبحت الجماعة الإسلامية القوة الثانية في صيدا

   الكاتب :

 

 الزوار : 4098   الإضافة : 2010-05-29

 

منذ الانتخابات البلدية في العام 1998 تحدّدت الأحجام السياسية في صيدا على الشكل الآتي: "تيار المستقبل" أولاً، يليه "التنظيم الشعبي الناصري" بزعامة الراحل مصطفى سعد ثانياً، ثم "الجماعة الإسلامية" ثالثاً، فتيار الراحل نزيه البزري رابعاً.

قراءة في الأرقام-

بعد الانحسار الكبير لشعبية أسامة سعد وتحسين <تيار المستقبل> موقعه بفارق كبير:

هل أصبحت <الجماعة الإسلامية> القوة الثانية في صيدا؟!

منذ الانتخابات البلدية في العام 1998 تحدّدت الأحجام السياسية في صيدا على الشكل الآتي: "تيار المستقبل" أولاً، يليه "التنظيم الشعبي الناصري" بزعامة الراحل مصطفى سعد ثانياً، ثم "الجماعة الإسلامية" ثالثاً، فتيار الراحل نزيه البزري رابعاً.

في الانتخابات البلدية، العام 2004، انحاز حليف "تيار المستقبل" الدكتور عبد الرحمن البزري (الذي مثّل امتداداً لتيار والده بعد وفاته) إلى الدكتور أسامة سعد (الذي مثّل امتداداً لتيار شقيقه، ومن قبله والده الشهيد معروف سعد)، وخاضا معاً الانتخابات البلدية، وتغلّبا على تحالف "الحريري- الجماعة". كان تيار أسامة سعد في هذه المرحلة في أوج قوته، وقد اقترب من حجم "تيار المستقبل" ونافسه على الموقع الأول في المدينة، حيث نالت اللائحة المدعومة من سعد- البزري يومها ما معدّله 15000 صوت، بينما نالت اللائحة المدعومة من "الحريري- الجماعة" ما معدله 13000 صوت، ما اعتبره كثيرون يومها تغيراً في موازين القوى في المدينة.

الانحسار في شعبية أسامة سعد

بين الانتخابات البلدية في العام 2004 والانتخابات البلدية في العام 2010 تغيّرت أحجام القوى في صيدا بشكل كبير جداً، إذ تراجعت شعبية كل من "التنظيم الشعبي الناصري" وتيار الدكتور عبد الرحمن البزري إلى أدنى مستوياتهما، وهجرت كتلة كبيرة من الناخبين هاتين القوتين، لصالح "تيار المستقبل"، الذي بات القوة الأولى في المدينة وبفارق كبير عما يليه.

التوصيف السابق تظهره الأرقام على النحو الآتي:

في انتخابات العام 2004 البلدية حل الدكتور عبد الرحمن البزري أولاً ونال 15166 صوتاً، فيما نال رئيس اللائحة المدعومة من "الحريري-الجماعة" عدنان الزيباوي 13479 صوتاً فقط، في نسبة انتخاب بلغت 61%. وقد اقترع يومها 29574 ناخباً. أما في انتخابات العام 2010 فقد نال رئيس اللائحة المدعومة من "الحريري-الجماعة" 19145 صوتاً، فيما نال رئيس اللائحة المدعومة من أسامة سعد عبد الرحمن الأنصاري 9381 صوتاً فقط. وقد اقترع 30706 مقترع، في نسبة بلغت 56%. وفيما استمر التحالف بين "الحريري-الجماعة" في الدورتين الانتخابيتين، فقد فضّل البزري تشكيل لوائح خاصة به، هذه المرة، فيها أسماء من اللائحتين، لكن المفاجأة – التي لم تأخذ حظها من التحليل الكافي بعد- أن هذه اللوائح التي انتقت أسماء محددة، لم تضف في الواقع لهذه الأسماء رصيداً كبيراً، إذ لم يتجاوز الفارق بين أول الرابحين وآخرهم 700 صوت في اللائحتين، ما يعني أن القوة التجييرية للدكتور عبد الرحمن البزري قد تراجعت عن عتبة الألف صوت!.

وتظهر المقارنة أيضاً (إذا حيّدنا الزيادة الفعلية في عدد المقترعين بين الدورتين، والبالغة 1132 صوتاً) أن الكتلة الكلية المؤيدة للنائب السابق أسامة سعد قد تقلّصت من نحو 15000 في العام 2004 إلى نحو 9000 في العام 2010، أي أنها خسرت نحو 6000 صوت، انتقلت في غالبيتها لـ"تيار المستقبل"، الذي سجّل متحالفاً مع "الجماعة الإسلامية" (الذي يبدو أنها حافظت على حجمها كما هو مع زيادة طفيفة) ما معدله 19000 صوت مقابل ما معدله 13000 صوت في العام 2004.

إشارة أن ما سجّله أسامة سعد في الدورتين الماضيتين لم يكن بأصوات "التنظيم الشعبي الناصري" وحده، وإنما يضاف إلى "التنظيم الناصري"، أصوات مروحة كبيرة من الأحزاب القومية واليسارية الصغيرة، إضافة إلى الأصوات الشيعية الموزعة بين "أمل" و"حزب الله". والجديد في هذه الدورة تأييد أصوات مجموعات وشخصيات إسلامية تنتمي إلى فريق الثامن آذار، ومنضوية في "اللقاء الوطني" الذي يقوده سعد، إضافة إلى الأصوات المسيحية المؤيدة لـ "التيار الوطني الحر". وقد بيّن تحليل فرز في الأقلام، في الأحياء الصيداوية، أن أسامة سعد قد نال من هذه القوى مجتمعة ما يربو على 3000 صوت، أي أن قوته وحده لا تزيد عن 6000 صوت فقط.

هل حسّن سعد موقعه بالمقارنة مع الانتخابات النيابية؟

في الانتخابات البلدية التي جرت قبل أيام، خاض أسامة سعد المعركة الانتخابية على ضوء قناعة لديه -ولدى جزء من المستوى القيادي في تياره-، مفادها أن "المزاج الصيداوي" قد تغيّر، وبأن الفارق الكبير بينه وبين منافسه الفعلي فؤاد السنيورة في الانتخابات الماضية، والبالغ قرابة 10,000 صوت، هو فارق عارض، على اعتبار أن "ظروف انتخابات العام الماضي، التي جرت في ذكرى أحداث السابع من أيار، وقبل المصالحة مع سوريا"، هي التي صنعت هذا الفارق.

وقد رسم سعد رؤيته للمعركة على أساس إمكانية تحقيق خرق، يرد إليه اعتباره، أو على الأقل تسجيل رقم "مشرّف"، لجهة تقليص الفارق في الأصوات، خصوصاً أن الانتخابات البلدية تسمح بذلك، لأن اللائحة تضم مرشحين تؤيدهم عائلاتهم، وليست كالانتخابات النيابية، التي كانت اختياراً بين شخصين... وبناءً لذلك كله، فقد وعد أسامة سعد بتسجيل مفاجأة في انتخابات العام 2010، وقال حرفياً: "ستكون إلى جانبنا قوى حليفة، والقوى الناخبة وهي عديدة، وهناك تيار وطني عريض، وقوى إسلامية موجودة في المدينة... وستكون النتيجة مفاجئة للكثيرين، وسنكمل المسيرة"، لكن المفاجأة الحقيقية أن أسامة سعد سجّل نتيجة أضعف، حتى من الانتخابات النيابية في العام الماضي. كيف ذلك؟!

في انتخابات العام الماضي بلغت نسبة الاقتراع 69,5% وقد نال أسامة سعد 13512 صوتاً، أما في انتخابات يوم الأحد الماضي فقد حصل أول الفائزين في اللائحة المدعومة منه على 9381 صوتاً، وقد بلغت نسبة الاقتراع 56%، حسب أرقام وزارة الداخلية، فإذا أضفنا 13,5% (الفارق بين النسبتين) من حجم الكتلة الناخبة البالغة 42833 ناخباً، ووزعناها على نسبة ما أخذه كل من سعد (37% من الأصوات) والسنيورة (63% من الأصوات)، فتكون الزيادة 2139 صوتاً، أي أن الرقم الذي سجله سعد في هذه الانتخابات فيما لو كانت نسبة الاقتراع 69,5% هو: 9381+2139= 11520 صوتاً، ومعنى ذلك أنه قد تراجع نحو 2000 صوت، حتى عن الانتخابات النيابية السابقة، وهذه النتيجة لا تسمح لسعد أن يقول: لقد غّيرنا الواقع لصالحنا، ولا حافظنا على وضعنا، ولا حتى ثبتنا حضورنا في المعادلة الصيداوية... ومهما حاول محبّوه تبرير النقص البالغ 2000 صوت -في أقل من سنة- (فقدان دعم البزري جزئياً مثلاً)، فإن النتيجة تُظهر أن النزف مستمر في جمهور أسامة سعد، وأنه كان بغنى عن اختبار القوة هذا، بانتظار ظروف أحسن لتياره.

هل حلت "الجماعة الإسلامية" ثانياً؟

وإذا كان تحليل الأرقام أعلاه يظهر أن "التنظيم الشعبي الناصري" لم يعد يمثّل منفرداً في صيدا أكثر من 6000 صوت في أحسن الأحوال، فهل يعني هذا أن "الجماعة الإسلامية" قد اقتربت من حجم "التنظيم الشعبي الناصري" أو تجاوزته، على اعتبار أن قيادتها تؤكد أن حجمها هو 6000 صوتٍ، انطلاقاً من تجارب انتخابية سابقة؟!

من الصعب القطع بهذا الأمر لأن "الجماعة الإسلامية" لم تخض انتخابات بلدية مستقلة عن "تيار المستقبل" منذ العام 1998، ولأن التجارب النيابية السابقة، سواء بالترشح مرة أو المقاطعة أخرى، لا يمكن الاعتماد عليها لاستخلاص نتائج رقمية واضحة في معرض هذه المقارنة، ولأن تداخلاً قائماً بين جمهورها وجمهور "المستقبل" في صيدا بنسبة كبيرة منه، ما يعني أن الفارق بين حجم الكتلة الناخبة، وحجم القوة التجييرية سيكون كبيراً أيضاً.

ومع ذلك، فإن مجرد بقاء "الجماعة الإسلامية" على حجمها، أو تسجيل زيادة طفيفة على حجمها، يجعلها قريبة و"التنظيم الشعبي الناصري"، من المرتبة الثانية في حجم القوى في المدينة، ولو بفارق كبير عن القوة الأساس، أي "تيار المستقبل". أما فيما خص الدكتور عبد الرحمن البزري فإن الواقع يظهر أنه بحاجة إلى بذل جهد استثنائي لإعادة القوة إلى تياره الضامر.

مع نهاية الانتخابات البلدية، وجه المرشح الفائز محمد السعودي نصيحة إلى أسامة سعد دعاه فيها إلى إعادة النظر في خطابه السياسي، ليستعيد حضوره القوي صيداوياً؛ فهل سيأخذ سعد بهذه النصيحة أم أن حجمه سينحدر أكثر. الإجابة الدقيقة لا تكون إلا بالأرقام، أي في انتخابات العام 2013 النيابية.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


5 + 1 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع