صيدا تطوي مرحلة الانتخابات البلدية

  محيط البوك الخبر

قسم الاخبار
  صيدا تطوي مرحلة الانتخابات البلدية     
 

الكاتب :    

 
 

 الزوار : 2635 |  الإضافة : 2010-06-24

 

الخطب المكتوبة والمقالات

 مقالات الاستاذ فادي شامية



تسلّم المهندس محمد السعودي رئاسة بلدية صيدا، يوم الاثنين الماضي، من سلفه الدكتور عبد الرحمن البزري، في أجواء وفاقية لافتة، تـُوّجت بمصافحة بين عضو قيادة "تيار المستقبل" أحمد الحريري والرئيس السابق للبلدية عبد الرحمن البزري، بعد تباعد استمر منذ العام 2004.

سعد يعاني من خلافات عائلية والبزري يبتعد عنه ومفتعلو الإشكالات في عهدة القضاء

صيدا تطوي مرحلة الانتخابات البلدية

فادي شامية

تسلّم المهندس محمد السعودي رئاسة بلدية صيدا، يوم الاثنين الماضي، من سلفه الدكتور عبد الرحمن البزري، في أجواء وفاقية لافتة، تـُوّجت بمصافحة بين عضو قيادة "تيار المستقبل" أحمد الحريري والرئيس السابق للبلدية عبد الرحمن البزري، بعد تباعد استمر منذ العام 2004. وبذلك تكون صيدا قد طوت مرحلة الانتخابات البلدية سياسياً وأمنياً، ليبقى الهم الإنمائي هو الأساس للمرحلة القادمة.


الملف الأمني
لم تشهد صيدا أي إشكالات أمنية بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة، خلافاً لتخوّفات البعض، فيما بات عدد محدود من الأحداث التي وقعت، عشية وفي يوم الانتخاب، في عهدة القضاء، بناءً لادعاء الطرف المتضرر، أو توقيف الفاعلين في الحالات التي شهدت وقوع انفجارات صوتية.


ويُشهد في هذا المجال للحكمة التي تعاطت بها قيادة قوى الأمن الداخلي في صيدا، خلال العملية الانتخابية، حيث تجنّبت الانجرار إلى الاستفزاز المقصود والهادف إلى التعطيل الكلي أو الجزئي للعملية الانتخابية، من خلال افتعال إشكالات، واتهام القوى الأمنية بالتحيّز، من دون أن يعني ذلك عدم متابعة القوى الأمنية لبعض الأحداث التي وقعت، وتوقيف الفاعلين، وإحالتهم إلى القضاء المختص.


وفي المعلومات، فقد تمكّنت قوى الأمن الداخلي من تحديد هوية شخصين هما؛ (عدنان.س) و(رأفت.ح)، اعترفا لاحقاً بوضع قنابل منزوعة حلقة الأمان، ومربوطة بشريط لاصق، وموضوعة في علبة مليئة بمادة المازوت، بحيث تنفجر مع تحلل الشريط اللاصق، كما اعترفا بأن هدفهما من وراء ذلك كان توتير الأجواء، (عُثر على قنبلتين بالطريقة نفسها أمام منزل المهندس محمد السعودي عشية الانتخابات).
كما توصلت التحقيقات إلى معرفة هوية أكثر من شخص ممن اعتدى أو شارك في الاعتداء على المواطنين، على خلفية سياسية - انتخابية، وبناءً عليه فقد بات في عهدة القضاء المختص شكويان شخصيتان بالاعتداء وإحداث أضرار جسدية؛ الأولى رفعها هشام حسان قطب، نجل مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات في صيدا على اللبناني (غسان.ب) والفلسطيني (عدنان.ر)، بعدما تعرضا له بالضرب من الخلف في شارع الشيخ محرم العارفي في صيدا دون أي احتكاك سابق، وشكوى أخرى رفعها مازن حشيشو على أربعة أشخاص هم: (أ.ب) و(ع.ج) و(أ. غ) و(م.د) على خلفية الاعتداء عليه من الخلف، أثناء زيارة الدكتور أسامة سعد، يوم الانتخاب للمدرسة الكويتية في صيدا. أما بقية الإشكالات الأخرى فقد انتهى معظمها بعد ساعات قليلة من وقوعها.


الموقوفون، أو المفرج عنهم، أو المشتكى عليهم، يدينون جميعاً بالولاء إلى جهة سياسية واحدة في صيدا، ما يؤكد أن التوتر الذي ساد اليوم الانتخابي لم يكن عفوياً أبداً، وهو ما لم يكن خافياً أصلاً، لا على الأجهزة الأمنية، ولا على القوى السياسية، ولا على الصيداويين. وتؤكد الجهات المعنية بالأمن في صيدا اليوم أن "لا ذيول أمنية للانتخابات، إذ تجاوزت المدينة سريعاً جداً هذه المرحلة، والأمن في المدينة جيد جداً"، وأنها "على مسافة واحدة من الجميع... وكل من يخالف القانون يحاسب وفق القوانين المرعية الإجراء".


السياسة وتحالفاتها وحساباتها
سياسياً، وبما أن مرحلة الانتخابات قد طُويت، فقد انشغلت القوى السياسية بتقييم الربح والخسارة، وإذا كانت مشاعر الرضا واضحة جداً لدى كل من "تيار المستقبل" و"الجماعة الإسلامية"، نتيجة التحالف والفوز الذي تحقق، فإن الصورة لا تبدو مريحة داخل تيار النائب السابق أسامة سعد، إذ ثمة فريق غير مقتنع بالمبررات التي يسوقها سعد تبريراً للخيار الذي قاده إلى خوض معركة خاسرة سلفاً وغير شعبية. ويجاهر هذا الفريق بتحميل بعض الأسماء التي أصرت على المعركة الانتخابية مسؤولية التراجع في صورة وحضور "التنظيم الشعبي الناصري".


ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل انتقل إلى عائلة سعد نفسها، التي لم تكن كلها راضية عن تسعير الخلاف مع "صديق العائلة" محمد السعودي، ولا عن الكلام غير اللائق الذي صدر بحقه، ولا عن الهجمة المستمرة عليه، وعُلم في هذا الإطار أن كلاماً حاداً قيل للدكتور سعد من أفراد في عائلته وأنسبائهم.


من جهة أخرى، فقد باتت العلاقة سيئة بين رئيس البلدية السابق عبد الرحمن البزري والنائب السابق أسامة سعد، ليس على خلفية التباين في المواقف بين الطرفين منذ ما قبل الانتخابات البلدية وحتى اليوم، ولا على خلفية اتهام أنصار الدكتور سعد لحليفهم السابق بـ"قلة الوفاء"، وإنما على أساس قرار سياسي اتخذه البزري منذ مدة، بناءً لقراءة سياسية مختلفة، حتّمت عليه التباين مع حليفه السابق.


وقد تجلى هذا التباين بوضوح في موقف كل من البزري وسعد من الانتخابات البلدية، ثم تأكيد البزري على "التعاطي الإيجابي مع البلدية الجديدة"، والعناق بينه وبين أحمد الحريري في المبنى البلدي، في الوقت الذي أعلن سعد أن "البلدية المنتخبة لن تكون أفضل من بلديات الحريري بين عامي 1978 و2004"، وأن "المصالحة العشائرية ليس لها أي معنى في ظل الاختلافات الجذرية بين نهج تيار الحريري ونهجنا الوطني الديمقراطي".


وفيما لا يبدو أي من الرجلين بوارد التراجع عن مواقفه، فقد لفت قول أسامة سعد لأنصاره في اجتماع داخلي، "إننا بتنا الآن بوضع أفضل بلا البزري، إذ بات بمقدورنا السير بلا أثقال"، في حين بادر بعض ناشطي "التنظيم الشعبي الناصري" من دون إذن البلدية - الى تعليق لوحتين باسم الرئيسين السابقين حافظ الأسد وجمال عبد الناصر، في شارعين منفصلين في المدينة، على أساس أن قراراً بلدياً سبق أن صدر بتسمية هذين الشارعين بهذا الاسم، لكن "البلدية تقاعست واستبدلت الأسماء الوطنية المناضلة بأسماء أصحاب الثراء الفاحش... وهذا الأمر لن نسكت عنه بعد اليوم". وتتحضر المجموعة نفسها لفتح ملف قصر العدل القديم، الذي صدر قرار بتحويله "قصراً ثقافياً" باسم الراحل مصطفى سعد، لكن القرار لم يُنفذ.


التباينات الداخلية التي يعاني منها سعد، معطوفة على ابتعاد البزري عنه، والعلاقة المتدهورة بينه وبين "الجماعة الإسلامية"، والعلاقة السيئة جداً بينه وبين "تيار المستقبل"، وفقدانه لصداقة رئيس البلدية الحالي محمد السعودي، والنتائج الهزيلة التي حصدها في الانتخابات، وعدم رضا المزيد من العائلات الصيداوية على فتح النار المبكر على البلدية ورئيسها، تؤكد كلها أن هذا التيار قد خرج من الانتخابات البلدية أكثر ضعفاً مما كان عليه قبلها.



... إلى التنمية در
وبعيداً عن الأمن والسياسة، والتحالفات والتجاذبات، يبدو الفريق البلدي الجديد متحمساً لتحقيق إنجازات ملموسة في حياة الصيداويين. يقول رئيس البلدية محمد السعودي لـ"المستقبل" بعد تسلمه مهامه: "لم نكن نضيّع وقتاً خلال الفترة الانتقالية، بل كنا نعمل لتجهيز ملفاتنا، ونتعاون مع رئيس البلدية السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، لأن البلدية استمرار... وما يعنيني تأكيده أن السياسة تقف عند باب البلدية، وأنني سأتعامل مع الجميع على السواء، بغض النظر عن مواقفهم من البلدية". ويضيف: "قد يكون البعض غير جاهز بعد للمصالحة، لكننا جاهزون، وهمنا خدمة هذه المدينة".


وإذ ينفي السعودي علمه بوجود اتصالات تتعلق برئاسة اتحاد "بلديات صيدا - الزهراني"، يقول: "لا أعرف ماذا قرر الآخرون، لكنني أعرف أن رئاسة الاتحاد هي لبلدية صيدا منذ تأسس الاتحاد، ولا يمكن أن تكون غير ذلك، وسنتصرف على هذا الأساس".


 
          تابع أيضا : مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


7 + 4 =

/300
  صورة البلوك اعلانك يحقق أهدافك
  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك google_ashefaa

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع