هذه نظرتنا للعلاقة بين لبنان وسوريا بعد رحيل النظام

  محيط البوك الخبر

  طباعة  
هذه نظرتنا للعلاقة بين لبنان وسوريا بعد رحيل النظام

   الكاتب : /upload/makalet/ashefaa1558200545103.jpg

 

 الزوار : 10794   الإضافة : 2012-02-21

 

رغم انتشار المعارضة السورية في عواصم العالم كافة تقريباً، إلا أن لمدينة اسطنبول العريقة مكانة خاصة لدى المعارضين السوريين، لاسيما الإسلاميون منهم. فيها يتجمعون ويلتقون مع "أخوانهم" (نسبةً لـ "الأخوان المسلمين") الأوروبيين من الجنسيات كافة، ومن خلالها يتواصلون مع أرفع الشخصيات في العالم، مدّعمين بـ"حظوتهم" لدى الطيب أردوغان، وانتمائهم إلى تنظيم عابر للقارات والجنسيات والثقافات والأعراق.

المراقب العام لـ "لأخوان المسلمين" في سوريا:

هذه نظرتنا للعلاقة بين لبنان وسوريا بعد رحيل النظام

فادي شامية- اسطنبول -شبكة الشفاء الاسلامية

رغم انتشار المعارضة السورية في عواصم العالم كافة تقريباً، إلا أن لمدينة اسطنبول العريقة مكانة خاصة لدى المعارضين السوريين، لاسيما الإسلاميون منهم. فيها يتجمعون ويلتقون مع "أخوانهم" (نسبةً لـ "الأخوان المسلمين") الأوروبيين من الجنسيات كافة، ومن خلالها يتواصلون مع أرفع الشخصيات في العالم، مدّعمين بـ"حظوتهم" لدى الطيب أردوغان، وانتمائهم إلى تنظيم عابر للقارات والجنسيات والثقافات والأعراق.

الأولون الذين سبقوا إلى تركيا بعد نكبتهم في الثمانينات من القرن الماضي؛ اندمجوا كلياً في المجتمع التركي فحملوا الجنسية، وأتقنوا اللغة، وبعضهم صار من كبار التجار، فيما يشغل آخرون مواقع تؤهلهم التأثير على مؤسسات الحزب الحاكم في تركيا اليوم؛ "العدالة والتنمية". اللاحقون اعتمدوا على من سبق، وقد تزايدوا مؤخراً في إطار استنهاض الجماعة واستعدادها العودة إلى أرض الوطن، لتشغل حيزاً -لا يبدو قليلاً- في سوريا ما بعد بشار.

في إحدى ضواحي اسطنبول؛ يقيم المراقب العام لـ "جماعة الأخوان المسلمين" في سوريا، محمد رياض الشقفة، منذ مدة غير قليلة. ومن مكتب الجماعة في الشطر الأوروبي من المدينة يتواصل الشقفة مع قيادات التنظيم المنثورين في أوروبا والدول العربية والإسلامية ودول أخرى عديدة.

رحّب بشده عند طلب الزيارة، علماً أنه كان خارجاً من عملية بسيطة في إحدى عينيه قبل ساعات. ومع أن المبادرة جاءت من قبـَلنا؛ فقد بدا الشقفة مهتماً لإيصال رسالة خاصة إلى الشعب اللبناني.

بدأ حديثه بالقول: "لبنان دولة شقيقة والعلاقات بين اللبنانيين والسوريين متجذرة، والمصالح مشتركة". أضاف: "ليس من مصلحة لبنان ولا سوريا أن تكون علاقة البلدين سيئة أو ملتبسة. نظام البعث لغّم هذه العلاقة بالكثير من الملفات الشائكة، وحرّض الطوائف والمذاهب على بعضها، وأساء إلى اللبنانيين والسوريين على السواء". يغيّر الشقفة جلسته بعد توصيفِ حالٍ يعتبره انتهى، أو في طريقه إلى الانتهاء، ليعلن نظرة الجماعة إلى العلاقة المستقبلية بين البلدين الشقيقين: "بالنسبة إلينا لبنان كيان واحد واجب الاحترام. سوف نعمل على حل الإشكالات العالقة بين البلدين، انطلاقاً من الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة. لا بد من ترسيم الحدود، بما في ذلك مزارع شبعا -ولعل ذلك يسهم بفعالية في استعادتها من الاحتلال-، ولا مانع أبداً من إعادة النظر بالاتفاقات الموقعة بين البلدين كلها، لتكون متوازية وعادلة، بما في ذلك وجود المجلس الأعلى بين البلدين. نريد أن تكون شكل العلاقة دبلوماسية لا أمنية، والحدود محترمة، والاحترام سائداً. هناك ملف إنساني فيما يتعلق باللبنانيين المفقودين أو المعتقلين في سوريا، لابد أن يُحل أيضاً، وأن يعود هؤلاء إلى أهلهم، وأن يُبت مصير الآخرين، وكل ما يحسّن العلاقة بين البلدين نحن معه".

يعود الشقفة إلى تاريخ الجماعة كثيراً عندما تسأله عن الموقف من الأقليات. بالنسبة إليه الصورة مقلوبة تماماً عن ما يشيعه خصوم الجماعة: "نحن في سوريا لم نعرف هذا المنطق (مخاوف الأقليات) إلا في زمن حزب البعث. قبل سيطرة هذا الحزب على سوريا، كانت الكفاءة هي الأساس. الشيخ فارس الخوري (شغل رئاسة مجلس النواب مرتين عامي 1936-1943 وشغل موقع رئاسة الحكومة عام 1944، وتوفي عام 1962) استمر في رئاسة مجلس النواب ثم الحكومة في سوريا لفترات طويلة، وكنا موجودين بقوة في البرلمان، ولم نعارضه مرة على أساس طائفي. أديب منصور، فاز على لوائح الأخوان في حماه عام 1962، وهو مجرد مثال عن علاقتنا الطيبة بالمسيحيين، وهذه العلاقة إلى اليوم هي علاقة جيدة، فالتسامح ليس طارئاً لدينا، بل هو نابع من مبادئنا، والقول إن مصير الأقليات مهدد مع الأخوان ظلم كبير، وهذه فرية يروجها النظام لينقذ نفسه".

الحديث عن الطائفية ذو شجون لدى "الأخوان المسلمين". بدا واضحاً أن الشقفة لا يريد الخوض فيه إعلامياً، لكن لقاءنا التمهيدي معه كان "غنياً" وتفصيلياً حول تهميش الأغلبية السنية وباقي الأقليات غير الطائفة العلوية -أو جزء منها- من قبل آل الأسد.

نعود وإياه إلى الشأن اللبناني؛ فيؤكد مجدداً على قيام أحسن العلاقات مع لبنان، لكنه لا يخفي عتبة من مواقف بعض القوى في لبنان: "أنا ابن عالم دين، تعرّفت على مطران حماه منذ عشرات السنوات، كنا نزوره ويزورنا، والمسلمون عندنا كانوا يهنئون المسيحيين في أعيادهم، وبالعكس يفعل المسيحيون، لذلك استغرب الأصوات المسيحية في لبنان التي تخوّف الناس منا". ولدى سؤاله عن بقية الأطراف الأخرى يزداد خطابه حدة: "إذا كنت تقصد حزب الله، فإننا كنا نتمنى أن تكون مواقفه منسجمة مع ما يدعيه من مبادئ، ومن رفض للظلم. كنا نتمنى أن يقف إلى جانب حرية الشعب السوري بدل أن يدعم نظاماً دكتاتورياً يقتل شعبه. لم نكن نتصور أن يستخدم سلاحاً أعده للمقاومة -أن يستخدمه- في الحرب ضد الشعب السوري".

علامات الاستياء من مواقف "حزب الله" ودوره تبدو واضحة لدى الشقفة، ولدى كل أركان الجماعة في اسطنبول، وإذا كان الشقفة دقيقاً في اختيار كلماته، فإن ثمة أقوال قاسية جداً بحق الحزب تصدر من قيادات الجماعة الآخرين في لقاءاتهم مع زوارهم. تبدو مواقف "الأخوان" السوريين من الحزب أشد بكثير من موقف صقور "14 آذار" نفسها!، ويبدو واضحاً اليوم أن هذا الاستياء من "حزب الله" قد انعكس على مواقف التنظيمات الأخوانية الأخرى في العالم أيضاً، لا سيما بعدما رفع التنظيم الدولي "القضية السورية" إلى المراتب الأولى راهناً، بعد سنوات من التهميش لصالح قضايا أكثر مركزية.

هل هذا يعني طلاقاً بائناً مع الشيعة في لبنان؟ يجيب الشقفة: "نحن نفصل بين حزب الله وبين الشيعة. صحيح أن الحزب هو الأكثر تمثيلاً لدى الشيعة في لبنان، لكنه لا يختصر الطائفة، ولقد زارنا هنا في اسطنبول قبل أسبوع وفد كبير من الشخصيات الشيعية في لبنان أعلنت وقوفها إلى جانب الشعب السوري ورفضها اعتبار مواقف حزب الله أو حركة أمل مواقف الشيعة جميعاً".

ماذا عن الأطراف التي تعتبرونها داعمة للثورة؟ يجيب الشقفة: "الأخوة في الجماعة الإسلامية يقومون بالواجب (الفرع اللبناني لتنظيم "الأخوان المسلمين") بارك الله بهم، وثمة قوى تستحق مواقفها تجاهنا كل تقدير، وأخص بالذكر مواقف تيار المستقبل والقوات اللبنانية، ويجب أن لا ننسى أيضاً وليد بك جنبلاط، الذي أعلن عن مواقف متقدمة إلى جانب الشعب السوري مؤخراً، كما أن عدداً من الشخصيات الشيعية المحترمة كان لها مواقف منسجمة تماماً مع ثقافتها في نصرة المظلوم والانحياز إليه، الشعب السوري الثائر لن ينسى من يقف إلى جانبه بعد زوال هذا النظام الذي أفسد الحرث والنسل وأساء للعلاقة بين الشعبين الشقيقين".

لا ينسى الشقفة قبل ختام اللقاء أن يوجه كلمة يجد نفسه معنياً بقولها انطلاقاً من رفضه تحميل الشعب السوري المسؤولية عما ارتكبه –ويرتكبه- النظام في سوريا. يقول المراقب العام: "لا بد أن نوجه كلمة للبنانين في ذكرى استشهاد رفيق الحريري -نسأل الله له الرحمة والجنان-. لقد قدّم الحريري للشعب اللبناني وللأمة العربية الكثير، واغتياله لم يكن خسارة للبنان فقط، بل لنا أيضاً، وللأمة العربية كلها. لقد دفع أخواننا اللبنانيون ثمن سلوكيات النظام عندنا، ونحن دفعنا معهم الثمن أيضاً، فامتهان القتل في الخارج بدأ فينا نحن الأخوان عندما قتل نظام البعث الشهيدة بنان العطار في ألمانيا عام 1981 (زوجة عصام العطار وقد قُتلت عندما فتحت باب منزلها وكان زوجها هو المقصود)، وقتل غيرها الكثير، وقافلة الشهداء من اللبنانيين والسوريين طويلة جداً، لكن النهاية اقتربت، وإن شاء الله سينعم لبنان وسوريا بالأمان بعد زوال هذا النظام". بعد هذه العبارات أسند مراقب "الأخوان" ظهره من جديد، واهتم بتثبيت الضمادة فوق عينه، وقد بدا مرتاحاً، وكأنه ألقى علينا جزءاً كبيراً مما كان يدور في خلده.

بعد الخروج من بيته فهمنا أن جماعة "الأخوان المسلمين" في سوريا تحضّر للقيام بجولة على الفعاليات اللبنانية لشكر أصحاب المواقف الداعمة، وتوضيح الالتباسات لدى أصحاب المواقف المترددة، ولبناء أرضية متينة من العلاقات الأخوية بين الشعبين.


 
          مواضيع ذات صلة  

  محيط البوك التعليقات : 0 تعليق

  محيط البوك إضافة تعليق


8 + 8 =

/300
القرآن كاملاً بالزعفران لعلاج السحر والمس والعين

بمناسبة شهر رمضان المبارك 

مع كل نسختين من القرآن بالزعفران

نسخة مجاناً  >>>  أطلبه الآن

  صورة البلوك مكتبة الصوتيات الاسلامية
  صورة البلوك السيرة النبوية وحياة الصحابة

  صورة البلوك صور الاعشاب

  صورة البلوك الاطباق

  صورة البلوك جديد دليل المواقع